المالكي يشرف على إكمال الاستعدادات للقمة العربية

تدخل أعمال القمة العربية واجتماعات هيئاتها في بغداد اليوم مراسيمها الفعلية بوصول الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي على رأس فريق من خبراء وسفراء الجامعة إليها، بينما يباشر الوزراء العرب للمال والإقتصاد والخارجية بالتوافد إليها بدءاً من يوم غد، حيث أعلن أول زعيم عربي هو الرئيسالسوداني عمرالبشير مشاركته فيها. فيما يعقد الرؤساء العراقيون للجمهورية والحكومة والبرلمان اجتماعاً اليوم بعد لقاءات ماراثونية جرت خلال الساعات الاخيرة في محاولة للاتفاق على موعد مؤتمر حل الازمة السياسية في البلاد والظهور أمام القمة موحدين.


فيما دخل العراق اليوم في عطلة رسمية لجميع قطاعاته تستمر أسبوعًا وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة تهيئة للقمة العربية، وصل الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إلى بغداد اليوم على رأس وفد رفيع يضم نائبه أحمد بن حلي و 10 سفراء للتشاور بشأن ترتيبات القمة المقررة الخميس المقبل وتبادل الرأي حول آخر التطورات والاطلاع على الترتيبات الخاصة بعقدها، إضافة الى ترتيبات الاجتماعات الوزارية الخاصة بوزراء الخارجية العرب أو وزراء المال والاقتصاد.

وأعلن أول زعيم عربي مشاركته في القمة وهو الرئيس السوداني عمر البشير، وذلك خلال إتصال هاتفي مع الرئيس طالباني الذي أكد له ترؤسه وفد بلاده لحضور القمة العربية.

وكانت تقارير صحافية نسبت الاسبوع الماضي الى مصدر في وزارة الخارجية العراقية قوله إن الشرطة الدولية quot;الانتربولquot; أبلغت العراق أنها ستعتقل البشير في حال حضوره الى بغداد للمشاركة في القمة تنفيذاً لقرار من محكمة العدل الدولية لكن الوزارة أكدت في بيان لاحق عدم صحة هذه التقارير، مشددة على أن أمن البشير مضمون quot;مائة في المائةquot; في العراق.

وسيلتقي العربيالرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي ووزير الخارجية هوشيار زيباري للتشاور بشأن جدول أعمال القمة. وقد انتهى المندوبون الدائمون للدول العربية في الجامعة الخميس الماضي من اعداد هذا الجدول الذي يتضمن 10 بنود هي:
أولا: تقرير الأمين العام عن العمل العربي المشترك.
ثانياً: تطوير الجامعة في ضوء التقرير التمهيدي الذي أعدته اللجنة المستقلة برئاسة الأخضر الابراهيمي.
ثالثاً: القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي ومستجداته ويتضمن القضية الفلسطينية ومستجداتها وأيضاً الجولان العربي المحتل والتضامن مع لبنان ودعمه.
رابعاً: تطورات الوضع في سوريا وفي اليمن وكيفية مساهمة الدول العربية في تطويره وتعزيزه.
خامساً: الوضع في الصومال.
سادساً: جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل وعلى رأسها السلاح النووي.
سابعاً: الإرهاب الدولي وسبل مكافحته.
ثامناً: النظام الأساسي لقيام البرلمان العربي الدائم.
تاسعاً: مشاريع القرارات المرفوعة من المجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري إلى القمة. عاشراً: مكان وموعد الدورة العادية 24 للقمة العربية على مستوى القادة العام المقبل.

