بيروت: توفي مفتي حلب إبراهيم السلقيني يوم الثلاثاء عن عمر يناهز السابعة والسبعين عاماً حيث تم تشييع جثمانه عصراً بمشاركة رسمية وشعبية.

واشارت صحيفة الـ quot;لوس أنجلوس تايمزquot; إلى أن المفتي السلقيني توفي في المستشفى في ظل اجراءات امنية مشددة، وما ان انتشر خبر الوفاة حتى تحول الهدوء الذي ساد المركز التجاري لمدينة حلب السورية إلى أكبر مظاهرة في المدينة منذ بدء الاحتجاجات قبل ستة أشهر في البلاد.

وأضافت الصحيفة إلى أن قوات الأمن الموالية للحكومة دخلت الجنازة بلباس مدني، وهاجمت والنشطاء الذين نددوا بهتافات تدعو إلى وضع حد لنظام الرئيس بشار الاسد. وأظهرت مقاطع الفيديو المنشورة على شبكة الانترنت عدة مئات من الناس الذين انضموا الى موكب الجنازة وهم يهتفون quot;الموت ولا المذلةquot;.

وقال نشطاء شاركوا في الجنازة إن الميليشيات الموالية للحكومة، المعروفة بإسم quot;الشبيحةquot;، ساندت قوى الأمن وقامت بضرب واعتقال مجموعة منهم. وتوفي إبراهيم سلقيني (77 عاماً) المفتي السني في حلب وعميد كلية اللاهوت في جامعة دمشق، في وقت سابق الثلاثاء بعد ان امضى عدة ايام في المستشفى.

ووفقا لمنسقي اتحاد حلب وفرع حلب للشبكة ناشطة في سورية ولجان التنسيق المحلية، عانى السلقيني من نوبة قلبية بعد أن زارته قوات الأمن في منزله، في اعقاب quot;خطبة صلاة الجمعة فيها تحدي للحكومةquot; ألقاها المفتي الاسبوع الماضي.

ونقلت الصحيفة عن منسقي اتحاد حلب قولهم quot;لم يسمح لعائلة المفتي بزيارته في المستشفى، وكانت غرفته تحت إجراءات أمنية مشددة، كما أن هناك شكوكاً حول وفاته التي يعتقد أنها كانت مدبرةquot;. quot;أعتقد ان الحكومة لها يد في وفاة شيخنا، لقد كان دائما شجاعا حتى في التحدث ضد النظام، وكان رجلاً حكيماً ومقنعاً، فمن سيقتله غير النظام؟quot;، تقول أنيسة، (45 عاماً) من مدينة حلب.

واشارت الـ quot;لوس أنجلوس تايمزquot; إلى أن المفتي كان معروفا لكونه ينتقد قمع النظام الوحشي على المحتجين المطالبين بالديموقراطية.

وشارك المفتي سلقيني إلى جانب علماء ورجال دين من حلب مؤخراً في إصدار أكثر من بيان حول ما يجري في سورية حيث استنكروا سفك الدماء، محمّلين القيادة السورية النصيب الأكبر من المسؤولية، وطالبوا إفساح المجال لممارسة حرية التعبير والرأي، ومنع الجهات التي لا تمثل الدولة على اختلاف تسمياتها من التصدي الشرس للمتظاهرين السلميين، والكف عن الاعتقالات التعسفية، وإطلاق سراح معتقلي الرأي كافة، والإسراع بتعديل الدستور.

والسلقيني من مواليد حلب 1934، من عائلة دينية عريقة، يحمل دكتوراه في الشريعة الإسلامية من الكلية الأزهرية بمرتبة الشرف الأولى، درس التربية الدينية في ثانويات حلب و أصول الفقه في كليات الشريعة في جامعتي دمشق وحلب وعدة جامعات في السعودية، وهو عضو سابق في مجلس الشعب السوري وتم تعيينه في عام 2005 مفتياً لحلب.

ورجحت الصحيفة أن تؤدي وفاة المفتي إلى مزيد من الاضطرابات في مدينة حلب، حيث لم تتأثر حياة السكان إلى حد كبير باعمال العنف الحالية، خصوصاً وأن النظام السوري يعتمد على الطبقتين المتوسطة والعليا في دمشق وحلب لتكون موازية للمتظاهرين في المدن المضطربة الأخرى التي تشهد تظاهرات يومية ضد الحكومة.