في الجولة الثانية من التصويت على الدستور، حضر رموز السياسة المصرية للإدلاء بأصواتهم، حيث تمت مواجهة بعضهم بهتافات مناهضة لهم، وسجلت مخالفات عديدة، كان أبرزها محاولة السيطرة على آراء الناخبين.
القاهرة: أدلى عدد من الرموز السياسية المصرية بأصواتهم في الجولة الثانية من الإستفتاء على الدستور، ومنهم رئيس الحكومة الدكتور هشام قنديل، الذي التزم بالوقوف في الطابور، وتبادل الحديث مع عدد من الناخبين حول الدستور، أثناء انتظاره دوره في مديرية المساحة - حي الدقي الراقي، ودار الحديث عن أحوال مصر الإقتصادية، مشيراً إلى أن مصر تستطيع عبور تلك المرحلة الصعبة، بعد إقرار الدستور وتحقيق الاستقرار السياسي.
وأكد أن الإستفتاء يتم في أجواء تتسم بالنزاهة والشفافية، مع الوجود المكثف لقوات الشرطة والجيش، ومراقبة منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام المحلية والعالمية، وأبدى قنديل سعادة بالإقبال الكثيف على الإستفتاء. وبعكس ما يشاع عن عدم رضا الشارع المصري عن حكومة قنديل، لم يتعرّض رئيس الوزراء لأية إساءات أو هتافات من جانب الناخبين، بل لقي ترحيباً جيداً.
على العكس من قنديل، ورغم التزامه بالوقوف في الطابور، تعرّض الدكتور سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة ورئيس مجلس الشعب السابق، لمواقف صعبة أثناء الإدلاء بصوته، فقد هتفت ضده مجموعة من الناخبين quot;يسقط حكم المرشدquot;، وأدلى الكتاتني بصوته في مدرسة أجيال 2000 في مدينة 6 أكتوبر، التابعة لمحافظة الجيزة.
وتعرّض الكتاتني لإنتقادات، بسبب تصريحات منسوبة إلى المرشد العام لجماعة الإخوان، يتحدث فيها عن فساد قيادات الجيش السابقة. ورد الكتاتني بالقول إن هذه التصريحات غير صحيحة، مؤكداً أن الجماعة تكنّ كل الإحترام والتقدير للجيش المصري.
وفي مدينة بني سويف، أدلى المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع بصوته في مدرسة الحديثة الإعدادية للبنات، وسط تواجد مكثف من قبل شباب الإخوان، الذين إنتشروا حوله لحمايته، وإصطفوا خارج المدرسة للهدف نفسه، وبعدما أدلى بديع بصوته، أكد احترامه للجيش المصري وقياداته السابقة والحالية، مشيراً إلى أن تصريحاته بشأن فساد بعض القيادات السابقة تعرّضت للتحريف وسوء الفهم. وأوضح أنه quot;كان يقصد أن الجيش عانى من فساد حكامهquot;، مؤكداً quot;احترامه للمؤسسة العسكرية ودورها في الحفاظ على مصرquot;.
ودعا بديع مختلف التيارات السياسية إلى الحوار بشأن مستقبل مصر، وقال quot;المحاورة بالكلمة الطيبة هي الحلquot;، وأضاف داعياً المصريين إلى التصويت في الإستفتاء: quot;إن جميع الأنبياء والمرسلين مرّوا على مصر، وبعضهم عاش فيها، وهي بلد ذكرت في القرآن والإنجيل والتوراة، بلدكم أمانة في أيديكم، والشهداء يستاهلوا إننا ننزل الشارع وندلي بأصواتنا عشانهم، مصر تستاهل نضحّي علشانهاquot;. وقال: quot;الشعب يقول نعم للدستور، وقبوله لمواده يدخل مصر عهداً جديداً تحت مظلة رئيس منتخب ووضع سياسي عادلquot;.
ونفى أن يكون هو من يحكم البلاد من وراء الستار، وقال إنه لو كان يحكم لما تعرّض منزله للسرقة، quot;فيلتي في بني سويف اتسرقت وقالوا كان فيها 35 مليون جنيه، ولحد دلوقتي معرفوش يمسكوا الحراميةquot;. وخرج بديع من المدرسة بعد الإدلاء بصوته وسط هتافات شباب الإخوان: quot;الله أكبر ولله الحمدquot;.
التأثير على الناخبين في بعض الدوائر
وفي تقرير للمجلس القومي لحقوق الإنسان، قال إنه تلقى 40 شكوى خلال أول ساعتين، حول تأخر إفتتاح اللجان، والتأثير على إرادة الناخبين، ففي محافظة بورسعيد، لم يتم فتح اللجنتين رقم 15و16 ومقرهما مدرسة صفية زغلول الإعدادية في حي الزهور حتى الساعة 8:45 صباحاً.
وفي محافظة الجيزة لم تفتح اللجنتان رقم 17و18 ومقرهما مدرسة ترسا الابتدائية في الجيزة، حتى الساعة 8:45 صباحاً، كذلك في مدرسة التجارة المشتركة في طريق شارة في دمياط الجديدة، لم تفتح اللجان حتى الساعة 9:00 صباحاً.
كما تأخر القضاة ومعاونوهم كما هي الحال في لجان مدرسة قرية المزغونة في الجيزة، حيث وصل القاضي رئيس اللجنة الساعة 8:45 صباحاً. وفي محافظة قنا لم يحضر رؤساء اللجان حتى الساعة 10:00 صباحاً، ولم تفتح اللجان رغم وجود أعداد كبيرة من المصوّتين أمامها، وانصراف بعضهم لشعوره بالملل، كما حدث في اللجنتين الفرعيتين رقم 64 و65 ومقرهما مدرسة الناجحية الثانوية في نجع حمادي.
وأشار التقرير إلى منع المراقبين من مباشرة أعمالهم، كما حدث في محافظة كفر الشيخ في اللجنة رقم 1 ومقرها مدرسة الفكرية في كفرالشيخ، حيث تم منع مراقب المجلس القومي لحقوق الإنسان عن عمله، بحجة عدم وجود صورة عن التفويض، وشدد رئيس اللجنة على أنه لن يقبل تواجد أي مراقبين في اللجنة.
واتهم التقرير أعضاء في حزب الحرية والعدالة بالتأثير على الناخبين للتصويت بـquot;نعمquot;، ففي محافظة الجيزة وفي لجان مدرسة الحوامدية الإعدادية للبنات - ومقرها الحوامدية ndash; قام أنصار الحزب باستخراج الرقم الانتخابي للمصوّتين أمام اللجنة وتوجيه إرادة المصوّتين، وحثهم على التصويت quot;بنعمquot;.
التعليقات