يعتقد كثيرون أنّ سقوط القتلى في التظاهرات التي تجتاح سوريا، رجالاً ونساء، تجعل من الصعب على المتظاهرين التراجع. ويذهب نشطاء سوريّون إلى القول إنّ الحصيلة الضخمة للقتلى ستزيد عزم المتظاهرين للانتقال باحتجاجاتهم إلى مدن أخرى.


القاهرة: توقع ناشطون سوريون تحدثوا لـquot;ايلاف quot; أن تتسع رقعة المظاهرات في سوريا، لتشمل عموم مناطق دمشق وحلب في الأيام المقبلة، نتيجة اشتداد الآلة العسكرية الأمنية في قتل المتظاهرين نساء ورجالاً بدم بارد.

ورأى النائب السابق في البرلمان السوري مأمون الحمصي في تصريح خاص لـquot;ايلافquot;أن زيارة رئيس الحكومة السورية عادل سفر لن تعود بالنفع على النظام لجهة كسب تأييد الحلبيين، لأن حجم الفساد كبير والمشاكل التي تعانيها سوريا، والتي أوصلها النظام اليها، باتت عصية على الحل، واعتبر أن قتل المحتجين والإدعاء بأنهم مجموعات إرهابية سيزيد من حالة الحنق الشعبي في البلاد.

وقال الحمصي، وهو معتقل سوري سابق، على خلفية ربيع دمشق: quot;لقد انتفض الناس من كثرة المظالم والظلم والفقر والجوع والاضطهاد واستباحة كرامة المواطن، مما جعل المواطن السوري يقدم تضحيات متتالية، كما إن المناخ العربي فرض نوعًا من شد العزائم عند الناس والسوري ليس بعيدًا عن الدفاع، مثل بقية العرب الذين انتفضوا على حكامهم، عن كرامته ولقمة عيشهquot;.

وأضاف quot;سيسطر التاريخ مفخرة أن بطولات السوريين الذين يتصدون بصدور عارية لمؤامرات النظام، وأفاد quot;حتى العسكريون يقتلون من الخلف بوساطة الشبيحة ورجال الأمن أي ليس في قتال حقيقيquot;.

وأشار الى أن الشعب السوري يقول كلمتهبأن لا رجوع إلى الخلف، ولفت الى quot;أنّ الشعب الذي يهتف quot;نحنا الملايين على الشهادة رايحين quot;يعرف ان ثمن ثورته الرصاص والقتلquot;.

واعتبر quot;أنّ أرقام القتلى غير واقعية، فهناك آلالاف المفقودين، والمجتمع الدولي ُيقدم على خطوات متأخرة تجاه ما يحدث، وكل يوم جديد هو عبارة عن فرصة جديدة للنظام ليقتل أكبر عدد ممكن، ولو كانت هناك عقوبات دولية قوية في البداية لما جرى ما جرىquot;.

وقال quot;من حق المواطن السوري أن يتساءل لماذا هذا الصمت العربي الرسمي، ولماذا هذا التحرك الخجول الدولي؟quot;.

وأضاف quot;هل دماء الشعب السوري رخيصة الى هذه الدرجة، حتى يكون ثمنها فرض عقوبات وحجز اموال على 14 مسؤولاً سوريًا؟quot;.

ورأى quot;أن وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون عندما تقول إنه ما زال هناك أمل بالإصلاح، فهي كأنما تقول للنظام السوري اقتل شعبك أكثرquot;.

معارضو منتصف الطريق
من جانبه قال الصحافي السوري تمام البرازي في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; لقد انتفض الشعب السوري للتخلص من هذا النظام، ولا عودة الى الوراء، وليس أمام النظام الا أن يرحل، واعتبرquot; أن البدائل موجودةquot;، الا أنه قال إن نظرته للأمور بقدر ما هي واقعية... بقدر ماهي متشائمة، اذ quot;إن النظام لن يرحل ببساطة، بل سيقتل المزيد من أبناء الشعب السوريquot;، معتبرًا أن الأيام المقبلة ستحمل الأسوأ.

وقال quot;إنّ النظام سيفرط في استعمال القوة وموجات القتل، وفي النهاية أخشى ما أخشاه أن يرد الناس عليه، فليس من المعقول أن يبقوا يقتلون بدم بارد وصدور عاريةquot;.

ورأى quot;أنّ النظام السوري يدفع المتظاهرين لحمل السلاح في وجهه، وهذا الشيء المفزع في القضيةquot;، وأوضح لو اختار النظام سيناريو مناسب للرحيل لجنب البلاد الكوارث والدماء، ولكن أسف البرازي لأنّ quot;النظام ليس لديه ذرة عقل، ولا يفكر الا بالحفاظ على السلطة بأية طريقة كانتquot; على حد تعبيره، مشددًا quot;سنشاهد المزيد من التصعيد والقتلquot;.

وقالquot; 54 يومًا مضت من المظاهرات المتفرقة تؤكد أنّ الشعب السوري لن يتراجع، كما إن هذا النظام لن يرحل ببساطة، لكن إن صحّت التقارير بأن هناك 200 ضابطًا قد انشقوا، فهذا يعني الكثير، وسيكونون نواة لمزيد من المنشقينquot;، كما أشار الى أنهم مسلحونquot;.

