دمشق:قتل 28 شخصا على الاقل واصيب 235 آخرون بجروح في انفجارين قويين بسيارتين مفخختين وقعا صباح الجمعة في حلب شمال سوريا، ثاني اكبر المدن في البلاد، بحسب الاعلام الرسمي.

ونقل التلفزيون السوري الرسمي عن وزارة الصحة ان quot;عدد الشهداء الذين وصلوا الى المشافي الوطنية في حلب حتى الان بلغ 25 شهيدا و175 جريحا نتيجة التفجيرين الارهابيينquot;. وكان التلفزيون ذكر ان quot;ارهابيا فجر نفسه بسيارته المليئة بالمتفجرات على بعد مئة مترquot; من مركز قوات حفظ النظام، وان سيارة مفخخة اخرى انفجرت قرب مركز الامن العسكري.

وبث التلفزيون صورا مروعة لجثث واشلاء واعضاء بشرية قال ان بعضها يعود لاطفال. كما شوهدت جرافات تعمل على ازالة الركام في مكان الانفجار الذي استهدف مبنى الامن. وتبعثرت في الشارع آثار الحطام والحجارة والزجاج من المبنى المستهدف والابنية المجاورة، وبدت بعض الشرفات والجدران مدمرة بشكل كامل، وكانت الجرافات تعمل على ازالتها.

كما تحطم عدد كبير من السيارات المركونة بالقرب من المبنى ولحقت اضرار بالغة بعدد اخر منها. واكد مراسل التلفزيون الذي كان يقوم بالتعليق على الصور ان الانفجار كان قويا لدرجة انه هز مناطق تبعد اكثر من 20 كلم عنه.

واشار الى ان الضحايا اغلبهم من العائلات التي خرجت لتناول الافطار في الحديقة المجاورة للمبنى مستفيدين من طقس جميل في يوم العطلة، بينما كان الاطفال يلعبون.

وسارعت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان صادر عن مكتبها الاعلامي الى اتهام النظام السوري quot;بافتعال التفجيرات في حلب وفي يوم الجمعة تحديدا على غرار تفجيرات الميدان في دمشقquot; التي وقعت في السادس من كانون الثاني/يناير 2012.

واضافت الهيئة ان quot;الانفجار الاول وقع في حي حلب الجديدة وقاموا بنفس المسرحية باطلاق الرصاص الحي بعد التفجير حتى يظهروا ان هناك اشتباكاتquot;. واوضحت ان quot;الانفجارات التالية وقعت في حي الصاخور وأيضا نفس المسرحية السوداء اطلاق رصاص واغلاق للطرقات بشكل سريع ومباشرquot;.

كما حمل عضو الهيئة في حلب سليمان الحلبي في بيان منفصل quot;النظام السوري المسؤولية الكاملة عن التفجيرات وعن جميع الضحايا وعن جميع الأضرار المادية والمعنويةquot;. واعتبر الحلبي انها quot;عبارة عن تمثيلية مفتعلة على غرار تفجيرات الميدان وكفرسوسةquot;.

وهو الانفجار الاول في مدينة حلب منذ بدء الاضطرابات في سوريا في منتصف آذار/مارس، والثالث بهذه القوة بعد انفجار دمشق في السادس من كانون الثاني/يناير اوقع 26 قتيلا وآخرين في 23 كانون الاول/ديسمبر استهدفا مقرين امنيين في العاصمة واسفرا عن وقوع 44 قتيلا.

سوريا تتهم اطرافاً quot;مدعومة من دول عربية وغربيةquot; بالتفجير

إلى ذلك، اتهمت سوريا اطرافا quot;مدعومة من دول عربية وغربيةquot; بتنفيذ التفجيرين، وجاء الاتهام في رسالة وجهتها وزارة الخارجية السورية الى الامين العام للامم المتحدة ورئيس مجلس الامن والامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي والامين العام لجامعة الدول العربية ومجلس حقوق الانسان في جنيف حول هذين التفجيرين، بحسب وكالة الانباء الرسمية (سانا).

وذكرت الرسالة التي اوردت الوكالة نصها quot;ان هذه الجريمة اقترفتها فئات تتلقى دعما من بعض الدول العربية والغربية (...) امعانا بإلحاق الضرر بأمن سوريا وسلامة مواطنيهاquot;. واشارت الرسالة الى ان quot;بعض دول المنطقة تقوم بتجييش إقليمي ودولي ضد سوريا تحت ذرائع انسانية في وقت تستضيف جماعات ارهابية مسلحة اتخذت من القتل وسيلة لها للوصول الى أهدافها التدميريةquot;.

واكدت الخارجية quot;ان هذا العمل الإرهابي المشين يأتي في إطار الحملة الظالمة التي تتعرض لها سوريا والتي تدعمها وتمولها بعض دول المنطقة وتحرض عليها وسائل إعلامية معروفة يثبت دعمها للمجموعات الإرهابية والمسلحينquot;. وطالبت الرسالة مجلس الأمن quot;بتحمل مسؤولياته في مكافحة الارهاب وتنفيذ قراراته في هذا المجالquot;.

كما طلبت quot;ممن يستضيف ويدعم ويمول ويسلح هذه المجموعات الارهابية تسليمها هؤلاء المجرمين والارهابيين بموجب القانون الدولي والقرارات المتعلقة بمكافحة الارهابquot;، مؤكدة حق سوريا quot;في حماية مواطنيها ومحاربة الارهاب والعنف ووضع نهاية لهماquot;.