أعلنت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا نيتها توسيع دورها في بناء جبهة معارضة موحدة في وجه نظام الرئيس بشار الأسد في وقت يبدو أن الإحتجاجات بدأت تنحسر . ويقول مراقبون أن هذا التحرك من شأنه تشكيل عامل مؤثر رغم الصراع الأخير داخل الجماعة على القيادة.
عائلات سورية نزحت هرباً من أعمال العنف في بلادها ووصلت الإثنينالى بلدة وادي خالد اللبنانية الواقعة غلى الحدود السورية |
لندن: اعلنت جماعة الاخوان المسلمين في سوريا انها تسعى الى القيام بدور اكبر في توحيد المعارضة المشتتة ضد نظام الرئيس بشار الأسد في وقت يبدو ان الاحتجاجات أخذت تنحسر.
وقال مراقبون ان تحرك الجماعة في هذا الاتجاه يمكن ان يستثمر الطريق المسدود بين المحتجين ونظام الأسد فيما يعجز ناشطو المعارضة عن بناء جبهة موحدة. ويتوقع المراقبون ان تحرك الأخوان المسلمين يمكن ان يثبت كونه عاملا مؤثرا وسط الفراغ الذي تعاني منه حركة المعارضة رغم تبديل التحالفات التي اقامتها الجماعة خلال السنوات الماضية والصراع الأخير داخلها على القيادة.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن المتحدث باسم الاخوان المسلمين السوريين في لندن زهير سالم قوله ان الجماعة ترغب في تنسيق موقف المعارضة. واضاف ان الجماعة تدعم ولا تصنع وquot;ان صوت الشارع ينطق باسمهquot;.
ويعكس تصريح سالم موقفا حذرا هدفه تفادي الادعاء بقيادة حركة احتجاج قال نظام الأسد ان جماعات اسلامية متطرفة مسلحة تقف وراءها. وتطرح جماعة الاخوان المسلمين مشكلة على ناشطين مناوئين للنظام يحاولون بناء تحالفات علمانية تنسجم مع مزاج الشارع.
وكانت تصريحات سالم تزايدت منذ اعلان الجماعة في نيسان ـ ابريل دعمها حركة الاحتجاج فظهر على القنوات العربية مؤيدا ما تسميه الجماعة quot;انتفاضة شعبية سلميةquot; أو مقاومة.
ورفضت الجماعة مبادرة النظام السوري لفتح quot;حوار وطنيquot; قائلة انها ستعبئ كل طاقاتها لدعم المحتجين. واكد سالم يوم الاثنين ان الجماعة لا تتشدد في موقفها ولن تدعو المواطنين الى التظاهر في الشوارع. وانها لا تفعل سوى اعلان تلاحمها مع الحركة التي تنطلق بزخمها الذاتي.
في صيف العام الماضي تولى رياض شقفة زعامة الجماعة من علي بيانوني وسط مخاوف من تفريطه بالمكاسب التي تحققت بقيادة بيانوني في نقل الجماعة الى موقف وسطي. ووجدت الجماعة بقيادة شقفة انها تقف على هامش التاريخ فيما اجتاح الربيع العربي المدن السورية ، بحسب احد المعارضين. ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن هذا المعارض ان الجماعة quot;وجدت فرصة لاعادة اختراع نفسها في حركة الشارعquot;.
وجمع شقفة لفيفا من عناصر الحركة الشباب المقيمين في تركيا الذين يحاولون الآن مساعدة الناشطين في الداخل لتنسيق تحركاتهم ، بحسب مصادر قريبة من الجماعة.
وقال الناطق باسم الجماعة زهير سالم انها تجري محادثات مع مجموعة من الناشطين الذين حاولوا تشكيل جبهة واسعة لتمثيل المعارضة في الخارج طيلة شهرين لكنهم لم ينجحوا. واكد سالم استمرار هذه الجهود معربا عن الأمل باعلان جبهة منظمة في غضون شهر.
وتواصل الجماعة اتصالاتها غير المباشرة باعضاء تحالفها السابق في اطار اعلان دمشق ، ومنهم معارضون مخضرمون مثل ميشيل كيلو الذي التقى بثية شعبان مستشارة الأسد الاسبوع الماضي. ولكن المعارضة السورية رفضت محاولات النظام اجرا محادثات معها مؤكدة ان اي مبادرة بما في ذلك quot;الحوار الوطنيquot; لن تقلع قبل ان تنسحب الدبابات من الشوارع وتكف قوى الأمن عن اطلاق النار على المحتجين.
وقال سالم ان جماعة الاخوان المسلمين ستنظر في التحاور مع نظام الأسد بشروط إذا توقف العنف ضد المتظاهرين.
وابتعدت الاحتجاجات السورية عموما عن الخطاب الاسلاموي. ويحتشد المتظاهرون في الساحات العامة خارج الجوامع يوم الجمعة . ولكن موقع الاسلام في المجتمع السوري تزايد قوة خلال السنوات الماضية حتى في ظل نظام الأسد العلماني على ما يُفترض. وقال سالم ان الجماعة على اتصال بالقادة الدينيين وأئمة الجوامع وطلابهم في سوريا والخارج.
وقال ملاك عقاري سني محافظ في دمشق ان الدين أهم جانب في حياته quot;ولكننا لا نحب السلفية بل كل ما نريده هو العيش في مجتمع معتدل يسوده السلامquot;. وكان يعلق على تهمة النظام بأن جماعات اسلامية متطرفة فجرت الاحتجاجات.
وكانت حملة النظام في السابق ضد جماعة الاخوان المسلمين جعلت ناشطين مناوئين للنظام ينظرون بحذر الى الاسلام السياسي ولا يعرفون إن كان عليهم التواصل مع جماعة فقدت قاعدتها الحركية في الداخل منذ عقود. كما ان فشل التحالفات السابقة ، بما في ذلك التخلي في عام 2009 عن التحالف مع نائب الرئيس السابق عبد الحليم خدام حين انشق على النظام ، وغزل الجماعة لفترة وجيزة مع النظام ، القى ظلالا من الشك على قدرة الجماعة لتولي مسؤولية القيادة حتى على رأس حركة مناهضة للنظام في الخارج.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن المعارض والباحث في جامعة السوربون برهان غليون ان الأعوام الثلاثين الماضية دمرت تنظيم الجماعة وفقدوا شرعيتهم لأنهم غيروا مواقفهم مرات عديدة دون ايضاح الأسباب خلال السنوات الخمس الماضية.
ولكن كلما طال غياب الحسم زادت جاذبية الأفضلية التنظيمية التي تملكها جماعة الأخوان المسلمين على التجماعات المشتتة الأخرى. وقال ناشط معارض في الخارج ان المحتجين في الشوارع بدأوا يتعبون ومواردهم تنفد ، ولا يمتلكون خبرة واسعة. quot;وهم يدركون ونحن ندرك ان الأخوان أحسن تنظيما وأحسن تمويلاquot;.
في هذه الاثناء ستواصل جماعة الأخوان المسلمين اتخاذ موقف حذر. وقال الناطق باسم الحركة زهير سالم ان quot;الخطة في الوقت الحاضر هي اننا متلاحمون مع المحتجين ، وهذا يعني اننا سنرصد حركة الشارع السوري. فنحن لسنا في موقع يتيح ان نتوجه اليهم بشيء لا يستطيعون استيعابه ، ولكننا لا يمكن ان نتخلى عنهم بحيث يشعرون انهم وحدهمquot; في الساحة.
التعليقات