أنقرة: أوضح رئيس الشؤون الدينية التركية quot;محمد غورمزquot;، أنه ستجمع غدًا تبرعات لمصلحة الشعب السوري، عقب صلاة الجمعة في المساجد التركية.

وأكد غورمز، في كلمة له في مراسم التعريف الرسمية بحملة quot;حلّ الشتاء.. رغيف خبز وغطاء للسوريينquot; في مركز الخليج للمؤتمرات في إسطنبول، أن حملة الإستنفار من أجل إغاثة السوريين، لن تقتصر على تقديم المساعدة إلى الشعب السوري، الصديق والشقيق والجار، بل ستشمل إنقاذ الإنسانية أيضًا.

ولفت إلى أن ضمير الشعب التركي تحرك قبل الهيئات والمؤسسات العامة، ومارس ضغوطًا عليها لكي تتحرك، من أجل إغاثة الشعب السوري، موضحًا أن أيًّا من حملات المساعدة السابقة، لم تترك ألمًا في نفسه بقدر ما سببته الحملة الحالية.

وأضاف: quot;لا أخاطب شعبنا فحسب، بل العالم الإسلامي بأسره، سنّةً وشيعة، أخاطبكم كأخ لكم، أخاطب أخواني المقيمين في quot;زمزم تاورquot;، آملين بالفرج من مشاهدة الكعبة المشرفة، أدعوكم إلى متابعة الإنسانية التي تذبح في سوريا... أدعو كل العالم الإسلامي بمذاهبه، ومشاربه وفكره ومعتقداته... فهذه القضية ليست قضية إسلامية فحسب، وإنما قضية إنسانيةquot;.

ودعا الإنسانية جمعاء إلى مدّ يد العون إلى quot;إخواننا في سوريا، من أجل إنقاذ الإنسانية، إخواننا الواقعين بين نارين، نساءً وأطفالًا وشيوخًا، بلا طعام ولا مأوى ولا دواءquot;.

وأشار إلى أنه يجد نفسه مضطرًا للإعلان عن أنه سيخصص راتبه الشهري المقبل بكامله لتقديمه إلى الحملة، حتى يكون قدوة لكل زملائه، ولكل العاملين في رئاسة الشؤون الدينية التركية.

وأعلن غورمز أن يوم غدِ، سيكون quot;جمعة مساعدة سورياquot;، مضيفًا: quot;لهذا أدعو إخواني الآتين إلى صلاة الجمعة للاستعداد للمساعدة، ولأن 99% من القادمين إلى صلاة الجمعة هم من الرجال، أدعو السيدات أيضًا إلى إرسال مساعداتهن مع أزواجهن وأبنائهن إلى المساجدquot;.

من جهته، أكد رئيس وقف المنظمات التطوعية التركية، حمزة أكبولوت، أن حملة quot;حل الشتاء رغيف خبز وغطاء للسوريينquot;، تهدف بشكل رئيس إلى مساعدة اللاجئين السوريين، الذين هم من المدنيين المظلومين، والذين يعيشون في ظروف غير صحية خارج تركيا.

وأوضح أكبولوت أن المساعدات التي ستجمع، ستوزّع على الشعب السوري، الذي يناضل ضد البرد والمجاعة، ويسعى إلى العيش بحرية وكرامة.

وبيّن أكبولوت، أن مراسم اليوم تعدّ انطلاقة لحملة دولية لحلّ مشاكل الغذاء والمسكن المصيرية، ويعانيها المدنيون السوريون، بدون تمييز بين مكوناتهم. ولفت إلى أن هدف الحملة إنساني بحت، وهو تقديم المساعدة إلى السوريين، بعيدًا عن النقاشات السياسية والدينية والمذهبية والاقتصادية، مؤكدًا أن الحملة مشتركة، ولا تتبناها جهة واحدة فقط، داعيًا الجميع إلى المساهمة فيها.

في سياق متصل، ذكر أحمد لطفي أكار، رئيس منظمة الهلال الأحمر التركي، أن اليوم يشهد إطلاق حملة مساعدات تشترك فيها الدولة، ومنظمات المجتمع المدني الحقيقية، مؤكدًا استعداد الهلال الأحمر لتقديم خدماته في إطار الحملة.

وأعرب أكار عن ثقته باستمرار الحملة بنجاح، مؤكدًا أنهم سيسعدون بإيصال الخبز والأغطية، التي ستشترى بنقود التبرعات إلى المظلومين، إلى داخل الأراضي السورية، موضحًا أن الهلال الأحمر يعمل على تلبية احتياجات السوريين الذين يواجهون خطر الموت والجوع، وذلك عبر خط التماس من الحدود بين البلدين.

وذكّر أكار بتسليم الحكومة التركية 50 ألف طن من القمح للهلال الأحمر، كي يوزعها على المحتاجين في سوريا، مشيرًا إلى أن نحو 37-38 ألف طن منها ستحوّل إلى دقيق، وجرى إعداد خطة لتوزيعها داخل سوريا.

وعبّر أكار عن شكره لرئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، الذي كان وسيلة لبدء الحملة، إضافة إلى نائبه بشير أطالاي الذي يدعم النشاطات الخيرية، وفعاليات مواجهة الكوارث.