قوات بشار الأسد تواصل اقتحامها لمحافظة حلب |
دمشق: مع استمرار حصد آلة القتل في سوريا أرواح العشرات من المواطنين يومياً في مختلف أنحاء البلاد، تتواصل الانتقادات وحملات الشجب الدولية من كل صوب وحدب تجاه ما تقوم به قوات الرئيس السوري بشار الأسد ضد المتظاهرين المطالبين برحيله.
وفي خضم هذه الأجواء الدموية، أكدت اليوم تقارير صحافية أن قوات الأسد بدأت تفقد قبضتها على مدينة حلب التي تعتبر ثاني أكبر المدن والمركز التجاري الرئيسي بالبلاد.
وفي هذا الصدد، قالت صحيفة التلغراف البريطانية إن حلب التي استطاعت على مدار ما يقرب من العام أن تنأي بنفسها بعيداً عن الفعاليات الكبرى للانتفاضة السورية، لم تعد قادرة بشكل متزايد على أن تتجاهل ما يحدث، خاصة وأن الثوار المسلحين مازالوا يواصلون نضالهم في مواجهة قوات الأسد. وتابعت الصحيفة بلفتها إلى ارتفاع حدة الحذر في المدينة، بعد تغير المشهد هناك على الصعيد العملياتي.
وأضافت أن عناصر الجيش السوري الحر مجهزين تجهيزاً سيئاً، بما يعيقهم عن الصمود في مواجهة القوة الغاشمة لجيش النظام، وهو ما جعلهم يحولون وجهتهم الآن صوب معقل المعارضة المجاور في محافظة إدلب. وهو ما أدى إلى نشوب مواجهات مماثلة لحرب العصابات، حيث بدأت تشن وحدات صغيرة هجمات على مراكز حكومية، طبقاً للمعلومات التي تحصلت عليها الصحيفة من عدد من الناشطين.
وتابع أحدهم ويطلق على نفسه حمود، ووالده يعمل كقائد في الجيش السوري الحر، بقوله :quot; يحضر الجيش السوري الحر نفسه للقيام بقصف القواعد الأمنية التابعة للنظام هنا. وإدلب هي ساحة التدريب الخاصة بهم.
وأعدادهم تتزايد يوماً بعد الآخر، ولديهم من المزيد من الأسلحة. وحولوا تركيزهم الآن على حلب والعاصمةquot;.
وقال ناشط آخر يدعي أحمد، من لجنة التنسيق المحلي لمنطقة حلب :quot; يقومون بعمليات كل أسبوعين أو ثلاثة، وبخاصة في يوم الجمعة. فهم لا يمتلكون قاعدة هناك، لكنهم يعيشون سراً بينناquot;.
ومع هذا، نوهت الصحيفة إلى أن الدعم الذي يحظي به النظام مازال قوياً في وسط مدينة حلب، وبخاصة بين فئة التجار العاملين هناك.
ونقلت الصحيفة عن صاحب محل مجوهرات في حي الجديدة السياحي مدينة حلب، قوله :quot; لقد دمرت أميركا وأوروبا ودول الخليج ليبيا، وقتلوا مئات الآلاف فقط لأنه كانوا قادرين على ذلك. أما إيران فلا تريد ذلك، والرئيس الأسد لا يريد ذلك، وسكان حلب لا يريدون ذلكquot;.
لكن الصحيفة مضت بعدها تشير إلى بدء تغير الأجواء في حلب، بعدما ظل سكانها أسرى للصمت والترقب على مدار العام الماضي. وأشارت إلى أن الشوارع الرئيسية في حلب بدأت تشهد في أيام الجُمع الأخيرة عمليات كر وفر معقدة بين المتظاهرين وهؤلاء الذين يطلق عليهم شبيحة.
لكن النظام، ونظراً لتخوفه من تصاعد الأجواء وتصعيبها هناك، رفض العمل بنفس الطريقة التي تعامل بها مع حمص ودرعا.
وهنا، عاود حمود ليقول :quot; النظام غير قادر على تفريق المتظاهرين دون أن يطلق عليهم النار. ومعظم الحكام هنا من السنة. وإذا عاملونا مثل حمص وغيرها من المدن، فستقع كارثة كبرى بالنسبة للنظام الحاكم هنا.
فمعظم الناس يعرفون بعضهم البعض. ولذلك هم يحاولون أن يفعلوا ذلك بطريقة ذكية. وقد بدؤوا بإقدامهم على اعتقال المتظاهرين، لكنهم لم يطلقوا النار في البداية لكي لا يزيدوا من غضب العائلاتquot;.
لكن القوات النظامية السورية لم تستطع أن تستمر على هذا المنوال، وبدأت تطلق بالفعل النار على المتظاهرين، مع تواصل المسيرات والتظاهرات الاحتجاجية. كما أن والد الناشط الآخر الذي يدعي أحمد، ويعمل كضابط مخابرات في جهاز الأمن بحلب، بدأ يعرب عن رغته المتزايدة الآن في الانشقاق والانضمام إلى صفوف المعارضة.
التعليقات