صورة التقطت بوساطة هاتف محمول لمتظاهرين في بانياس

فيما تستمر الأحداث في سوريا بالتفاقم، يرى ناشطون سوريون أن ما يحدث بمثابة حرب من السلطات على شعبها. ومع ارتفاع عدد القتلى بنيران القوى الأمنية، ارتفع سقف المطالب من تطبيق الإصلاحات إلى إسقاط النظام.


دمشق: اعتبر ناشطون سوريون في تصريحات خاصة لـquot;ايلافquot; أنّ ما يحدث في بلادهم هو بمثابة اعلان حرب من السلطات على الشعب السوري، وامتداد لأزمة الثمانينات. وأشاروا الى أن العميد في الحرس الجمهوري مناف مصطفى طلاس حاور مثقفين، ما لبثت أن اعتقلتهم السلطات.

وفي حديثه لـquot;ايلافquot; قال المحامي حسن عبد العظيم الأمين العام لحزب الاتحاد العربي الاشتراكي الديمقراطي المعارض، الناطق باسم التجمع الوطني الديمقراطي quot;إنّ الاوضاع في سوريا سيئة جدًا، والحلّ اتجه الى التعقيد، رغم أن الحلول كانت متوافرةquot;.

اتجاهان اصلاحي وأمني في سوريا

وأفاد أن quot;هناك اتجاهًا اصلاحيًا يرأسه الرئيس السوري بشار الأسد، واتجاهًا متشددًا لجهة استمرار الحلول الامنيةquot;، ولفت الى quot;أن الاتجاه الاصلاحي كان يرسل وفودًا إلى المناطق الملتهبة في دوما وبانياس ودرعا.. ويستقبل الوفود ويحاول بلسمة الجرح، بينما كان كل ما حدث شيء ايجابي يعطّله الاتجاه المتشدد بإطلاق النار على المتظاهرين، ويوقع عددًا أكبر من الشهداء والجرحى لتتعقد الامور بشكل أكبرquot;.

وأوضح quot;لقد صدرت مراسيم تشريعية الخميس الماضي لإلغاء محكمة الطوارئ، والغاء محكمة أمن الدولة، ولكن جاءت عاصفة اطلاق النار على المتظاهرين، ثم المشيعين، مما نسف كل المراسيم التشريعية التي كانت بمثابة استجابة للمطالب الشعبيةquot;، وأكد أنهquot; كلما قدم الاتجاه الاصلاحي خطوات خجولة... تعصف فيه رياح التشددquot;.

وتساءل quot;ماقيمة رفع حالة الطوارئ اذا استمر اطلاق النار على المتظاهرين؟quot;، وعبّر عن أسفه لتغليب الحل الأمني على الحلول السياسية وقطع الطريق مع أي حوار. وأشار الىquot; أنه لابد من انهاء الأزمة من جذورها عبر خطوات جدية وبرنامج واضح يتم تطبيقهquot;.

واعتبر quot;أن الأزمة باتجاه التصعيد، هي استمرار لأزمة الثمانينات، والأمور مرشحة إلى الأسوأ، والأخطر هو دخول الدبابات الى درعا واطلاق النيران من دون إسعاف الجرحىquot;، وعبّر عن أسفه لان مايحدث هواعلان حرب من السلطات على الشعب السوري، وهذا أمر خطر.

يجب على الأسد التحدث إلى شعبه
ورأى quot;أنه لايزال بإمكان الرئيس بشار الأسد أن يخاطب شعبه عبر وسائل الاعلام مباشرة، ويقول إن لديه رغبة حقيقية بالاصلاح السياسي والتغيير الوطني الديمقراطي ضمن برنامج واضح وسريع وفوري للتطوير والتحديث الموعود، ويعلن عن ساحة في كل مدينة مسموح فيها التظاهر دون تعرض من يتظاهر الى اطلاق نار ومحاسبة جميع من خالف ويخالف التعليمات، كما يجب الدعوة إلى حوار وطنيquot;.

وردًا على سؤال حول هل الشارع تجاوز القوى السياسية اعتبر quot;أن القوى السياسية لا أحد يتجاوزها، ولكن الكبت الطويل على مدى خمسة عقود من غياب الحريات ومصادرتها ومن اذلال وافقار، كله تراكم لدى الناسquot;.

