لندن: ذكرت صحيفة صنداي تايمز الاحد ان مراسلتها الاميركية ماري كولفن التي قتلت الاربعاء الفائت خلال قصف لمدينة حمص السورية، قضت فيما كانت تحاول استعادة حذائها تمهيدا للفرار. وقالت الصحيفة ان كولفن وصحافيين اخرين كانوا تركوا، على جاري العادة، احذيتهم عند مدخل المبنى الذي يضم مركزا صحافيا اقامه المعارضون السوريون في حمص.

وتابعت صنداي تايمز في اول رواية كاملة للهجوم الذي قتلت فيه المراسلة الاميركية وزميلها الفرنسي ريمي اوشليك ان الصحافيين كانوا في الطبقة الارضية من المبنى حين تعرضت الطبقات العليا لقصف بالصواريخ.

ولما لم يصب احد بهذا القصف، سارعت ماري كولفن الى مدخل المبنى لاستعادة حذائها والفرار. وعند وصولها الى المدخل، سقط صاروخ اخر على واجهة المبنى التي غطى ركامها الصحافية الاميركية وزميلها الفرنسي.

من جهة اخرى، صرحت والدة الصحافية روزماري كولفن لشبكة quot;سي ان انquot; ان ابنتها ستدفن على الارجح في سوريا، مؤكدة ان محاولات فرق الاغاثة لاستعادة جثمانها محفوفة بخطر كبير. والسبت، اوقف الصليب الاحمر والهلال الاحمر مفاوضاتهما لاستعادة جثماني كولفن واوشليك.

واصيبت الصحافية الفرنسية اديث بوفييه والمصور البريطاني بول كونروي في الهجوم نفسه ولا يزالان ينتظران اجلاءهما. ويتوقع ان تستأنف المفاوضات في هذا الصدد.

ووجه ثلاثة صحافيين غربيين اثنان منهم اصيبا في القصف على حي بابا عمرو في حمص، نداء الخميس في شريطي فيديو وزعا على الانترنت، لاجلائهم سريعا. وبدت بوفييه التي تعمل لصحيفة quot;لو فيغاروquot; الفرنسية في شريط مصور من ست دقائق وثلاثين ثانية نشر على موقع يوتيوب الالكتروني، هادئة، وقد ابتسمت مرات عدة للكاميرا، وهي ممددة على سرير.

وجلس الى جانبها المصور الفرنسي وليام دانيلز الذي قدم الى سوريا ليصور من اجل مجلتي quot;لو فيغارو ماغازينquot; وquot;تايم ماغازينquot;، وقد اوضح انه بخير.

وقالت اديت في مطلع الفيديو quot;مرحبا، انا اديت بوفييه، صحافية فرنسية (...). اليوم الخميس المصادف 23 شباط/فبراير والساعة حوالى 15:00. اصبنا في هجوم البارحة مع مجموعة من الصحافيين قتلت فيه ماري كولفن وريمي اوشليكquot;.

واضافت quot;ساقي مكسورة عند عظمة الفخذ (...). انا بحاجة الى عملية في اسرع وقت. هنا عاملنا الاطباء بافضل ما يكون وقدر مستطاعهم، لكنهم لا يستطيعون اجراء عملية جراحيةquot;.

وتابعت quot;انا بحاجة في اسرع وقت الى وقف اطلاق النار وسيارة اسعاف او اي سيارة في حالة جيدة تنقلني الى لبنان من دون تأخيرquot;. وروى دانيلز في الشريط ان السوريين quot;نقلونا الى مكان ابعد بقليل من المستشفى، لان المستشفى مستهدف بالقصفquot;.

وقال ان الاتصال بالخارج quot;صعب جدا وخطر جداquot;، مضيفا quot;لقد تشاورنا، ووجدنا ان شريط الفيديو هذا يمكن ان يقول القليل عن وضعنا هنا لكل العالمquot;. وتابع دانيلز quot;آمل في ان تتمكن السلطات الفرنسية من مساعدتنا في اسرع وقت، لان الوضع صعب هنا. لا كهرباء، ولم يعد لدينا الكثير من الطعام، والقذائف تستمر في السقوطquot;.

وظهر الصحافي البريطاني المصاب بول كونروي من جهته في شريط فيديو آخر، دعا فيه الاجهزة الحكومية الى مساعدته، مضيفا انه quot;بخيرquot;. وقال quot;اصبت في ساقي (...) وانا حاليا في عهدة الطاقم الطبي للجيش السوري الحر الذي اعتنى بي بقدر ما يستطيعquot;.

واضاف quot;من المهم ان اضيف انني ضيف هنا ولست اسيرا. وكل مساعدة يمكنني الحصول عليها من هيئات حكومية مرحب بهاquot;. وكانت وزارة الخارجية البريطانية اعلنت ان كونروي quot;في طريقه للخروج من حمص الى بلد مجاور حيث سيتلقى العلاجquot;.

وفي تصريح لاحق، اكدت الخارجية انها تعمل كل quot;ما يلزم من اجل استعادة جثة ماري كولفنquot; التي تعمل لصحيفة quot;صاندي تايمزquot; البريطانية، وايصال كونروي quot;الى مكان آمنquot;، مؤكدة quot;عدم امكان تقديم اي تفاصيل اضافيةquot;. كما اعلنت باريس انها quot;مستنفرة بشكل كامل لمساعدة المواطنين الفرنسيين الموجودين في حمصquot;.