اسلام اباد: طلبت لجنة في البرلمان الباكستاني الثلاثاء من واشنطن الاعتذار عن الغارة التي شنتها طائرات ومروحيات أميركية آتية من أفغانستان في 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2011، وأسفرت عن مقتل 24 جنديًا باكستانيًا في معسكرهم قرب الحدود بين البلدين.

وقد احتجت الحكومة الباكستانية بشدة على ذلك الخطأ، واغلقت بعدها الطريق امام عبور قوافل الامدادات لقوات ايساف التابعة للحلف الاطلسي في افغانستان، والتي يشكل الاميركيون اكثر من ثلثيها.

واجرى كل من البلدين الحليفين في الحرب التي تشنها واشنطن على quot;الإرهابquot; منذ نهاية 2001، تحقيقًا منفصلاً حول ذلك القصف، وخلصت باكستان إلى أنه خطأ اميركي محض، بينما تحدثت الولايات المتحدة عن خطأ من الجانبين.

وافتتح البرلمان الباكستاني نقاشًا من شأنه أن ينتهي بالمصادقة على قرار يستند إلى توصيات لجنة نواب وصفت الثلاثاء الغارة الاميركية بانها quot;انتهاك فاضح لسيادة باكستان ووحدة اراضيهاquot;، وهي ادانة تستعيد العبارات عينها التي استعملتها الحكومة منذ وقت طويل.

البرلمان الباكستاني يناقش مستقبل العلاقات الباكستانية - الاميركية

يعقد البرلمان الباكستاني هنا اليوم جلسة مشتركة لمجلس النواب لمناقشة مستقبل العلاقات الباكستانية - الاميركية المتوترة منذ الهجوم الذي وقع بالقرب من الحدود الباكستانية - الافغانية في شهر مايو الماضي.

وبدأت جلسة البرلمان وسط تأهب امني متزايد في العاصمة الباكستانية وورود اقوال عن اعادة رسم الروابط الباكستانية - الاميركية وفقا لشروط جديدة تضمن المصالح الوطنية الباكستانية.

يشار الى ان الرئيس الباكستاني طالب بعقد هذه الجلسة المشتركة للبرلمان من خلال خطابه الخامس لكلا المجلسين الذي القاه الاسبوع الماضي.

وذكرت مصادر في وزارة الخارجية الباكستانية ان التوصيات التي اعدت من خلال الجلسة المشتركة للبرلمان لن تكون نهائية بل ستكون بداية لصياغة السياسة وستساعد في التفاوض على شروط جديدة للمشاركة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة.

وحضرت لجنة برلمانية ترأسها السيناتور في حزب الشعب الباكستاني ميان رضا رباني تقريرا حول الحادث وقائمة توصيات الا انه لم يفصح عن محتوى التقرير حتى الآن.

وقالت تقارير صحفية محلية ان عضو مجلس الشيوخ رباني اطلع كبار قادة حزب الشعب الباكستاني يوم امس على التوصيات الواردة في التقرير وشدد على ضرورة التعاقد مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو). وسيقدم رباني تقريرا للبرلمان قبل ان يبدأ المجلسان النقاش حول هذه القضية.