نيويورك:قتل 23 شخصا بينهم خمسة جنود خلال اعمال عنف في مدن سورية عدة الثلاثاء، فيما اعلنت دمشق رفضها القاطع quot;لادعاءاتquot; مفوضة حقوق الانسان حول وقوع quot;جرائم ضد الانسانيةquot; في سوريا.

وفي نيويورك، اعلن دبلوماسيون ان الجمعية العامة للامم المتحدة ستصوت الخميس بعد الظهر (20,00 ت غ) على مشروع قرار يدين القمع في سوريا بعد ايام من فشل تمرير مشروع مماثل في مجلس الامن الدولي.

واعدت قطر والسعودية مشروع قرار تم توزيعه الثلاثاء على الدول الاعضاء للتصويت عليه. ويرى الدبلوماسيون ان تبني القرار مضمون وان اهميته ستكون رمزية. واتهمت دمشق مفوضة حقوق الانسان نافي بيلاي بانها تحولت quot;الى اداة بيد بعض الدول التي تستهدف سوريا وتتجاهل الجرائم الارهابية التي تقترفها المجموعات المسلحةquot;.

وقالت بيلاي في كلمتها امام الجمعية العامة للامم المتحدة الاثنين ان quot;طبيعية التجاوزات التي ارتكبتها القوات السورية ومدى هذه التجاوزات يدلان على ان جرائم ضد الانسانية قد ارتكبت على الارجح منذ اذار/مارس 2011quot;. واعلنت بيلاي الاثنين ان اكثر من 300 شخص قتلوا في مدينة حمص في quot;القصف العشوائيquot; للقوات السورية خلال الايام العشرة الماضية.

ياتي ذلك فيما قتل خمسة جنود ومنشق و17 مدنيا منهم ستة قضوا خلال اعنف قصف تعرضت له خلال الايام الاخيرة مدينة حمص، معقل الحركة الاحتجاجية ضد النظام السوري، فيما يستمر التباين في المواقف الدولية ازاء الازمة السورية.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان ستة مواطنين قتلوا في حمص الثلاثاء quot;اثر استمرار القصف العنيف على حي بابا عمرو منذ صباح اليومquot;. واكد عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبد الله صباح الثلاثاء في اتصال مع فرانس برس من حمص ان القوات السورية quot;تقوم منذ الفجر بقصف هو الاعنف من نوعه منذ الايام الماضية لحي بابا عمروquot;.

ونقل مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس عن ناشطين في المدينة ان القصف يتم quot;بمعدل قذيفتين في الدقيقةquot;. وتتعرض حمص (وسط) ثالث اكبر مدن سوريا والتي يطلق عليها اسم quot;عاصمة الثورةquot; لقصف متواصل منذ الرابع من شباط/فبراير لاخضاع مناطق الاحتجاج فيها.

ويشتد القصف فيما يتأزم الوضع الانساني في هذه المدينة. وبثت مواقع لناشطين اشرطة مصورة لمنازل وسيارات وهي تحترق في حي بابا عمرو نتيجة القصف العشوائي الذي تقوم به القوات السورية سمع من خلالهااصوات اطلاق القذائف والانفجارت كما شوهدت اعمدة الدخان الاسود وهي تتصاعد من الابنية المحترقة.

وفي ريف حمص، ذكر المرصد في بيان منفصل انه quot;عثر على جثامين ثلاثة مزارعين من القصير كان حاجز امني قد اعتقلهمquot; صباحا. وفي ريف حماة (وسط)، افاد المرصد عن مقتل خمسة جنود وجرح تسعة اخرين في اشتباكات دارت مع مجموعة منشقة في بلدة قلعة المضيفquot;.

وفي ريف حلب، اسفرت الاشتباكات بين الجيش ومجموعة منشقة في بلدة الاتارب عن مقتل ثلاثة مدنيين، بحسب المرصد. وفي شرق البلاد، اكد المرصد مقتل مواطنين اثر اطلاق رصاص في مدينة البوكمالquot;.

وفي محافظة درعا (جنوب)، مهد الحركة الاحتجاجية، قتل مدني في بلدة نمر quot;خلال اطلاق رصاصquot; بحسب المرصد الذي لم يحدد مصدر اطلاق النار. واضاف المرصد ان سيدة حامل في بلدة انخل ومواطن في قرية ام ولد توفيا متاثرين بجروح اصيبا بها قبل ايام.

وافاد المرصد ان قوات عسكرية امنية مشتركة اقتحمت بلدة الطيبة وسط اطلاق رصاص كثيف ودوي انفجار في الحي الشمالي كما بدات حملة مداهمات واعتقالات في الحي الجنوبي. واظهر تسجيل مصور بث على الانترنت ضابطا في الجيش السوري الحر يستجوب ضابطا ومجندا من الجيش النظامي جرى القبض عليهما في بلدة اللجاة (ريف درعا).

