أطاحت الثورة الليبية بنظام العقيد معمر القذافي

بدأت في مدينة بنغازي الليبية محاكمة 41 شخصا متهمين بالتآمر على الثورة الليبية، وهي الجلسة الأولى التي تعقد لعدد من أنصار الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، من جهة أخرى قال وزير الداخلية الليبي فوزي عبد العال إن سيف الإسلام القذافي، سيقدم للمحاكمة quot;في غضون أسابيع أو أشهر.quot;


بنغازي:بدأت ليبيا الاحد محاكمة عدد من انصار النظام السابق لمعمر القذافي وسط تنديد منظمات لحقوق الانسان باساءة معاملة المعتقلين في مختلف انحاء البلاد.
وبدأت الاحد في بنغازي شرق ليبيا اول محاكمة لمؤيدي القذافي وتشمل 41 شخصا متهمين بالتآمر على الثورة الليبية.

وقال القاضي علي حمدي في افتتاح الجلسة العلنية التي احيطت باجراءات امنية مشددة quot;نبدأ المحاكمة الاولى المتعلقة بثورة 17 شباط/فبرايرquot; تاريخ انطلاق الثورة على النظام الليبي السابق.
ومؤيدو القذافي متهمون خصوصا quot;بدعم النظام السابق ضد الثورة الليبية التي بدأت في 17 شباط/فبرايرquot; وتشكيل quot;عصابة بهدف ارتكاب اعمال اجراميةquot; ومساعدة معتقلين على الفرار من سجونهم.

واكد المدعي العام العسكري يوسف الاصيفر لفرانس برس ان quot;جميع الظروفquot; اجتمعت quot;كي يستفيد كل المتهمين من العدالةquot; مؤكدا انها المحاكمة الاولى لانصار الزعيم الليبي الراحل الذي اطيح به في اواخر آب/اغسطس وقتل في تشرين الاول/اكتوبر.
واعترضت هيئة الدفاع التي تضم حوالى 15 محاميا على اجراء المحاكمة امام محكمة عسكرية لان معظم المتهمين مدنيون. وبعد مشاورات قررت المحكمة ارجاء المحاكمة الى 15 شباط/فبراير.

وقال المحامي حسين غنيوة الذي يدافع عن خمسة من المتهمين ان المحكمة العسكرية quot;لا صلاحية لهاquot; مشيرا الى ثقته بان هذه المحكمة ستصدر قرارا بهذا الاتجاه آملا ان يتم ذلك في الجلسة المقبلة.
واوقف المتهمون في اواخر تموز/يوليو في بنغازي التي كانت انذاك quot;عاصمةquot; الثورة في شرق البلاد، بعد هجوم دام شنه الثوار على مجموعة من انصار النظام السابق. وادى الهجوم الى مقتل 15 شخصا من بينهم اربعة من الثوار.

واعلن مسؤولون امنيون في المجلس الوطني الانتقالي في حينه ان عددا من اسرى الحرب الفارين كانوا في صفوف تلك الجماعة المسلحة التي استقرت في مصنع لارقام السيارات.
وكان المكان يشمل سبع شاحنات بيك اب مزودة برشاشات وكمية كبرى من المتفجرات كانت المجموعة تنوي استخدامها في هجمات بالسيارة المفخخة في بنغازي بحسب المصادر نفسها.

وانطلقت المحاكمة وسط تزايد الانتقادات ضد الميليشيات التي شكلها ثوار سابقون واتهمت بتعذيب المعتقلين واكثرهم من انصار النظام السابق.
وفي الاسبوع الفائت نددت منظمتا العفو الدولي واطباء بلا حدود بممارسة التعذيب quot;المعممةquot; التي تؤدي احيانا الى الموت على معتقلين يفترض انهم من انصار النظام السابق. واكدت السلطات انها ستحقق في تلك القضايا.

كما اتهمت الامم المتحدة quot;الكتائب الثوريةquot; باعتقال الالاف في سجون سرية. وافادت المنظمات غير الحكومية عن وجود حوالى 8500 معتقل في ليبيا في 60 سجنا تقريبا تديرها الميليشيات.
ودعت هيومن رايتس ووتش في ايلول/سبتمبر السلطات الليبية الى وقف التوقيفات الاعتباطية واساءة معاملة المعتقلين وانشاء نظام قضائي كفيل بمعالجة اوضاع جميع هؤلاء.

في تشرين الثاني/نوفمبر اعلن المجلس عن تبني قانون حول السلطة القضائية للمرحلة الانتقالية لكنه لم يفصح عن مضمونه.

سيف الإسلام القذافي سيحاكم خلال أسابيع
من جهة أخرىقال وزير الداخلية الليبي فوزي عبد العال يوم الأحد، إن سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، سيقدم للمحاكمة quot;في غضون أسابيع أو أشهر.quot;
وأضاف عبد العال في مقابلة مع شبكة CNN أن التحقيقات في ظروف وفاة العقيد معمر القذافي بعد اعتقاله نهاية العام الماضي، ربما تكتمل قريبا.

وأشار إلى قضية سيف الإسلام القذافي، الذي ألقي القبض عليه في نوفمبر/تشرين ثاني الماضي في مدينة الزنتان، ستسلم إلى المحاكم بأسرع وقت بعد أن يكمل المدعي العام تحقيقاته.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية بعد زيارتها لسيف الإسلام في السجن العام الماضي انه ينبغي أن يكون له محام، ولكن عبد العال قال إن الحكومة ستؤمن له واحدا إذا طلب ذلك.

وتجاهل عبد العال الاتهامات بأن السلطات تقوم بتعذيب المعتقلين في ظل الحكومة الجديدة، وقال: quot;ليس هناك انتهاكات منهجية كما كان الأمر في ظل نظام القذافي،quot; لكنه أردف قائلا quot;قد تكون هناك حالات من الأفراد الذين ينفذون القانون بأيديهم.quot;
وقتل معمر القذافي في أكتوبر/تشرين الأول بعد شهرين من خلعه من قبل المقاتلين المتمردين.

وقال عبد العال إن ظروف وفاته معقدة، مضيفا quot;لقد كانت في ساحة المعركة، وكان يحمل أسلحة، وكان هناك مقاتلون حوله، لم يكن لأحد السيطرة على هؤلاء المقاتلين.quot;
واعترف عبد العال أن الحكومة الانتقالية لم تنجح حتى الآن في دمج الميليشيات من مدن مختلفة في قوة أمن وطنية، قائلا إن زيارته إلى بريطانيا جاءت لطلب المساعدة في هذه المهمة.