الخرطوم: دعا الرئيس السوداني عمر البشير اليوم الاربعاء نحو مليوني شخص نزحوا من اقليم دارفور اثناء النزاع بين الحكومة السودانية ومتمردين من الاقليم، الى العودة الى ديارهم. وقال البشير اثناء لقاء في الفاشر بمناسبة تدشين مقر السلطة الانتقالية للاقليم quot;سنمكن النازحين واللاجئين من بداية حياة جديدة وغير مقبول لاهل دارفور ان يعيشوا في معسكراتquot;.

واضاف quot;نريد للذين يعيشون في المعسكرات ان يعودوا الي قراهم وسنوفر لهم الامن والسلام والخدماتquot;. وتقول الامم المتحدة ان نحو 1,9 مليون شخص يقيمون في مخيمات للنازحين بعد ان فروا من العنف في الاقليم بين الجماعات المتمردة التي ثارت على حكومة الخرطوم التي يهيمن عليها العرب في العام 2003 وحاربتها مليشيا الجنجويد المدعومة من الحكومة. واثار ذلك النزاع صدمة العالم وادى الى اتهام الرئيس السوداني بارتكاب اعمال quot;ابادةquot;.

وجاءت تصريحات البشير اثناء لقاء اقيم في الفاشر بمناسبة تدشين مقر السلطة الانتقالية للاقليم التي انشئت بموجب اتفاق سلام وقعته الحكومة السودانية مع تحالف من حركات دارفور المتمرد في العاصمة القطرية الدوحة في حزيران/يونيو 2011 بوساطة مشتركة من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي وقطر.

ووفقا لاتفاق الدوحة فان النازحين يجب ان يعودوا طواعية لقراهم بما يضمن سلامتهم وكرامتهم او ان يتم توطينهم في مناطق اخرى. وقال احمد اتيم احد شيوخ مخيم quot;ابو شوكquot; للنازحين للصحافيين اثناء زيارتهم المخيم الشهر الماضي، ان على المسؤولين تقديم بعض اجراءات quot;بناء الثقةquot; لتشجيع النازحين على العودة.

وقال اثناء زيارة الصحافيين للمخيم القريب من الفاشر quot;عليهم ان يوفروا الامن اولاquot;. وتحدث النازحون عن تواصل اعمال العنف بما فيها اطلاق النار والحرق. واشارت الامم المتحدة الى ان اعدادا قليلة من النازحين عادوا الي قراهم. الا ان مجدي الجزولي، زميل معهد الوادي المتصدع وهو منظمة حقوقية مقرها برلين، ان quot;العديد من النازحين ليس لديه شيء يعود له في قريته وبعضهم قراهم ازيلت تماماquot;.

وينص اتفاق الدوحة كذلك على اجراء عملية مصالحة، وإنشاء مفوضية لحقوق الانسان، وعلى ان تدفع الحكومة السودانية ملياري دولار تعويضا للنازحين واللاجئين وتساهم في اعادة الاعمار والتنمية.

ورفضت ثلاث حركات متمردة رئيسية في دارفور التوقيع على اتفاق الدوحة وقالت انه لم يعالج جذور المشكلة. وتقدر الامم المتحدة عدد الذين قتلوا من جراء نزاع دارفور بنحو 300 الف شخص، بينما تقول الحكومة السودانية ان العدد لا يتجاوز عشرة الاف شخص. وكانت المحكمة الجنائية الدولية اصدرت مذكرة اعتقال بحق البشير في شباط/فبراير 2009 بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وابادة جماعية في دارفور.a