احتفل سكان الإمارات، مواطنين ومقيمين، الاثنين بعيد تولي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان مقاليد الحكم. وكانوا احتفلوا الأحد باليوم الوطني الحادي والأربعين للإمارات في أجواء احتفالية صاخبة شعارها quot;البيت متوحدquot;، تعد الأضخم في تاريخ الاتحاد.


دبي: هذا العام، شملت احتفالات الإمارات باليوم الوطني الحادي والأربعين والعيد الثامن لجلوس الشيخ خليفة بن زايد استعراضات جوية للطيران الحربي في سماء الامارات، واستعراض للطائرات النفاثة بألوان علم الامارات الاحمر والابيض والاخضر والاسود، علاوة على استعراضات بحرية وبرية.

كما شهدت كافة إمارات الدولة ازدحامًا مروريًا كبيرًا في ابوظبي ودبي، اللتين شهدتا خروج الملايين من الناس إلى الشوارع والمناطق الساحلية احتفالًا بالعيد الوطني الحادي والاربعين لدولة الامارات، وبعيد جلوس الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان على عرش رئاسة الدولة.

نتيجة للازدحامات الخانقة، اضطرت الشرطة إلى التواجد بكثافة في كافة الشوارع لتنظيم حركة المرور عند التقاطعات والاشارات الضوئية. كما شهدت المناطق الترفيهية والسياحية والمراكز التجارية ازدحامات كبيرة جدًا.
استمرت الاحتفالات باليوم الوطني حتى فجر اليوم الاثنين، وبدأت مجددًا منذ صباح اليوم عبر استعراضات جوية وبحرية وبرية جديدة احتفالًا بعيد جلوس الشيخ خليفة بن زايد على عرش رئاسة الدولة.

وشهدت مناطق الكورنيش في الامارات المختلفة مسيرات بالسيارات المزينة بأعلام الدولة وصور شيوخ الامارات، كما شهدت تلك المناطق ايضًا إطلاق ألعاب نارية وفعاليات متنوعة تابعها حشد ضخم من المواطنين والمقيمين.

الإمارات تعيش أزهى عصورها

قال مواطنون اماراتيون ومقيمون لـquot;ايلافquot; إن الامارات تعيش حاليًا أزهى وأجمل عصورها، موضحين أن quot;الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وحكام الامارات الحاليين ساروا على الدرب الصحيح نفسه لآبائهم الحكام السابقين، من أجل بناء دولة متآلفة متماسكة وحياة يصعب تكرارها في العالم، إذ صنعوا دولة آمنة مستقرة ووفروا حياة كريمة ورغدة لكل من يقيم على أرضها الطيبةquot;.

وقال المواطن راشد الزعابي إن دولة الإمارات تتبوّأ اليوم مكانة مرموقة بين أفضل الدول العصرية المتقدمة في العالم، بما حققته من إنجازات تنموية في كافة المجالات، سواء على الصعد المحلية او الاقليمية او الدولية. أضاف: quot;تمكنت الدولة خلال أربعين عامًا فقط من أن تكون في مصاف الدول المتقدمة، وتحقق رخاءً وازدهارًا اقتصاديًا واجتماعيًا وعلميًا وتعليميًا، فضلًا عن تمتعها بحضور سياسي ودبلوماسي متزن ونشيط، وهو ما لم تستطع دول كثيرة تحقيقه في مئات السنواتquot;.

وأشارت المواطنة فاطمة المري إلى أن الشيخ خليفة وحكام الامارات ساروا على نهج الراحل الشيخ زايد بن سلطان وتحلوا بحكمته وحنكته وصبره وعطائه السخي، quot;واستطاعوا أن ينتقلوا من مرحلة التأسيس التي أسسها الشيخ زايد والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم وشيوخ الامارات إلى مرحلة التمكين التي نقلت الدولة إلى عصر التقدم في وقت قياسي، لتكون دولة المستقبل الخضراء، التي تتمتع بتماسك شعبها في بوتقة واحدة، وباقتصاد قوي وبنية تحتية متطورة جدًا فضلاً عما تنعم به من أمن وأمان واستقرارquot;.

تلاحم الشعب والقيادة

ذكر المواطن عبدالله المنصوري أن الشيخ خليفة بن زايد، منذ توليه رئاسة الدولة في الثالث من كانون الأول (ديسمبر) في العام 2004، quot;عمل على استمرار نهج الدولة في ضمان النماء والرخاء الاقتصادي، وعلى إحداث نهضة شاملة في كافة القطاعات، والبحث عن مصادر بديلة للطاقة من أجل تقليل الاعتماد على النفط والغاز، وفي هذا الشأن تسعى الدولة إلى الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، وتطوير الصناعات غير النفطيةquot;.

