جانب منأحد اللقاءات التي نظمتها جماعة الاخوان المسلمين وحضرها اقباط - ارشيف

في الوقت الذي أعلن فيه الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح القيادي في جماعة الأخوان المسلمين اعتزامه الترشّح كمستقل في الانتخابات الرئاسية المقبلة، نفى عدد من قيادات الجماعة أن يكون أبو الفتوح ممثلاً للجماعة، التي أعلنت أنها لن تخوض الانتخابات الرئاسية المقررة قبل نهاية العام الحالي.


القاهرة: على الرغم من تأكيد جماعة الأخوان المسلمين فيكل التصريحات الرسمية أنه لن يكون لها مرشّح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، المقرر إجراؤها قبل نهاية العام الحالي، وأن منافستها في الانتخابات البرلمانية لن تتجاوز المنافسة على أكثر من 50% من مقاعد البرلمان، إلا أن الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح أعلن عن خوضه سباق الانتخابات الرئاسية.

جاء إعلان أبو الفتوح اعتزامه الترشح للانتخابات بعد أسابيع من الجدل حول هذا الأمر، لاسيما بعدما أطلق عدد من شباب جماعة الأخوان حملات لدعمه للترشح إلى الانتخابات خلال الفترة الماضية، وسط انتقادات داخل الجماعة للشباب الذين أعلنوا عن نيتهم الانضمام الى حملة دعم ابو الفتوح مرشحًا لانتخابات الرئاسة.

وفي الوقت الذي رحّبت فيه الجماعة الإسلامية في بيان رسمي أصدرته بقرار أبو الفتوح الترشح الى الانتخابات دشّن عدد من الشباب على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك حملة الكترونية لمناهضة ترشيح ابو الفتوح للانتخابات تحت عنوان quot;انا ملتزم بقرار الجماعةquot;، في إشارة الى قرار الإخوان عدم المنافسة في الانتخابات الرئاسية.

وقال أبو الفتوح لـquot;إيلافquot; إنه لا يعتبر نفسه ممثلاً لجماعة الإخوان في الانتخابات، مشيرًا الى أن ترشّحه لن يكون من خلال الجماعة، وإنما هو مستقل، وفقًا للتعديلات الدستورية التي تم الاستفتاء عليها أخيرًا، حيث لا ينوي تأسيس حزب والترشّح من خلاله.

ونفى احتمال أن يدفعه التخوف من سيطرة الإسلاميين الى التراجع، موضحًا أن مواقفه من بعض القضايا كان واضحًا، ومنها رفضه تبني جماعة الاخوان موقف يرافض ترشيح المرأة إلى انتخابات الرئاسة أو قبطي، لافتًا الى أنه سيسعى في حال نجاحه في الانتخابات إلى تعيين نائب قبطي له أو إمرأة.

وأشار إلى أنه لا يتوقع أن تتخذ قيادات جماعة الأخوان موقفاً عدائياً منه بسبب قراره، معتبراً هذا العمل غير أخلاقي وبعيد عن قيادات الجماعة الذين يحترمهم.

عبد المنعم ابو الفتوح المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة

من جهته انتقد المحامي صبحي صالح محامي جماعة الأخوان وأحد أبرز القيادات في إفادة لـquot;إيلافquot; قرار أبو الفتوح بالترشح، لافتاً إلى أن الجماعة ملتزمة بما أعلنته من قبل عن عدم وجود مرشح لها او تأييده، نافيًا أن تكون لدىالأخوان نية لدعم أبو الفتوح في الانتخابات.

وقال إن القرار الذي اتخذه أبو الفتوح جرىاتخاذه بطريقة فردية، حيث لم يلتزم فيه بقرار الجماعة، ومن ثم من حق الجماعة أن تتخذ الإجراء الذي تراه مناسبًا معه، مشددًا على أن الأخوان لن يؤيدوه في الانتخابات، نافيًا أن يكون للأخوان أي علاقة بقراره.

اتفق معه في الرأي الدكتور محمد البلتاجي القيادي في الجماعة، الذي أكد لـquot;إيلافquot; تمسك الجماعة بموقفها الذي أعلنته للرأي العام، وقررت فيه عدم طرح مرشح في انتخابات الرئاسة المقبلة، مشددًا على أن هذا القرار لا رجعة فيه، وأن القرارات التي يتم اتخاذها لابد من أن تحترم وان يلتزم بها جميع الاعضاء.

القيادي في الجمعية الوطنية للتغيير جورج إسحاق قال لـquot;إيلافquot; إن ترشح أبو الفتوح في الانتخابات الرئاسية أمر لا توجد فيه مشكلة، لأنه مواطن مصري، ومن حقه الترشح للانتخابات، كما كفل له القانون، مشيرًا الى أنه كشخص له تاريخ في العمل ومعروف ومشهود له بالكفاءة.

ورأى أن فرص ابو الفتوح في الفوز بالانتخابات أمر لا يمكن حسمه في الوقت الحالي، ليس فقط لأن هناك عددًا كبيرًا من الأفراد الذين اعلنوا عن ترشحهم للانتخابات، وإنما لأن موقف القوى السياسية من دعم المرشحين سيكون له دور مهم، لاسيما القوى التي تمتلك أصوات انتخابية في أماكن متفرقة، بعد سقوط إمبراطورية الحزب الوطني وعدم القدرة على التنبؤ بنتائج الانتخابات.

وشدد على أن الحديث عن الانتخابات الرئاسية في الوقت الحالي أمر سابق لأوانه، لاسيما وأن هناك العديد من التحديات التي تواجه استكمال مكتسبات الثورة، مشيرًا الى أن الاستقرار وعودة الامن هما الأهم في الوقت الحالي، وليس الحديث عن الانتخابات الرئاسية ومرشحيها.

quot;استطلعأبو الفتوح رأي الأخوان بطريقة غير مباشرة، من خلال حملات تأييده وشائعات استقالته من الجماعة قبل إعلان القرار بشكل نهائي، وعندما لم يجد إلا امتعاضًا متوقعًا من البعض، قرر الإعلان وحسم الموضوع بصفة رسميةquot;، هكذا قال الدكتور اسماعيل عبد الفتاح استاذ العلوم السياسية، مشيرا الى ان ترشّح ابو الفتوح، وإن جاء مستقلاً، فهو يدعم النظرية التي تتبناها بعض التيارات السياسية حول سعي الإخوان إلى الوصول إلى الحكم، ولكن بطريقة غير مباشرة، لاسيما في ظل النقد الموجه إلى مفهوم الدولة الدينية، سواء لدى الأقباط أو شريحة لا يستهان بها من المسلمين.

وقال في إفادة لـquot;إيلافquot; إن هذا التيار السياسي يستحيل أن يؤيّد أبو الفتوح في الانتخابات الرئاسية، ومن ثم سيكون له نشاط مناهض لحملات دعم ابو الفتوح في الانتخابات، مؤكدًا أن الاقباط لن يصوّتوا في الانتخابات لأي مرشح ذي خلفية إخوانية، أو ربما أي مرشح تدعمه الجماعة بشكل مباشر.

وشدد عبد الفتاح على أن الفترة المتبقية على انتخابات الرئاسة لا تزال طويلة نسبيًا، لاسيما مع عدم تحديد موعد محدد لها حتى الآن، مؤكدًا على أن الفترة المقبلة كفيلة بتغيير الموازين وترجيح كفة مرشح على مرشح آخر، رابطًا ذلك بمدى قدرة المرشح على إقناع الجماهير ومدى التوافق المجتمعي حوله.