يبدو أن تركيا التي كانت في الخط الامامي في معالجة الازمة السورية راهنت اكثر من المطلوب على انهيار سريع لنظام دمشق وبات عليها مراجعة مقاربتها، بحسب معلقين ومحللين، قبل أيام على انعقاد مؤتمر quot;اصدقاء سورياquot; في اسطنبول.

لاجئون سوريون فروا إلى أنطاكيا التركية خوفاً من بطش الاسد

اسطنبول: يقول سركان دميرتاش في صحيفة حرييت ديلي نيوز (الناطقة بالانكليزية): quot;احرى بتركيا مراجعة سياستها بخصوص جارتها في الجنوب، قبل المؤتمر الثاني لاصدقاء سوريا المقرر عقده في الاول من نيسان/ابريل في اسطنبول، مع تفضيل الجهود الديبلوماسية على أي خيار آخرquot;.

ويقصد الكاتب بعبارة quot;الخيارات الأخرىquot; السيناريوهات المختلفة المتداولة في انقرة والعواصم الغربية أو العربية مثل فتح ممرات انسانية وانشاء منطقة عازلة في سوريا لاستقبال الفارين من القمع أو مساعدة الثوار مباشرة.

ودعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان دمشق في 6 اذار/مارس الى السماح بفتح ممرات انسانية quot;على الفورquot;. ولم يوضح إن كانت الممرات ستنطلق من بلاده التي تتشارك مع سوريا حدوداً بطول 900 كلم.

وبخصوص انشاء منطقة عازلة ما زال موقف انقرة مبهماً.

وصرح وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الاثنين quot;إننا مصممون على بحث جميع الاجراءات الممكنة لضمان أمننا على الحدود وانهاء معاناة اشقائنا السوريينquot;.

واعتبر دميرتاش أن انشاء منطقة عازلة،الذي يتطلب ارسال قوات اجنبية الى سوريا، quot; لن يسيء فحسب الى صورة تركيا في المنطقة بل سيتعارض مع مبادئها الديبلوماسية التي تعتمد على ركيزة اساسية هي السلامquot;.

وشاهد مراسلو فرانس برس الاربعاء مهربين يعبرون الحدود التركية السوريةحاملينبنادق وخراطيش الصيد، ولم يروا أي سلاح حربي.

وبعد أن حاول اردوغان الضغط على دمشق لتنفيذ الاصلاحات عاد وقطع العلاقات مع الرئيس السوري بشار الاسد quot;صديقهquot; سابقاً. وقال في اواخر تشرين الثاني/نوفمبر متوجهاً اليه بالحديث quot;سترحل انت ايضاً يوماً ماquot;.

لكن يبدو أن انقرة quot;وضعت نفسها في مأزقquot;، بحسب الكاتب سميح ايديز من صحيفة quot;ميلياتquot;.

وقال الكاتب: quot;كانت حسابات تركياتقوم على عدم استمرار الانتفاضة في سوريا مطولاً، وعلى أن الاطاحة ببشار الاسد ستكون سريعة، كما جرى في تونس ومصر وليبيا، لتبرز تركيا آنذاك كمنقذ قوي النفوذ في سوريا الجديدةquot;.

غير أن تركيا مهددة حالياً بتدفق اللاجئين وتشهد تناقضات محلية حيث تضم أقلية علوية، قريبة من العلويين الحاكمين في دمشق، quot;تشعر بنوع من الاستياء من موقف انقرة حيال سورياquot;.

واعتبر الكاتب أن النظام السوري باقٍ على ما يبدو في مكانه quot;لفترة اطول بكثير (...) مما استعدت له انقرةquot;.

في اواخر شباط/فبراير، قال النائب عن حزب الشعب الجمهوري المعارض فاروق لوغ اوغلو: quot;حتى الآن لا يبدو أنالنظام السوري كأنه موشك على الرحيل أو سيطاح بهquot;، معرباً عن الأسف لعدم quot;ابقاء انقرة على قنوات الحوار والتواصل مفتوحة مع دمشقquot;.

في الواقع، فإن موقف انقرة المحرج يعاني منه ايضاً غربيون وعرب بحسب كاتب آخر في quot;ميلياتquot;، هو قادري غورسيل.

وتساءل هذا الاخير:quot;هل يملك تحالف الغرب خطة من اجل سوريا؟ وهل توجد في هذا البلد معارضة ذات مصداقية؟quot;