اقتحمت قوات الأمن السورية حرم المدينة الجامعية في حلب لتفريق تظاهرات حاشدة، اعتُقل وطُردمئات الطلاب على أثرها، هذا ووجّه وفد من الجالية السورية في القاهرة رسالة إلى الأمم المتحدة طالباً التدخل العاجل وحث السلطات على إيقاف القتل الممنهج للعزل وفك الحصار عن المدن.

يواصل السوريون مظاهراتهم المطالبة بتغيير النظام

القاهرة: أكدت مصادر متطابقة طرد واعتقال المئات من الطلاب الجامعيين من المدينة الجامعية في مدينة حلب على خلفية ما يجري من تظاهرات، في حين توجه اليوم وفد من الجالية السورية في القاهرة الى مركز الأمم المتحدة للإعلام لتسليم رسالة الى بان كي مون لإعطاء الملف السوري الأولوية والأهمية القصوى، وإحالة النظام السوري على المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية .

وقال المعارض السوري ثائر الناشف في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; إنّ ما يجري في المدينة الجامعية في مدينة حلب (شمال سوريا ) هي بداية التحرك الشعبي في المحافظة بأكملها، وقال quot;بخلاف ما توقعه البعض من انطلاق التظاهرات من الساحات أو الجوامع الا أنّ التظاهرات بدأت من المدينة الجامعية ولكن النشاط الطلابي يضم شبابا من مختلف المحافظات والمدينة الجامعية مهد لكل النشاطات، وخرجت التظاهرات من قلب المدينة الجامعيةquot;. وتوقع الناشفquot; أنه عما قريب سنشهد رقعة التظاهرات تتسع في حلب وريفها كما حمص ودرعا quot;، وتساءل حول تعرض مدينة حلب لضغوط أمنية حالت دون التظاهر في الأحياء والساحات، واعتبر quot;أنّ حلب تشكل ضغطا سكانيا وهي الى جانب دمشق عامل حاسم في نجاح الثورة، ويحرص النظام على عدم خروجها والتظاهرات تدل أنه لا يمكن للنظام أن يمنعها رغم حجم القمع في المدينة الجامعيةquot;.

وقال quot;إنّ النظام الآن يراهن على ضبط الحركة الاحتجاجية الا أنه سيفشل رغم انه يضغط باتجاه تأثير المشايخ ورجال الأعمال على حركة الشارع quot;، الا أنه بنظر الناشف quot; مَن قرر الخروج الى الشارع هو من يكتوي بالاستبداد والقمع، ولن يؤثر أحدفي سكان مدينة حلب خصوصا بعدما شاهدوا ما يحدث في المدن الاخرى، وسينضمون بالتأكيد إلى الشعب السوري للالتحام بالثورة السورية باتجاه التغييرquot;.

هذا وأعلنت منظمة الدفاع عن معتقلي الرأي في سوريا ndash; روانكه ndash; أن quot;القوات الأمنية السورية قامت بالسطو على الحرم الجامعي لجامعة حلب بتاريخ 17 / 5 / 2011 لإسكات الأصوات الشبابية الحرة المطالبة بالحرية والديمقراطية لبلدها والمستنكرين للأعمال الوحشية للنظام الحاكم حيث تم اعتقال العشرات من الطلاب كما تم السطو على المدينة الجامعية، فكسرت أبواب الغرف، وخلعت أقفال الخزائن وبعثرت المحتويات، وصودرت أجهزة الحاسوب والموبايلاتquot;.

وأكد بيان، تلقت quot;ايلافquot; نسخة منه، أنه نتيجة للأوامر الأمنية فصل العديد من الطلاب من المدينة الجامعية، وقال quot;مازالت قوات الأمن تعبث فسادا وإرهابا داخل الجامعة ما أدى إلى هروب الكثير من الطلاب من المدينة الجامعية quot;.

ونشر البيان أسماء عشرات المعتقلين وأسماء طلاب مفصولين من المدينة الجامعية من مختلف الكليات.

وطالبت المنظمة بإطلاق سراح جميع المعتقلين من الطلاب الجامعيين، وأدانت طرد الطلاب من سكناهم في المدينة الجامعية، كما طالبت بإطلاق سراح جميع المعتقلين في سجون البلاد.