كما سيبحث القادة العرب مقترحاً عراقياً لحل الازمة السورية وكيفية ابعاد شبح الحرب الاهلية عن سوريا ويناقشون آليات تمتين التعاون العربي المشترك وتطوير واقع جامعة الدول العربية، إضافة الى ملف مضيق هرمز ومسائل تتعلق بلبنان وموريتانيا والتعاون في محاربة التطرف. وستصدر القمة بياناً يتعلق بجميع القضايا التي تهم الدول العربية والأخرى الدولية التي لها علاقة بالعرب سيطلق عليه quot;إعلان بغدادquot;. وقال الناطق باسم الحكومة العراقية والقمة العربية علي الدباغ إن اتفاقاً مبدئياً قد تم بين العراق وجامعة الدول العربية على اطلاق تسمية quot;اعلان بغدادquot; على النتائج والمقررات التي ستخرج بها القمة.

جانب من قاعة جلوس الوفود العربية

وتبدأ التحضيرات الرسمية للقمة في بغداد الثلاثاء المقبل بعقد اجتماع لوزراء المال والاقتصاد العرب برئاسة خير الله بابكر وزير التجارة العراقي لوضع الملف الاقتصادي في صورته النهائية، فيما يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً لهم في بغداد ايضاً في اليوم التالي الاربعاء برئاسة وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري لوضع اللمسات النهائية على مشروع جدول اعمال القمة الذي سلم العراق نسخة اولية منه الى مندوبي الحكومات العربية لدى الجامعة العربية في القاهرة الاسبوع الماضي متضمنًا بندًا اقترحه العراق يشدد على ضرورة إدانة أعمال الإرهاب والاتفاق على محاربته.

وستكون وفود الدول العربية ممثلة بسبعة اعضاء لكل منها، حيث سيترأس القمة الرئيس العراقي جلال طالباني فيما يترأس الوفد العراقي الرسمي رئيس الوزراء نوري المالكي. وسيحضر افتتاح القمة 70 شخصية عربية وأجنبية. وسيشهد اليوم الاخير من القمة وهو الخميس المقبل قراءة بيان القمة من قبل الرئيس طالباني حيث سيتضمن ما توصل اليه اجتماع وزراء الخارجية والاقتصاد العرب من نتائج رفعت الى القادة للمصادقة عليها.

يذكر أن العراق استضاف القمة العربية لمرتين الاولى بدورتها التاسعة العام 1978 والتي تقرر خلالها مقاطعة الشركات والمؤسسات العاملة في مصر التي تتعامل مباشرة مع إسرائيل وعدم الموافقة على اتفاقية كامب ديفيد.. والثانية بدورتها الـثانية عشرة العام 1990 والتي شهدت خلافات كبيرة بين العراق ودولتي الكويت والإمارات العربية المتحدة وتبعها احتلال العراق للكويت واندلاع حرب الخليج الثانية العام 1991.

وكانت القمة العربية الاخيرة التي انعقدت في ليبيا في اذار (مارس) العام 2010 قد اتخذت قراراً بعقد القمة المقبلة في العراق على الرغم من أن البروتوكول المعمول به في الجامعة العربية يقر باستضافة مؤتمرات القمة بحسب الترتيب الابجدي حيث كان من المفترض عقد القمة السابقة في بغداد طبقاً لهذه القاعدة الا أنها عقدت في مدينة سرت الليبية بسبب المخاوف الامنية في العراق الذي تنازل عن استضافة تلك القمة لليبيا.

القادة العراقيون يجتمعون للظهور موحدين أمام القمة

ويعقد الرؤساء العراقيون للجمهورية جلال طالباني والحكومة نوري المالكي والبرلمان اسامة النجيفي اجتماعاً اليوم الاحد بعد لقاءات ماراثونية جرت خلال الساعات الاخيرة في محاولة للاتفاق على موعد لعقد مؤتمر حل الازمة السياسية في البلاد والظهور أمام القمة موحدين.

