على أرض مطار الصخير، ذلك المطار الصغير على غير مبعدة عن قصور أصحاب المقام الرفيع، يستقبل عاهل البلاد الملك حمد آل خليفة ظهر اليوم، ضيوفه، رؤساء وفود دول مجلس التعاون الست، وذلك قبيل بدء فعاليات القمة الثالثة والثلاثين، التي تعقد في ظروف بالغة الحساسية تمر بها المنطقة.


سلطان القحطاني من المنامة: حسب ما يدور في كواليس القمة، وما يقوله مسترقو السمع، فإن أبرز الملفات التي تبحثها قمة المنامة، تفعيل التنسيق الخليجي الموحد تجاه تداعيات ما بعد الربيع العربي، وتفعيل الوحدة الخليجية اقتصاديًا وعسكريًا، بينما لا يزال مشروع الاتحاد الخليجي يواجه عقبات تنفيذية عدة، تشير إلى احتمال تأجيله عامًا آخر.

يعود السبب في ذلك، حسب ما قال مصدر في حديث مع quot;إيلافquot;، إلى أن العرف الدبلوماسي يقول بأن يعلن الاتفاق على مشروع الاتحاد الخليجي في المكان الذي انطلق منه، وهو الرياض، رغم أن مراقبين يقولون إن تحديات الإتحاد تتجاوز الأعراف الدبلوماسية، إلى الخلافات البينية بين الدول الأعضاء.

ويبدأ رؤساء وفود دول المجلس اجتماعاتهم مساء اليوم، بعد راحة قصيرة، تعقب الاستقبال الملكي، الذي قرر له أن لا يتجاوز أكثر من 45 دقيقة، يذهب بعدها الضيوف إلى مقار إقامتهم، التي لا تبعد عن المطار أكثر من دقائق، في منطقة الصخير، التي أصبحت مقر النشاطات الملكية، وعاصمة جديدة للمملكة.

وذكرت وكالة الأنباء البحرينية أن الموضوعات التي يناقشها وزراء خارجية دول المجلس تضمنت quot;مسيرة العمل الخليجي المشترك، وخاصة في المجالات الاقتصادية واهمها السوق الخليجية المشتركة والاتحاد الجمركي والمفاوضات الاقتصادية لمجلس التعاون مع الدول والتكتلات الاقتصادية، إضافة إلى الموضوعات المتعلقة بالشؤون الامنية والعسكرية والبيئة والتعليم والصحة وغيرها، إلى جانب مناقشة الأوضاع الراهنة في المنطقةquot;.

وواجهت المملكة المضيفة، وسلطنة عمان، سلسلة احتجاجات شعبية تطالب بإصلاحات سياسية واقتصادية، الأمر الذي جعل دول المجلس تتكفل بتقديم عشرة مليارات للبلدين، كمعونة اقتصادية لتجاوز الأزمة، على الرغم من تعافي البحرين سياسيًا من الأزمة، وبدء سلطنة عُمان في إجراء إصلاحات سياسية لافتة.

وحسب ما يقوله دبلوماسيون خليجيون، هنا في المنامة، فإن أحاديث بمستوى الهمس تصاعدت، حول ما يود أن يقوله الخليجيون للدوحة، بعد ثبوت دعمها لأكثر من تنظيم إخواني في دول المجلس، وهو ما جمعت عنه أجهزة رسمية ملفات ومعلومات، كلها تشير إلى تورّط مباشر لقطر في تنشيط دور جماعة الإخوان في الخليج.

يبدو أن هذا السبب الذي جعل وزير خارجية قطر، يختار موعد القمة للذهاب في إجازة قل نظيرها، خصوصًا وأن الرجل المتهم الأول في ملف الإخوان، لم يعتد الغياب عن أي مؤتمر صحافي، أو سياسي.
وقال الأمين العام للمجلس عبداللطيف الزياني إن الدورة الثالثة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، تأتي في ظل أوضاع وظروف بالغة الحساسية والدقة، تتطلب من دول المجلس تدارس تداعياتها على مسيرة التعاون الخليجي حفاظًا على ما حققته من منجزات حضارية ومكتسبات عديدة لمصلحة أبناء دول المجلس.

وحسب مصادر متفرقة، فإن ملف المصالحة اليمنية، وكيفية التعامل مع التوغل الإيراني في المنطقة، سيكونان أبرز ملفين خارجيين على طاولة القادة هذا المساء.

ولوحظ أن الهمّ السياسي غالب على كل ملفات المجلس، إذ إن الملف البيئي، تطرق إلى الخوف من فشل إيران في المحافظة على برنامجها النووي، الأمر الذي قد يتسبب في أضرار وخيمة على البيئة في منطقة الخليج.