برلين: اعلن الرئيس الالماني كريستيان فولف استقالته الجمعة بعدما طلبت نيابة هانوفر رفع الحصانة عنه في قضية استغلال للسلطة، ما اثار مشكلة جديدة امام المستشارة الالمانية انغيلا ميركل التي ضغطت من اجل انتخابه.

واقر الرئيس بعيد الساعة 11,00 (10,00 ت غ) في كلمة بثها التلفزيون بشكل مباشر من مقر الرئاسة في برلين باخطائه لكنه لم يقدم اعتذارات. وقال فولف في في كلمة ان quot;ثقةquot; المواطنين تأثرت.

وطلبت نيابة هانوفر (شمال) مساء الخميس برفع الحصانة عنه بعد الاشتباه في استغلاله للسلطة والحصول على امتيازات من رجال اعمال من اصدقائه.

واضاف الرئيس المحافظ الذي ضغطت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل بشدة من اجل انتخابه في حزيران/يونيو 2010 quot;لهذا السبب لم يعد ممكنا ان اواصل ممارسة مهامي لذلك استقيلquot;.

واعلن الرئيس المستقيل الذي يعتبر منصبه رمزيا ان مهامه سيتولاها بالوكالة رئيس الغرفة العليا في البرلمان الذي يمثل المقاطعات، هورست سيهوفر، على ما يقضي الدستور.

والغت ميركل التي يتطلع الجميع اليها وسط الازمة الاقتصادية العالمية في اللحظة الاخيرة زيارة مقررة الى ايطاليا حيث كانت ستلتقي رئيس الوزراء ماريو مونتي لمشاورات حول اليورو.

واعلنت المستشارة انها ستبحث مع المعارضة عن مرشح توافقي للرئاسة الالمانية. وقالت ميركل المسيحية الديموقراطية التي تقود حكومة ائتلافية مع الليبراليين quot;نريد فتح مناقشاتquot; مع احزاب المعارضة اي الاشتراكيين الديموقراطيين والخضر quot;لاقتراح مرشح مشترك الى انتخاب رئيس الجمهورية المقبلquot;. واوضحت ان المحادثات ستبدأ السبت.

وسرعان ما رحبت الامينة العامة للاشتراكيين الديموقراطيين اندريا ناليس ورئيسة النواب الخضر ريناتي كوناست بعرض المستشارة، بعد ان كان حزباهما يطالبان برفع الحصانة عن الرئيس.

وفولف (52 عاما) يتعرض منذ منتصف كانون الاول/ديسمبر لانتقادات من وسائل الاعلام والمعارضة. وقد اتهم باستغلال منصبه على رأس مقاطعة ساكسونيا السفلى (2003-2010) للحصول على ارباح مالية متعددة ثم بمحاولته اخفاء تلك القضايا. في مطلع كانون الثاني/يناير رفض فولف الاستقالة. ويبدو اصغر رئيس الماني محافظا عصريا ولم يكن ظاهرا قبل تدفع به سلسلة فضائح الى وسط الساحة الاعلامية.

فهو يتعرض يوميا تقريبا لانتقادات في وسائل الاعلام لانه تكتم على قروض او حصل على عطلة مجانية لدى رجال اعمال اثرياء في ايطاليا وفي مايوركا والولايات المتحدة ثم محاولة الضغط على صحافيين ولا سيما في صحيفة بيلد النافذة لمنع نشر معلومات اضافية. واعتبر 77% من الالمان ان صورته تضررت نهائيا فيما طالب 48% باستقالته بحسب استطلاع اخير.

وانتخب فولف، الانيق المبتسم الوجه، بصعوبة في 30 حزيران/يونيو 2010 في الدورة الثالثة والاخيرة من الاقتراع حيث كان يكفي حصوله على اكثرية بسيطة. وقد شكل انتخابه بهذه الطريقة اهانة لميركل التي طرحته نظرا الى ان ائتلافها الحكومي كان يمتلك اكثرية في اللجنة الانتخابية. وسبق ان وجدت المستشارة صعوبة في العثور على مرشح للرئاسة بعد استقالة هورست كولر المفاجئة بعد تصريحاته عن دور المانيا في افغانستان التي اثارت فضيحة.