بيروت: يعتبر الهجوم الأخير على خط أنابيب الغاز المصري حادثاً طفيفاً نسبياً، لكنه تذكير آخر بالغضب العام في مصر والذي من المرجح أن يؤدي إلى جعل مصر أكثر بعداً عن إسرائيل. وقع انفجار يوم الثلاثاء في خط أنابيب الغاز في شبه جزيرة سيناء في مصر، بالقرب من مدينة العريش، للمرة السادسة هذا العام، ويشير ذلك إلى أن علاقة مصر مع إسرائيل لا تزال موضوعاً دقيقاً.

وأشارت صحيفة الـ quot;كريستيان ساينس مونيترquot; إلى أن الهجوم نفذ من قبل مجموعة من المسلحين، ترجلوا من سيارة ووضعوا عبوة ناسفة في محطة للضخ وامدادات الغاز التي تصل إلى الاردن. تم ايقاف شحنات الغاز إلى إسرائيل منذ شهر تموز/يوليو بعد هجوم على خط أنابيب آخر ، وكان تصدير الغاز المصري الى اسرائيل قد أقر سابقاً بموجب اتفاق وقعه الرئيس السابق المثير للجدل حسني مبارك.

وأشارت الصحيفة إلى أن منفّذ هذه العملية لا يزال مجهولا، لكن التكهنات الأولية تشير إلى quot;متشددين إسلاميينquot; معارضين لصفقة الغاز بين مصر وإسرائيل. كما أن هناك موجة من الغضب العارم بين البدو في سيناء تجاه الحكومة التي لم تعوضهم عن الانفجارات التي تصيب خط الأنابيب الذي يعبر المنطقة.

على الرغم من ذلك، تعتبر صفقة الغاز مع إسرائيل موقع قبول وترحيب على نطاق واسع في مصر، لكن السبب الحقيقي لهذه الأعمال هو السعي إلى إعادة صياغة الاتفاق بحيث تحصل مصر على المزيد من الاموال.

واعتبرت الصحيفة أنه من الصعب تصور أي نظام مصري جديد ينبثق من الحكومة الانتقالية الحالية، سيكون أكثر برودة تجاه إسرائيل مما كان عليه حكم مبارك. فالمجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي يشغل الآن الحكم العسكري في مصر، لا يزال راسخاً في السيطرة في انتظار الانتقال إلى الديمقراطية.

كما أن أي مجموعة حاكمة تأتي إلى السلطة، لن يكون بمقدورها رفض المطالب الشعبية، بل ستضطر للرضوخ لهذه المطالب. والدليل على ذلك، هو عدم قدرة الجيش عن الوقوف في وجه الشعب، لأنه بحاجة إلى quot;تنفيسquot; صمامات الضغط في النظام المتهالك على المستوى السياسي والاقتصادي. كما أن خلق المزيد من المسافة بين مصر وإسرائيل قد يكون وسيلة مفيدة لأي مجموعة حاكمة في مصر لحشد التأييد الشعبي.

وتبدو الحكومة المصرية الحالية غير قادرة على كبح المتظاهرين الغاضبين الذين اقتحموا السفارة الإسرائيلية التي أغلقت ابوابها بعد الهجوم. وكان اقتحام السفارة رد فعل على تعرض خمسة من رجال الشرطة المصريين لإطلاق نار برصاص جنود اسرائيليين خلال غارة عبر الحدود.

وتثير سلسلة الهجمات في سيناء تساؤلات حول الإجراءات التي ستتخذها مصر لحماية المنطقة الصحراوية ذات الكثافة السكانية المنخفضة، في ظل تساؤل السكان المحليين عن السبب وراء عدم نشر جنود من الجيش المصري في محطات الضخ.