أنصت اليمنيون لثلاثة خطابات قبيل الانتخابات الرئاسية الاستثنائية بيوم واحد وكانت أولى الكلمات لرئيس حزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمون سابقا) محمد عبدالله اليدومي الذي يعد أكثر رجال السياسة تحفظًا وزهدًا في الحضور عبر وسائل الإعلام، ثم كلمة لعبدربههادي، ومحمد سالم باسندوة.


محمد اليدومي

صنعاء: زعيم الهيئة العليا لحزب الإصلاح المعارض سابقا والمشارك في حكومة الوفاق حاليًا، محمد اليدومي وصف - في حديث تلفزيوني بثته قناة quot;سهيلquot; الخاصة- يوم الثلاثاء المقبلquot; الذي يشهد انتخابات رئاسية مبكرة بـ quot;اليوم المجيد الذي سيطوي فيه الشعب صفحة الماضي ويفتح صفحة جديدة ليمن جديد لكل أبناء اليمن لا مجال فيه للتهميش والإقصاءquot;.

وتعتبر كلمة اليدومي من الكلمات النادرة خصوصاً أنه لا يحب الظهور على وسائل الإعلام ويعد أهم رجل في الحزب منذ فترة طويلة إلى جانب قادة يختفون عن وسائل الإعلام ويفضلون العمل في الظل.

ودعا اليدومي اليمنيين إلى أن quot;يجعلوا من هذا اليوم لحظة فارقة في حياتنا وأوضاعنا.. لحظة تتحد فيها الكلمة وتتكاتف الجهود للشروع في بناء الدولة اليمنية الحديثة على قاعدة الشراكة الوطنية والمواطنة المتساوية.. دولة المؤسسات والقانونquot;.

الحسم العسكري صار وهماً

واعتبر التحول الذي تشهده اليمن يعد quot;ثمرة نضال وتضحيات الجميع وأن quot;الكل قد أسهم في صناعة ملامح اليمن الجديد وضحى في معركة إسقاط الاستبدادquot;. وأشار إلى أنه quot;من غير الممكن أن يحتكر شخص أو جهة أو حزب أو جماعة كل تلك الجهود وأن يجيرها لنفسه أو يختصرها في شخصه، فإن من الواجب على كل من أسهم في قيام الثورة وعمل على إنجاحها أن لا يمن على الآخرين بما قدم سواءً كان ما قدمه قليلاً أو كثيراًquot;.

وألمح إلى أن quot;كل من يتصور أو لا يزال يظن أن باستطاعته فرض إرادته أو خياراته بالحسم العسكري وبوسائل العنف والقسر والإكراه فهو واهم. وقال quot;على الذين لا يزالون يفكرون في الحرب عليهم ان يدركوا انها سترتد وبالاً عليهم.. فالحرب قد يتم التحكم في اتخاذ قرار بدايتها، لكن الحقيقة تقول: انه لا يمكن لمن أشعل شرارتها ان يتحكم في نتائجهاquot;.

عبدربه: لن نبيع الوهم للناس

عبدربه منصور هادي

من جانبه قال المرشح الوحيد للرئاسة في اليمن عبدربه منصور هادي إنه قبل ما كان زاهدا فيه وترشح للرئاسة مادا يده لكل من يريد إقالة عثرة البلاد دون حاجةٍ إلى السؤالِ عن مذهبه وقبيلته وحزبه كون اليمن هي قاسمنا المشترك الذي يجب أن يكون آمناً ومستقرا.

وأورد إنه quot;مما يحُز في نفسي أن يعاني نصفُ أطفال البلادِ سوء التغذيةِ بالإضافةِ إلى معاناةِ حوالي ثلثِ الأطفالِ في بعضِ المناطِقِ من سوءِ التغذيةِ الحاد بسببِ الحروب والنِّزاعات يوجب دق ناقوسِ الخطرِ وهي رسالة ليست للدولة وللحكومة فقط ولكن لِكُل القُوى الحية في البلادِ من أجل المساعدة لمنع مزيدٍ من التدهوُرِ الذي يدفع أبناؤنا ثمنهُ دون ذنبquot;.

وخاطب مقاطعي الانتخابات إلى أن أي موقِف يُتخذ من أي طرف يجِب أن يكون سلميا بعيداً عن العنف لأن واجب الدولة يقتضي أن تحمي مواطنيها بما يتوافقُ مع الدستور والقانون. وتحدث عن الإرهاب والمظاهر المسلحة، مشيرا إلى أن الخيرين سيساهمون في الحد من هذه الأعمال الخارجة عن القانون.

باسندوة: شرعية جديدة

محمد سالم باسندوة
رئيس حكومة الوفاق الوطني محمد سالم باسندوة تحدث أيضًا عن الانتخابات الرئاسية القادمة مشيرا إلى أنها تهدف إلى إيجاد شرعية جديدة تنهي حكم الرئيس المنتهية ولايته علي عبدالله صالح عبر الانتقال السلمي للسلطة.