وقال عبد العظيم في اتصال هاتفي أجرته quot;ايلافquot;إلى دمشق quot;إن القوى السياسية كانت قد كسرت حاجز الخوف منذ الثمانينات، ولا تزال واقفة على قدميها، رغم انها محاصرة، ولكن قوى المجتمع كسرت حواجز الخوف، وواكبت القوى السياسية، ولا مانع لدينا من أن تسبقنا، الا أن القوى السياسية لديها قيادات تصرّ على التغيير الوطني الديمقراطي، بينما الشعب، الذي يتظاهر، ليست لديه قيادات، مما يجعله يرفع شعارات (اسقاط النظام)، مما يبرر اطلاق النار على المتظاهرين من الطرف المتشدد للسلطة، الذي يخاف من المحاسبة، لتورطه في الفساد، رغم أنه لا وجود لأي مبرر لذلكquot;.

حوار بين القيادات السياسية والمعارضة

وكشف عبد العظيم عن دعوات سلطوية جدية إلى الحوار بين القيادة السياسية والمعارضة، quot;الا اننا طلبنا خطوات تمهيدية فورية، منها الغاء حالة الطوارئ فعليًا والقوانين الاستثنائية والافراج عن المعتقلين والدعوة العلنية إلى الحوار الوطني، وصدرت المراسيم التشريعية، الا ان اطلاق النار الجمعة على المتظاهرين ويوم السبت على المشيعين، اضافة الى ما يحدث الآن، قطع الطريق أمام أي حوارquot;.

الوضع في سوريا أصعب مما تبثه الفضائيات العربية
من جانبه أكد المحامي محمود مرعي رئيس مجلس ادارة المنظمة العربية لحقوق الانسان في سوريا في تصريحات خاصة لـquot;ايلافquot; quot;أن الواقع على الأرض في سوريا أسوأ وأصعب مما تتحدث عنه وسائل الاعلام، فدوما محاصرة منذ يومين، وقطعوا عنها الاتصالات، وهناك خمسة شهداء الجمعة، وأثناء التشييع سقط اربعة شهداء، واليوم صباحاً دخلت قوات الأمن إلى دوما، واعتقلت اكثر من 50 شخصًا، وحتى الآن لدينا بعض الأسماء، منهم عمر كرداس وابنه الصغير ومصطفى كحلوس وابو نضال كحلوس وفادي كحلوس ومحي الدين كحلوس والدكتور ياسر سلامquot;.

وأوضح في اتصال هاتفي من quot;ايلافquot; الى دمشق quot;في معًضمية الشام الأخبارنفسها،فهي محاصرة منذ يومين. أما درعا فقد حاصروها بالدبابات، ويتردد ان هناك 18 شهيدًا اليوم الاثنين، الا اننا تأكدنا من اسماء خمسة منهم، وهناك العشرات من المعتقلين والجرحى، وسط صعوبات كثيرة في الحصول على معلوماتquot;.

سقف الشارع السوري ارتفع
واعتبر مرعي quot;أن المشكلة أن سقف الشارع السوري ارتفع، وكانت في البداية مطالبه اصلاح وحوار وحزم اصلاحات، الا انه بعد الدم الذي سقط، أصبح يطالب بإسقاط النظامquot;، مؤكدًا quot;أن الشارع لا يتجاوب مع القوى السياسية، لأن هناك عنفًا ودماء وقتلى وجرحى، كما إنّ الارقام كبيرةquot;.

وأشار الى أنه quot;رغم قنص المشيعين في منطقة الرأس، الا أن الشارع لن يعود عن التظاهر، ولن يخرج المتظاهرون من الشارع حتى التغييرquot;، مشددًا على أنه يجب أن يكون هناك تغيير جدي في بنية النظام.

وأفاد quot;أنه لا يمكن للقوى السياسية فتح حوار مع السلطة، بل انها لا تستطيع ذلكدون حد أدنى من الاصلاح ووقف حمامات الدم والافراج عن المعتقلين السياسيين والغاء المادة 8 من الدستور ...quot;.

وقال quot;من يحاور الآن السلطات سينتهي، ويسقط شعبيًا، ولابد من حزمة فورية من الاصلاحاتquot;، معتبرًا ان أحد عناصر المشكلة هي أن العميد في الحرس الجمهوري مناف مصطفى طلاس حاور مثقفين، فاعتقلت السلطات من فاوضوه!quot;.

اعتصام لمحامين سوريين في القصر العدلي

الى ذلك، أعلن محامون سوريون لـquot;ايلافquot; أنه اعتصم اليوم حوالي خمسين محاميًا في القصر العدلي في وسط العاصمة السورية دمشق احتجاجًا على مايجري في البلاد، وعلى المجازر التي ترتكب في بعض المحافظات السورية، الا أنهم أكدوا أن quot;الشبيحة والموالين للنظام من المحامين استخدموا عبارات الشتائم والتخوين في صدّ الاعتصامquot;.