واعتبر quot;أن من أسماهم معارضي منتصف الطريق حالمين حيث لفتوا الى خيار الاصلاح والبقاء وهو خيار بعيد عما يريده الشعب السوريquot;. وقال quot;إنّ النظام كشر عن أنيابه، ورأى إصرار الشعب، فإما الانكسار الكلي او الدمار الكليquot;.

وأفاد quot;كل مناطق الجزيرة انتفضت الحسكة، والرقة ودير الزور والميادين والبوكمال ..وتأثروا جدًا لما حدث في مدن أخرى quot;لذلك توقع بعد قتل هذا العدد من الرجال ومن النساء بدم بارد أن quot;تتسع رقعة المظاهرات، لتشمل حلب ودمشق، ولن يخشى أهل حلب على تجارتهم ومصالحهم وأملاكهم، وسيضطرون إلى التخلي عن هذا التحفظ.

ورأى ان دمشق انتفضت في منطقة الميدان، والميدان ترمز الى دمشق الحقيقية، فيما تحولت دمشق الشام الى خليط غير مترابط اجتماعي، الا أنه أكد أن المعطيات على الأرض تشير الى أن دوائر التظاهرت رغم هذا ستتسع.

استمرار قمع المتظاهرين

هذا وأعلنت المنظمة الكردية للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات العامة في سوريا (DAD) استمرار السلطات السوريةباستعمال القوة المفرطة والعنف لتفريق التجمعات السلمية لمواطنين سوريين عزل.

وقالت في بيان، تلقت quot;ايلافquot; نسخة منهquot;، إنه في يوم الشهداء المصادف ليوم الجمعة 6 / 5 / 2011 قامت السلطات بإطلاق الرصاص القاتل والمميت على هؤلاء المواطنين في عدد من المحافظات والمدن السورية (حمص ndash; حماه - اللاذقية)، مما أدى إلى وقوع عدد كبير من الضحايا (قتلى وجرحى)، ووثقت أسماء القتلىالذين بلغوا في حمص سبعة، وفي حماه أربعة بينهم طفل، وفي اللاذقية أربعةquot;.

ودانت المنظمة الكردية للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات العامة في سوريا (DAD) استمرار استخدام السلطات السورية الرصاص القاتل والمميت والعنف والقوة المفرطة ضد المواطنين السوريين، اللذين قاموا ويقومون بالاحتجاجات والمظاهرات السلمية المنادية بالحرية والعدالة والتعددية، وأبدتquot; القلق البالغ والاستنكار لهذه الممارسات التي تنمّ عن إصرار السلطات السورية في ممارسة أبشع الانتهاكات بحق الإنسان وحقوقه وحرياته الأساسية (حق التجمع والتظاهر السلمي، وحرية الرأي والتعبير، فضلاً عن انتهاك حق الحياة.. ).

حيث إن هذه الممارسات والإجراءات تشكل تعبيرًا واضحًا عن عدم وفاء السلطة السوريةبالتزاماتها الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان التي صادقت عليها سوريا، معلنة تأييدها الكامل للتجمعات السلمية التي تجري في سوريا، ورأت أن مطالب المواطنين السوريين هي مطالب حق ومشروعة، وعلى الحكومة السورية العمل سريعًا على تطبيقها، من أجل صيانة وحدة المجتمع السوري، ومستقبلاً آمناً وواعداً لجميع أبنائه من دون أي استثناءquot;.

اعتقال مهندس لللاشتباه بتحدثه إلى قناة العربية

الى ذلك، أعلنت منظمة الدفاع عن معتقلي الرأي في سوريا quot;روانكهquot; أنه صباح السبت أقدمت دورية تابعة للأمن العسكري في مدينة القامشلي على اعتقال المهندس أكرم حسين من محله المختص بخدمات الكومبيوتر، بحجة الاشتباه في اتصاله بقناة العربية، ونقله أخبار مظاهرة القامشلي بحذافيرها، وعندما شدد على مقولة أن الرئيس السوري ألغى قانون الطوارئ، قالوا له quot;إن المعلم يريدك فقط للاستفسارquot;، وفي هذا الأثناء، شددوا على أخذ هاتفه النقال عنوة.

واستنكرت في بيان، تلقت quot;ايلافquot; نسخة منه، اعتقال أكرم حسين، وأبدت قلقها البالغ على مصيره، وطالبت بالإفراج الفوري عنه من دون قيد أو شرط، كما دانت استمرار الأجهزة الأمنية بممارسة الاعتقال التعسفي على نطاق واسع خارج القانون بحق المواطنين السوريين، والذي اعتبرته يشكل انتهاكًاquot; صارخًاquot; للحريات الأساسية التي يكفلها الدستور السوري، بالرغم من الإعلان عن إلغاء حالة الطوارئ.

وكانت منظمة العفو الدوليةquot; أمنستيquot; دعت quot;مجلس الأمن الدوليquot; إلى quot;إحالة سوريا إلى مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية، وفرض حظر على توريد الأسلحة إليها، وتجميد أصول الرئيس السوري وأركان نظامه في الخارجquot;.