أكد خبراء وسياسيون مصريون أن إسرائيل تسعى لاستفزاز مصر في الوقت الذي تعيش فيه البلاد مرحلة انتقالية، وذلك عن طريق حالات الاستنفار الأمني المتكرر على الحدود المصرية، وتزايد هذا الاستنفار خلال الفترة الأخيرة .

ووصف الخبير الاستراتيجي، اللواء طلعت مسلم، في حديث مع صحيفة quot;الخليجquot; الاماراتية حالات الاستنفار التي تمارسها إسرائيل حالياً على الحدود بأنها تستهدف إثارة التوترات على الجبهة الحدودية، وأنها إذا كانت تفسر ذلك بأنه مهام داخلية، فإنها رسائل استفزازية لمصر، quot;والمؤكد أن القيادة المصرية لن يمكنها الاستجابة لأي استفزاز، كما أنها لا يمكن لها أن تسمح بهquot; . وقال: إن مثل هذا الاستنفار يأتي في الوقت الذي يتوافر فيه حالة من الإدراك الكامل من جانب القيادة المصرية لتأمين الجبهة الحدودية، وعدم الاستجابة لأي استفزازات يمكن أن تسعى إسرائيل لتحقيقها على الحدود المصرية .

وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة د .سيف عبد الفتاح للصحيفة الاماراتية إن quot;الكيان الصهيوني استغل ما يثار في مصر من محاولات لنشر الفوضى وإثارة الارتباك بالبلاد بفعل تمسك المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد، والسعي إلى إطالة الفترة الانتقالية، quot;وهو ما كان ينبغي الحذر منه منذ البداية، بأن تعمل الجهة التي تدير شؤون البلاد على عدم إطالة الفترة الانتقالية، غير أنها قامت بغير ذلك، ما أعطى فرصة للكيان الصهيوني بممارسة صلفه على الحدود، مستثمراً في ذلك اضطراب الداخل بفعل إطالة وإدارة المرحلة الراهنة في مصر.

وكانت دراسة حديثة أعدها أستاذ التاريخ العسكري بجامعة تل أبيب والخبير العسكري الإسرائيلي أيهود عيلام، اشارت الى أن أجواء الحرب بين مصر وإسرائيل باتت وشيكة وقريبة من أي وقت مضى.

وتزامنت هذه المزاعم مع بدء الكتيبة الاستخباراتية الإسرائيلية عملها الأربعاء الماضي على الحدود مع مصر؛ بهدف جمع المعلومات الاستخباراتية عن شبه جزيرة سيناء وتحليلها، بالإضافة إلى مراقبة الوضع الأمني فيها عبر وسائل حديثة.

إالا ان الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية نبيل عبدالفتاح، يعلق قائلا فيحديث لصحيفة البيان الاماراتيةإن مصر laquo;تمر بلحظة حاسمة في تاريخها. وبالتالي، فإن تحديد طبيعة علاقتها المستقبلية بإسرائيل يصبح أمرا صعبًاraquo;.

ومع ذلك، يؤكد عبدالفتاح أن العلاقات الثنائية في الوقت الراهن laquo;ليست سيئة بالدرجة التي يتوقع معها حدوث حرب وشيكة بين البلدينraquo;

إلى ذلك، اعتبر مراقبون أن الحديث عن حرب محتملة بين مصر وإسرائيل ما هو إلا محاولة للتمويه على التوجه الإسرائيلي نحو إيران واحتمال توجيه ضربة لطهران على خلفية برنامجها النووي، مؤكدين أنه ليس هناك أي مبرر أمام إسرائيل للدخول في حرب مع مصر وتكبدها خسائر فادحة.

وهي وجهة النظر التي يتبناها مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق عبدالله الأشعل، والمرشح المحتمل للرئاسة، متوقعًا أن laquo;تكون هناك حالة من الاستقرار والتقارب على المستوى الرسمي بين مصر وإسرائيل؛ نظراً لحاجة الأخيرة إلى مصر في المرحلة المقبلة، في ظل المتغيرات الإقليمية التي تفرض نفسها على المنطقةraquo;.