فصل 500 طالب باعتراف المواقع الالكترونية

الا أن موقعا الكترونيا يملكه رجل الأعمال السوري رامي مخلوف اتهم الطلاب في المدينة الجامعية بحلب بأعمال تخريب وكسر في الوحدات السكنية ورمي الأسرة من النوافذ مساء أمس الأربعاء، وقال إن عدداً من الطلاب تم التحقيق معهم على خلفية هذه الأعمال وتم الإفراج بعد ذلك.

وفصل من المدينة الجامعية بحلب حوالي 500 طالب بعد أن قاموا بأعمال شغب تكررت لأكثر من ثلاث مرات بعد تنبيههم وإنذارهم بالفصل، بحسب الموقع.

فيما قالت منظمة حلب لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا ndash; يكيتي quot;أنّ قوات الأمن السورية وعناصر باتوا يعرفون بالشبيحة عمدت إلى اقتحام أبواب وساحات المدينة الجامعية بحلب في ساعة متأخرة من ليلتي أمس وأول من أمس لقمع تظاهرات طلابية سلمية حاشدة تنادي بالحرية والديمقراطية وبالتضامن مع أهالي المدن السورية المحاصرة بالدبابات والمعرضة للقتل والتنكيل، درعا وحمص وتلكلخ وغيرها. وذلك في سياق الخيار الأمني ndash; العسكري الذي تنتهجه السلطات العليا بالتعامل مع الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ شهرين، دون أي اكتراث بأدنى مستويات حقوق الإنسان وحرمات المدن والجامعات وما يستحقه المواطن من احترام لحقوقه وآرائه، ضاربة عرض الحائط كل النداءات المحلية والإقليمية والدولية الداعية لتنفيذ إصلاحات عاجلة والبدء بحلول سياسية للوضع الراهنquot;.

وأكد بيان، تلقت quot;ايلافquot; نسخة منه، تعرض الطلاب للضرب المبرح والتفريق بالقوة، أدى إلى جرح العشرات واعتقال المئات، كما تمّ اقتحام غرف السكن الطلابي ونهب مقتنيات بعض الطلاب.

وقال البيان quot;أنه في الوقت الذي ندين فيه قمع التظاهرات الطلابية وأسلوب الضرب والاعتقال وما تشهده مدن سورية عديدة من حصار وقتل للمواطنين بالرصاص الحي، نناشد الرئيس السوري بضرورة الإفراج الفوري عن جميع معتقلي الاحتجاجات ومعتقلي الرأي والضمير والاستجابة لمبادرة أحزاب الحركة الوطنية الكردية في سوريا المعلنة لحل الأزمة الراهنة في البلادquot;.

وفد سوري الى الأمم المتحدة في القاهرة

من جانبه، قال الناشط السوري معن حاصباني في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; اجتمع اليوم وفد مكون من 25 شخصا من أبناء الجالية السورية مع خولة مطر مديرة المركز الاعلامي للأمم المتحدة في القاهرة.

وقال حاصباني، وهو من أعضاء الوفد، quot;تكلمنا عن الوضع العام في سوريا، وتحدثنا عن القتل المتعمد والمدبر من قبل السلطات السورية واللعبة الطائفية التي يلعبها النظام، والعصابات التي اختلقها وسلّحها النظام، والاعتداءات على المدنيين، وحصار الدبابات، وقصفها المناطق السوريةquot;.

