آثار التفجير في حلب

فيما يتظاهر السوريون في جمعة laquo;روسيا تقتل أطفالناraquo; احتجاجاً على مواقف موسكو من الأزمة السورية، هز انفجاران مدينة حلب في حادثة هي الأولى في المدينة منذ بدء الاضطرابات في سوريا في منتصف آذار (مارس).


دمشق: استفاقت حلب صباح اليوم على تفجيرين هزّا المدينة. وفيما حمّلت السلطات السورية ما سمته بعناصر إرهابية المسؤولية عن هذه الهجمات، اتهمت الهيئة العامة للثورة السورية النظام السوري بشن هذه الهجمات.

ونقل التلفزيون السوري الرسمي عن وزارة الصحة ان quot;عدد الشهداء الذين وصلوا الى المشافي الوطنية في حلب حتى الان بلغ 25 شهيدا و175 جريحا نتيجة التفجيرين الارهابيينquot;. وكان التلفزيون ذكر ان quot;ارهابيا فجر نفسه بسيارته المليئة بالمتفجرات على بعد مئة مترquot; من مركز قوات حفظ النظام، وان سيارة مفخخة اخرى انفجرت قرب مركز الامن العسكري.

وبث التلفزيون صورا مروعة لجثث وأشلاء وأعضاء بشرية قال إن بعضها يعود إلى أطفال. كما شوهدت جرافات تعمل على ازالة الركام في مكان الانفجار الذي استهدف مبنى الامن. وتبعثرت في الشارع آثار الحطام والحجارة والزجاج من المبنى المستهدف والابنية المجاورة، وبدت بعض الشرفات والجدران مدمرة بشكل كامل، وكانت الجرافات تعمل على إزالتها.

وسارعت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان صادر عن مكتبها الاعلامي الى اتهام النظام السوري quot;بافتعال التفجيرات في حلب وفي يوم الجمعة تحديدا على غرار تفجيرات الميدان في دمشقquot; التي وقعت في السادس من كانون الثاني/يناير 2012.

وقالت إن انفجاراً كبيراً هزّ منطقة حلب الجديدة وأدى إلى تكسّر زجاج نوافذ بعض البيوت وامتد أثره على مساحة كبيرة قرب مقر الأمن العسكري وتم إغلاق الطرق المحيطة بالمبنى وقطع الكهرباء عن المناطق المجاورة. وأضافت الهيئة أن التفجير الثاني وقع في حي الصاخور وأعقب التفجيرين اطلاق رصاص.

كما حمل عضو الهيئة في حلب سليمان الحلبي في بيان منفصل quot;النظام السوري المسؤولية الكاملة عن التفجيرات وعن جميع الضحايا وعن جميع الأضرار المادية والمعنويةquot;. واعتبر الحلبي انها quot;عبارة عن تمثيلية مفتعلة على غرار تفجيرات الميدان وكفرسوسةquot;.

من جانبه، أعلن الجيش السوري الحر مسؤوليته عن هجوم استهدف مقرين أمنيين في مدينة حلب شمالي سوريا نافيا في الوقت ذاته مسؤوليته عن التفجيرين.وقال المتحدث باسم الجيش الحر الرائد ماهر النعيمي في اتصال مع وكالة فرانس برس quot;النظام القاتل يقتل اطفالنا في حمص، ويفجر في حلب لتحويل الانظار عما يرتكبه في حمص والزبداني واماكن أخرىquot;.

ونفى النعيمي التقارير التي تحدثت عن مسؤولية الجيش الحر عن هذين التفجيرين. وقال quot;ننفي نفيا قاطعا ونؤكد ان الجيش الحر لا علاقة له لا من قريب او بعيد، وندين بشدة هذا العمل الارهابي الممنهج الذي يقوم به النظام واجهزته الامنيةquot;. وأضاف quot;نحمل النظام الفاشي والنازي وداعميه الروس والايرانيين كافة اعمال النظامquot;.

ونقل المجلس الوطني السوري الذي يضم معظم اطياف المعارضة السورية عن الجيش الحر بيانا أكد فيه ان عملياته تقتصر على quot;حماية المواطنين السوريين من قمع النظام واجرامه وليس اشعال الفتن بين المحافظات السورية وبين فئات الشعب السوري العظيمquot;. واعتبر البيان ان quot;التفجيرات بمثابة تحذير لأهالي مدينة حلب لئلا يشاركوا في التظاهرات والحراك الثوري الشعبي في سوريا ولمنعهم من ابداء دعمهم لأهالي مدينة حمصquot;.