وتحدث الموقوفان في الشريط عن تعليمات صدرت لهما باطلاق النار على المتظاهرين. وفي ريف دمشق، اسفرت الاشتباكات بين الجيش ومنشقين عن مقتل سيدة واصابة العشرات في بلدة عرطوز، وقتل مواطن يتحدر من اللاذقية بالقرب من بلدة قارة، وقتل منشق قرب بلدة عربين، بحسب المرصد.

واشار المرصد الى اطلاق رصاص من قبل قوات الامن لتفريق تظاهرة طلابية خرجت في بلدة معضمية الشام. وفي العاصمة، سلم جثمان شاب الى ذويه في حي الميدان بعد ان قضى داخل اقبية الافرع الامنية.
وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، قال المرصد quot;سلم جثمان مواطن من قرية الرامي الى ذويه بعد ان قضى تحت التعذيبquot;.

وهزت مدينة ادلب اصوات انفجارات في الحي الشمالي، فيما تنتشر اليات عسكرية في محيط الحي، كما تتعرض بلدة احسم منذ 6 ايام لحملة اعتقالات ومداهمات وعمليات quot;نهب لبعض المتاجر زاحراق مزرعة دواجنquot; من قبل القوات النظامية، حسب المرصد.

وامام البرلمان الاوروبي، دعا الناشط السوري المعارض داني عبد الدايم الغربيين الى quot;الكف عن الكلام والانتقال الى العملquot; من اجل حمص حيث قال ان قوات النظام quot;تقتل الجميعquot; في الاحياء التي تشهد احتجاجات. وقال عبد الدايم ان quot;الجنود يخطفون النساء والاطفال ويغتصبون النساء ويقتلونهن. هذه جرائم ضد الانسانية (..) لا يوجد سوى خمسة اطباء لعلاج الجرحىquot;. ويسمى عبد الدايم quot;صوت حمصquot;

وامام تفاقم الازمة، اعلن وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه مساء الثلاثاء ان فرنسا ستقوم بانشاء صندوق طوارىء انساني لسوريا بقيمة مليون يورو، بعد لقائه عددا من المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية الفرنسية الناشطة في سوريا في مجال المساعدات الانسانية وحقوق الانسان.

وطرحت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الثلاثاء امكانية فرض عقوبات اوروبية جديدة على سوريا، مؤكدة ان الاتحاد الاوروبي يؤيد موقف الجامعة العربية الذي وصفته بانه quot;حازمquot;. ياتي ذلك فيما لا يزال المجتمع الدولي منقسما حول ارسال قوات حفظ سلام الى سوريا على الرغم من ادانته لاعمال العنف في هذا البلد الذي يشهد حركة احتجاجية غير مسبوقة منذ منتصف اذار/مارس.

وانضمت فرنسا الثلاثاء الى شركائها في الامم المتحدة لدراسة اقتراح الجامعة العربية بارسال قوة سلام الى سوريا، بعد ان استبعدت الاثنين quot;اي تدخل ذي طابع عسكري خارجيquot; في هذا البلد.

وفيما طالبت موسكو بوقف لاطلاق النار، قالت واشنطن ان ارسال قوات سلام امر معقد في غياب وقف اطلاق النار. ويطالب النص الحكومة السورية بانهاء هجماتها على المدنيين ويدعم جهود الجامعة العربية لتامين انتقال ديموقراطي للسلطة في سوريا ويوصي بتعيين مبعوث خاص للامم المتحدة الى سوريا.

وقال دبلوماسي quot;سنرى ان كان هذا النص يجمع اكثر او اقل من الاصوات الـ133 (من اصل 193 دولة اعضاء) التي حصل عليها القرار الاولquot; الذي تبنته الجمعية في 19 كانون الاول/ديسمبر 2011 تنديدا بانتهاك حقوق الانسان في سوريا. وتابع quot;سيكون مقياس نجاح لكن المضمون هذه المرة مسيسا اكثرquot;.

والتقى المبعوث الصيني لي هواشين الثلاثاء الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي، في حين اكد رئيس الوزراء الصيني ون جياباو من جانبه ان بكين لا تحمي quot;اي طرف، بما في ذلك الحكومةquot; السورية.

واعلنت المتحدثة باسم المجلس الوطني السوري بسمة قضماني ان المجلس المعارض سيجتمع الاربعاء في الدوحة لاختيار رئيس جديد له او التمديد لرئيسه الحالي برهان غليون. وعدا عن فكرة تشكيل قوة مشتركة مع الامم المتحدة، طرحت الجامعة العربية توفير الدعم السياسي والمادي للمعارضة السورية.