قبلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مرشح المعارضة، يواخيم جاوك، ليصبح رئيساً للجمهورية، في أقسى هزيمة تقع عليها خلال فترة حكمها.
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل |
القاهرة: وصفت وسائل الإعلام الألمانية قبول المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مرشح المعارضة، يواخيم جاوك، ليصبح رئيساً للجمهورية، بأنها أصعب هزيمة تتلقاها ميركل خلال فترة مستشاريتها، خاصة وأن شريكها في الائتلاف الحاكم، الحزب الديمقراطي الحر، قد تحالف مع اثنين من أبرز أحزاب المعارضة للمساعدة في تمرير مرشحهم.
وقالت في هذا الصدد اليوم مجلة quot;دير شبيغلquot; الألمانية إن تلك الهزيمة المخزية قد تشكل نقطة تحول بالنسبة للمستشارة الألمانية، التي لم تفلح في إخفاء مشاعرها الداخلية بخصوص تلك الهزيمة المريرة، خاصة وأنها لا تستطيع أن تتحكم في تعبيرات وجهها، كما أن ملامحها دائماً ما تخون حالتها المزاجية وكذلك ما يدور بفكرها.
ففي المؤتمر الصحافي الذي عقد مساء يوم الأحد الماضي، حيث قدمت الأحزاب السياسية الأساسية الخمسة في ألمانيا يواخيم جاوك باعتباره مرشحهم التوافقي لمنصب الرئيس الألماني، حاولت ميركل أن تبتسم بصورة شجاعة. وأعقبت المجلة بقولها إن هناك ما يبرر شعور ميركل بالمرارة. ففي مساعيها للبحث عن رئيس ألماني جديد، تعرضت لإخفاق تام وكامل. وقد اضطرت لقبول ألد هزائمها خلال مستشاريتها.
وتابعت دير شبيغل بتأكيدها أن ترشيح جاوك قد فُرِض عليها من جانب تحالف قوامه ثلاثة أحزاب هي : الحزب الديمقراطي الاجتماعي ( يسار وسط ) وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر. وهي الخطوة التي قد تشكل نقطة تحول لميركل في منصبها.
ويحاول المحافظون الآن أن يضعوا لمحة إيجابية على تنازل ميركل ويصورونه باعتباره خطوة ماهرة. غير أن المجلة أوضحت أن ذلك يعتبر سوء فهم متعمد. كما أن تلك الواقعة تذكر بمحاولة مماثلة شارك بها المستشار السابق جيرهارد شرودر. فحين استقال شرودر في شباط / فبراير عام 2004 من رئاسة الحزب الديمقراطي الاجتماعي، أثنى بعض الأشخاص على تلك الخطوة ووصفوها بالقرار الاستراتيجي الحكيم.
لكن قراره هذا قد تم اتخاذه في واقع الأمر نتيجة ضعف ومحنة. وقال حينها أحد المراقبين quot; إنها بداية النهايةquot;. وفي تصريحات لها قبل بدء عطلة نهاية الأسبوع الماضي، وصفت ميركل عملية البحث عن خليفة للرئيس السابق كريستيان ولف بأنها quot;عملية متكررةquot;، وهو التعبير الذي رأت المجلة أنه رائع للغاية ويجسد نهج ميركل السياسي.
ورغم ما هو معروف عن ميركل، إلا أنها أخطأت الحسابات هذه المرة، ولم تتنازل ميركل لأنها خبيرة إستراتيجية ذكية، وإنما لافتقارها القوة.
فحاولت أن تطوق الحزب الديمقراطي الاجتماعي وحزب الخضر من خلال تقديمها مرشحها للرئاسة، الذي لم يختلف عن جاوك الذي يحظي بشعبية، وشأنه شأنه باعتباره مرشح فوق مستوى الشبهات، ومن الصعب على المعارضة أن ترفضه، ألا وهو رئيس المحكمة الدستورية، اندرياس فوسكوهل. لكن حين أعلن فوسكوهل يوم السبت الماضي أنه لا يرغب في أن يكون رئيساً للبلاد، اتضح أن ميركل فقدت سيطرتها على اللعبة.
وتابعت المجلة بقولها إن مسؤولي حزب الخضر والحزب الديمقراطي الاجتماعي سرعان ما أدركوا أن دعم الحزب الديمقراطي الحر لجاوك قد أعطاهما فرصة غير مسبوقة لعزل ميركل وإسقاط علاقات السلطة المعترف بها قانونياً بضربة قاضية واحدة.
ومضت المجلة تقول إن تلك هي نهاية اللعبة التي لم تتمكن ميركل الحذرة من التنبؤ بها. وقد انطلقت الآن تلك الأحزاب الثلاثة ( الديمقراطيين الاجتماعيين والخضر والديمقراطي الحر ) ومضت في طريقها، لاسيما وأن بمقدورها الانضمام إلى قوى لتشكيل حكومة ائتلافية بعد انتخابات عام 2013.
ويمكن القول إن تلك الأحزاب الثلاثة قد تفوقت بالحيلة والخديعة على الخبيرة الإستراتيجية المحنكة أنجيلا ميركل.
التعليقات