ولفت المنصوري إلى أن ما وصلت إليه الدولة اليوم من مكانة ورفعة وعزة وما تنعم به من طمأنينة ورخاء quot;هو ثمرة مسيرة طويلة من الجهد والمثابرة والعمل الشاق الدؤوب، قادها الشيخ خليفة وحكام الامارات الذين سخروا كل ثروات البلاد لبناء وطن يفخر به كل مواطن ومقيم quot;.

وقال الوافد أدهم سالم إن دولة الامارات استطاعت خلال عقود قليلة ترسيخ دعائم اتحادها الشامخ، وأصبحت الدولة علامة بارزة على تقدم الدول بما انتهجته من خطط حكيمة وحققته من انجازات كبيرة عظيمة.

أضاف: quot;حكام الامارات يتعاملون مع الشعب على انهم سواسية لا فرق بين حاكم ومحكوم، فلا حواجز بين الحكام والشعب، بل تآلف وتلاحم، والجميع يعمل من أجل مصلحة الوطن أولًا. هذا هو سر النجاح الذي تعيشه دولة الامارات، وهذا هو مؤشر الامن والامان الذي يتوفر في المجتمع الاماراتيquot;.

ومن جهتها، قالت الوافدة فرح ابراهيم إن أهم ما يميز دولة الامارات هو وجود التآلف والاحترام المتبادل بين المواطنين والمقيمين، وتطبيق القانون على الجميع من دون استثناء، وكلما زادت مكانة الشخص المهنية والمجتمعية زاد احترامه للاخرين وزاد احترامه للقانونquot;.

نبذة عن الشيخ الرئيس

ولد الشيخ خليفة في مدينة العين في إمارة أبوظبي في 25 كانون الثاني (يناير) 1948، وهو متزوج وله عدد من الأبناء، بينهم الشيخ سلطان والشيخ محمد.

والشيخ خليفة أكبر أنجال الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كان وليًا لعهده، فخلفه بعد وفاته في حكم إمارة أبوظبي وانتخبه المجلس الأعلى للاتحاد رئيسًا للدولة في 3 تشرين الثاني (نوفمبر) 2004، واعتبرته صحيفة تايمز من القادة الخمسة والعشرين الأكثر تأثيرًا في العالم، كما يصنف رابع أغنى ملك في العالم.

بدأت تربية الشيخ خليفة عبر حفظ القرآن الكريم، وكان ملازمًا دائمًا لوالده. تلقى تعليمه الأساسي في المدرسة النهيانية، التي أنشأها الشيخ زايد في مدينة العين، التي تعد ثاني أكبر المدن في إمارة أبوظبي، وتشكل قاعدة لكثير من القبائل المحلية، ما وفّر له فرصة واسعة للاحتكاك الميداني بمشاكل المواطنين، وجعله إثر ذلك مع الطفرة التنموية الناجمة عن اكتشاف النفط يقوم بمبادرات عديدة لتحسين مستوى عيشهم.

في 18 ايلول (سبتمبر) 1966، شغل منصب ممثل حاكم أبوظبي في المنطقة الشرقية، ورئيس المحاكم فيها.

في الأول من شباط (فبراير) 1969 عين وليًا لعهد أبوظبي، وكان عمره حينها 21 سنة. وفي اليوم التالي، تولى رئاسة دائرة الدفاع في أبوظبي، مع نشأة قوة دفاع إمارة أبوظبي التي أصبحت نواة لجيش الإمارات.

في الأول من تموز (يوليو) 1971، شغل منصب رئيس مجلس وزراء إمارة أبوظبي، كما تولى وزارة الدفاع والمالية.

بعد قيام دولة الإمارات في كانون الأول (ديسمبر) 1971، وتشكيل مجلس وزراء اتحادي، أسند إليه منصب نائب رئيس مجلس الوزراء. في 20 شباط (فبراير) 1974 تولى رئاسة المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي. وفي أيار (مايو) 1976، عين نائبًا للقائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الإمارات في أعقاب قرار المجلس الأعلى للاتحاد بدمج القوات المسلحة تحت قيادة واحدة وعلم واحد. كما ترأس المجلس الأعلى للبترول الذي يملك صلاحيات واسعة في مجال النفط والطاقة بالإمارات.

تولى رئاسة مجلس إدارة صندوق النقد العربي ورئاسة مجلس إدارة جهاز أبوظبي للاستثمار، كما شغل منصب ممثل دولة الإمارات في الهيئة العربية للتصنيع الحربي. وكان وراء إنشاء دائرة الخدمات الاجتماعية والمباني التجارية التي تتولى مساعدة مواطني أبوظبي في هذا المجال.