وأضاف quot;سلمنّاها بياناquot;، تلقت ايلاف نسخة منه، quot;ينادي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتحمل مسؤولياته تجاه سوريا وايلاء الأزمة السورية الأولوية والأهمية القصوىquot; وكذلك وجهت الرسالة الى المفوض السامي لحقوق الإنسان نافي بيلي.
وعددت الرسالة الانتهاكات التي مارستها السلطات السورية من اعتقال المتظاهرين السلميين وتعذيبهم في الساحات العامة وملاعب كرة القدم وملاجئ المدارس والمنشآت العامة بشكل وحشي، حيث بلغ تجاوز عدد المعتقلين العشرة آلاف معتقل وإطلاق النار بشكل مباشر وعشوائي من قبل الأجهزة الأمنية والميليشيات التابعة لهم (الشبيحة) على صدور ورؤوس المتظاهرين السلميين قاصدين القتل المباشر لهم، حيث بلغ عدد القتلى وفقا لمنظمات حقوقية سورية أكثر من ألف قتيل بينهم العديد من النساء والأطفال مع مئات المفقودين الذين يخشى ان يكون مصيرهم القتل. إضافة إلى هذا، فقد خطفت السلطات الجثث وساومت أهلهم عليهم لتسليمهم لهم بعد كتابة إقرار للسلطات بأن من قتلهم إرهابيون ومنعت تشييع الضحايا في مرات عديدة بشكل علني،كما هناك شهود أكدوا قيام السلطات الأمنية بقتل بعض المصابين في المشافي واعتقال آخرين دون أن يتلقوا العلاج اللازم.

كما قامت قوات الأمن بمنع سيارات الإسعاف من نقل الجرحى، بل أطلقت عليها النار في مرات عديدة موثقة وقتل أطباء في حوادث متفرقة وهم يحاولون الوصول إلى الجرحى كما استخدمت السلطات الأمنية سيارات الإسعاف لإطلاق النار على المتظاهرين والقيام باعتقالات للجرحى اضافة الى دخول الدبابات والمدرعات إلى المناطق السكنية في مدن عديدة وقصفها وحصار هذه المدن وقطع الاتصالات والمياه والكهرباء.ومنع إيصال المواد التموينية بما فيها حليب الأطفال ما تسبب بوضع إنساني بالغ السوء للسكان العزل ومداهمة البيوت بشكل عشوائي وتكسير محتوياتها وترويع النساء والأطفال بحجة البحث عن مطلوبين وهو أمر شائع في سوريا-اعتقال أهالي الناشطين السلميين الذين تواروا عن الأنظار وأخذهم كرهائن ليطالبوا بتسليم أنفسهم دون ذنب ارتكبوه سوى المطالبة بالحرية.

وطالبت الرسالة quot;الامم المتحدة بالتدخل بشكل عاجل وفوري، وحث السلطات السورية على إيقاف القتل الممنهج للعزّل والمدنيين المخالف لكل المواثيق والمعاهدات التي صدقت عليها سورية وخاصة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهدين الدوليين إضافة إلى اتفاقيات جنيف.وكبح سطوة القوة الأمنية وإيقاف الاعتقالات غير القانونية وسحب قوات الجيش من المدن وفك الحصار عنها والسماح بايصال المواد التموينية والدوائية، وقف أي ممارسات لاستخدام القوة المفرطةquot;، كما دعت إلى الإسراع في تشكيل لجنة تقصي الحقائق الموصى بتشكيلها منذ شهر،حيث للآن لم تتشكل في الوقت الذي يذبح فيه أبناؤنا وبناتنا. ودعت ايضا إلى اتخاذ موقف واضح من رفض السلطات السورية إدخال اللجنة الإنسانية التي أرسلتها الامم المتحدة لسورية الأسبوع الماضي.

وقالت quot;إن أبناء الشعب السوري الذي يتعرض للتجويع والقهر والذل وحرمان أطفاله من الحليب والعيش بمنع التجول وسط انقطاع الكهرباء والماء والاتصالات وعزل المناطق وتقطيع أوصالها يستصرخ الضمير العالمي بإدانة السلطات السورية وإحالة تلك الانتهاكات على المحكمة الجنائية الدولية ، خاصة وان الحكومة السورية لم تبدأ القيام بأي تحقيق محلي جدي وفعليquot;.

واعتبرت الرسالة quot;أن الحكومة السورية فشلت في اتخاذ أي إجراء يحفظ حقوق الناس وكرامتهم بل كثفت عمليات القتل والقمع أيضاً. و بناءً على ذلك، دعت الأمين إلى تحمل واجباته القانونية والاخلاقية من خلال مجلس الأمن وإحالة النظام السوري على المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية، واتخاذ ما يلزم من إجراءات لفرض عقوبات رادعة ضد النظام السوري وأركان حكمه دون أي تأخير أو تأجيلquot;، ووقعت على الرسالة اللجان التنسيقية لشباب الثورة السورية.