وهو الانفجار الأول في مدينة حلب منذ بدء الاضطرابات في سوريا في منتصف آذار (مارس)، والثالث بهذه القوة بعد انفجار دمشق في السادس من كانون الثاني (يناير) أوقع 26 قتيلاً وآخرين في 23 كانون الاول (ديسمبر) استهدفا مقرين امنيين في العاصمة وأسفرا عن وقوع 44 قتيلاً.

استمرار العمليات في حمص

وبالتزامن مع ذلك، سقط الجمعة 37 قتيلا في اعمال عنف متفرقة في انحاء مختلفة من سوريا. ففي مدينة حمص، قتل 11 مدنيا بينهم طفل وطفلة في القصف الذي تتعرض له احياء عدة في حمص منذ السبت والذي اوقع حتى الآن مئات القتلى، بحسب المرصد.

كما قتل ثلاثة منشقين في حمص اثناء مواجهات بين القوات النظامية والجيش السوري الحر. واستمر القصف متقطعا الجمعة، في ظل وضع انساني بائس تعيشه مدينة حمص، في حين افاد المرصد عن اقتحام القوات النظامية لحي الانشاءات في المدينة quot;بالدبابات ودخول عدد من المنازل وتحطيمهاquot;.

واتهم التلفزيون السوري الرسمي quot;مجموعات ارهابية مسلحةquot; بتفجير عدد من المنازل في حي بابا عمرو في حمص quot;بعد تفخيخها بهدف ترويع المواطنين واعطاء انطباع بان الجيش يقوم بقصفهاquot;. وقتل سبعة مواطنين في حيي الفردوس والمرجة في مدينة حلب، واربعة منشقين في هذا الحي كذلك خلال اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين.

واغتيل قيادي شاب في حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في مدينة حلب. وقتل ستة مواطنين في مدينة الضمير التابعة لريف دمشق خلال اشتباكات بين مجموعة منشقة والقوات النظامية السورية، واطلاق الرصاص على متظاهرين.

وافاد متحدث باسم تنسيقيات دمشق ان الجيش السوري دخل سهل مضايا قرب الزبداني في ريف دمشق بعدد كبير من المدرعات وسط اطلاق نار وانفجارات، ما دفع عناصر الجيش الحر في المنطقة الى الانسحاب الى الجبال والاماكن الوعرة.

الا ان احد سكان مضايا قال لفرانس برس عبر quot;سكايبquot; ان الجيش عاد وانسحب مع غروب الشمس. وتحاصر القوات السورية الزبداني ومضايا منذ حوالى عشرة ايام.

وقتل ثلاثة مواطنين في مدن بصر الحرير وانخل وداعل في محافظة درعا (جنوب). كما وقعت اشتباكات في مدينة انخل بين مجموعة منشقة والقوات النظامية اسفرت عن مقتل عنصر من القوات النظامية على الاقل.

وفي حصيلة اخرى، توفي خمسة اشخاص متاثرين بجروح اصيبوا بها قبل ايام في حمص. وخرجت الجمعة الى الشارع في مناطق سورية عدة تظاهرات متفرقة واجهتها القوى الامنية بعنف وإطلاق الرصاص، بحسب ما افاد ناشطون.

تظاهرات في سوريا في جمعة quot;روسيا تقتل أطفالناquot;

وتأتي هذه التطورات في وقت خرجت فيه تظاهرات في عدد من المناطق السورية اليوم في ما اطلق عليه ناشطون سوريون اسم جمعة quot;روسيا تقتل اطفالناquot;، ترافقت مع انتشار كثيف لقوات الامن، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد في بيان ان تظاهرات خرجت في حي الوعر في حمص بعد صلاة الجمعة واجهتها قوات الامن باطلاق الرصاص.

وفي محافظة درعا (جنوب)، اقتحمت دبابات مدينة داعل وعملت ناقلات الجند المدرعة على ملاحقة المتظاهرين في شوارع المدينة.

وفي اللاذقية الساحلية سجل quot;اطلاق رصاص كثيف من قوات الامن على المتظاهرين في حي السنكتوري، وانتشرت قوات الامن في محيط المساجد في معظم احياء المدينة لمنع خروج تظاهراتquot;، بحسب المرصد. وفي بانياس، سجل انتشار امني كثيف في محيط المساجد في الاحياء الجنوبية للمدينة، واشار المرصد الى ان quot;عدد قوات الامن يفوق عدد المصلين في بعض المساجدquot;.