وأشار في كلمة متلفزة في التلفزيون الرسمي إلى أن الانتخابات تعد الخطوة الأولى في إيجاد شرعية جديدة لعهد جديد لابد أن يشهد انطلاق القدرات الخلاقة لليمن جميعاً نساءً ورجالاً بعيداً عن كل أشكال الإقصاء والتهميش وضروب الإخضاع القسري.

ودعا في كلمته المقاطعين للانتخابات الرئاسية إلى احترام حق المشاركين في التعبير عن موقفهم، والنأي بأنفسهم عن أية أفعال أو تصرفات ترمي إلى إعاقة الراغبين في الإدلاء بأصواتهم عن ممارسة حقهم هذا، داعياً الجهات المسؤولة في المحافظات والمديريات والدوائر إلى ان تضطلع بواجباتها، وأن تؤمن أجواء آمنة لسير العملية الانتخابية.

ردود أفعال متباينة

وتابعت إيلاف ردود الأفعال حول كلمات القادة الثلاثة حيث قال المحلل السياسي، خالد عبدالهادي، لـ إيلاف إن quot;الخطابات الثلاثة صيغت بعناية لتؤدي أهدافاً محددة فعبدربه منصور قدم نفسه رسمياً إلى المواطنين ليختاروه رئيساً انتقالياً في الساعات القليلة المقبلة وحرص على أن يلامس جوانب المحنة التي يعيشها المواطنون منذ عامquot;.

وأضاف عبدالهادي إن رئيس الحكومة محمد باسندوة quot;أراد أن يعزز هذا الحشد لكن بطريقته التي تنبع من خطاب المعارضة فيما رئيس حزب الإصلاح محمد اليدومي وجه خطاباً ذا إطار عام إنما أعضاء الإصلاح هم المستهدفون الأساسيون منه لحثهم على مزيد من المشاركة في الانتخابات.

وأشار إلى أن quot;اليدومي أعاد إلى الأذهان موقفاً مشابهاً سبق أن صدع به في 1999 قبل الانتخابات الرئاسية حين أعلن أن علي عبدالله صالح هو مرشح الإصلاحquot;.

وتضاربت الآراء على صفحات الشبكات الاجتماعية حيث قال حافظ البكاري، رئيس مركز قياس الرأي العام quot;بعيداً عما يسمى الانتخابات وتحفظي على ما يمثله إجراؤها بهذا الشكل من ترسيخ في ذهن اليمنيين بأن الانتخابات التنافسية ليست الوسيلة المثلى للتغيير إلا أنني شخصيا ومنذ بداية الثورة وربما منذ سنوات طويلة لم أسمع خطابا مسؤولا من شخصية سياسية مثلما كان الليلة من quot;الرئيسquot; عبد ربه منصور هادي ورئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح محمد اليدوميquot;.

وأضاف: quot;خطابان فيهما قدر من الاستشعار بالمسؤولية وبث الطمأنينة من شخصيتين معروفتين بعدم حبهما للظهور الإعلامي -بعكس أغلب السياسيين المثور عليهم أو الثائرين- .. الخطابان يتطلبان أن يتبعهما الكثير من الأعمال..سأتفاءل فالتفاؤل غالبا يكون مثمراquot;.

أما الكاتب السياسي نبيل الصوفي، فقد قال في صفحته في فايسبوك إن quot;الأستاذ محمد اليدومي، تجنب كل الملفات القادمة.. وأهم ما فهمته من كلمته، أن البنية التنظيمية للتجمع اليمني للإصلاح كما هي.. تجمع بين القوة، وبين التقليدية كأنها في العام ٢٠٠٥، يوم أعلن مشروع النضال السلمي، الذي يمثل رؤية الرجل والبنية التي يمثلها في التنظيمquot;.

وتابع: quot;كلمته تقول، سنذهب لانتخاب هادي، شركاء أقوياء، وليس تابعين ولا طامحين في لحظتنا هذه لأكثر من هذا. ونترك للقادم ما يستجدquot;..

ووصف اليدومي بأنه quot;رجل توازن، وقوة، واتكاء واعتزاز بالتنظيم.. لكن أين ذهبوا الذين بشرونا بقوة شباب الثورة الذين ولدوا في الساحة وولدت بهم.. وبأنهم الجديد العاصف، الذي يعد هو مصدر كل شرع وتشريع وقوة وتجديد؟..فمن سيمثل التوازن أمام الإصلاح اذا؟quot;

في سياق متصل قال الكاتب محمد العلائي إن: quot;خطاب عبدربه منصور هادي يعكس إدراكا عميقا لطبيعة المهمة التي وقعت على عاتقه، منطق حزين وصادق ومتحرر من الوهم، لرجل ممتلئ وقور ولا يبدو أنه يُظهر أدنى تهافت على منصب يعرف أكثر من غيره حجم المخاطر التي تكتنفه. منطق من يعرف أن ما ينتظره على طاولة مكتبه الرئاسي في اليوم التالي لـ21 فبراير، بلد يحتضر بكل ما للكلمة من معنىquot;.