وأكد طالباني خلال اجتماع مع رئيس الوزراء نوري المالكي أن انعقاد القمة العربية المقبلة في بغداد رسالة مهمة من أجل استعادة دور العراق على الصعيدين العربي والإقليمي. وأشار إلى أنه سيدعو الرئاسات الثلاث إلى اجتماع بهدف التمهيد للمؤتمر الوطني لحل الازمة السياسية الحالية في البلاد. وأضاف أن quot;انعقاد القمة العربية المقبلة في بغداد رسالة مهمة من أجل استعادة الدور الريادي والمحوري الذي يمثله العراق على الصعيدين العربي والإقليميquot;، مشدداً على quot;ضرورة مواصلة بذل كل الجهود وتهيئة الأجواء اللازمة لإنجاح هذا المؤتمر الذي يعد انعطافاً تاريخياً في تعزيز مكانة العراق الجديدة واحتضانه لجميع العربquot;. وشدد طالباني على ضرورة quot;استمرار اجتماعات اللجنة التحضيرية للاجتماع الوطني المزمع عقده لإعداد البرنامج وتحديد الموعد النهائي للاجتماعquot;.

من جانبه، أشار مقرر مجلس النواب العراقي محمد الخالدي إلى أنّ اجتماع الرئاسات الثلاث اليوم سيكرس لبحث امكانية عقد الاجتماع الوطني قبل عقد القمة العربية المزمع عقدها بعد خمسة أيام. وقال النائب الخالدي عن ائتلاف العراقية إن طالباني والمالكي والنجيفي سيعقدون مساء اليوم اجتماعاً لبحث عقد الاجتماع الوطني بغية حلحلة الخلافات القائمة بين الكتل السياسية قبل موعد عقد القمة العربية في بغداد بعد خمسة ايام. وأضاف أنquot; الرئاسات الثلاث ستناقش تحديد موعد الاجتماع الوطني وتهدئة مواقف الكتل السياسية وضرورة الالتزام بالحوار لحل الخلافاتquot;، مؤكداً علىأن هناك اصراراً على حل الخلافات قبل عقد القمة.

وعلى الصعيد نفسه، أكد طالباني خلال لقاء مع رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي أهمية مواصلة بذل كل الجهود وتهيئة الاجواء اللازمة لانجاح القمة التي قال إنها تشكل انعطافاً تاريخياً في تعزيز مكانة العراق الجديدة واحتضانه لجميع العرب.

وفي جانب آخر من الاجتماع، تم التطرق الى الاوضاع السياسية في البلاد حيث تحدث طالباني عن ضرورة استمرار اجتماعات اللجنة التحضيرية للاجتماع الوطني المزمع عقده لاعداد البرنامج وتحديد الموعد النهائي للاجتماع، مشيراً إلى أنّه بوصفه الراعي للاجتماع الوطني سوف يدعو إلى انعقاد اجتماع تمهيدي للرؤساء الثلاثة. وتطالب الكتلة العراقية التي يتزعمها اياد علاوي بعقد المؤتمر الوطني قبل القمة العربية لضمان توحيد الخطاب العراقي مهددة بطرح الوضع الداخلي العراقي على القمة في حال عدم عقده قبلها.

ومن جهة أخرى، بحث طالباني مع سفير الولايات المتحدة لدى العراق جيمس جيفري الليلة الماضية سبل تعزيز العلاقات العراقية الاميركية وتوسيع آفاق التعاون بين البلدين. وفي استعراض للتطورات تحدث طالباني عن القمة العربية حيث اوضح أن الاستعدادات والاجراءات اللازمة لاحتضان هذه القمة قد اكتملت، مشيراً إلى أنّها تعطي دلالات عديدة لاستعادة العراق موقعه الطبيعي كونه إحدى الدول المؤسسة للجامعة العربية.
من جانبه، أكد السفير الاميركي اهمية انعقاد القمة العربية في بغداد موضحاً أن هناك اهتماماً عالمياً واقليمياً كبيرين بهذه القمة التي تنعقد في ظروف مهمة على مختلف المستويات معرباً عن تمنياته وثقته في أن تتكلل جهود القادة العراقيين بنجاح هذه القمة، بما يعزز مكانة العراق ويساعد في خلق بيئة اقليمية أكثر استقرارًا وتطورًا.

وكان المالكي وجه الجمعة الماضي دعوة إلى القوى السياسية للاجتماع بداية الشهر المقبل بعد انفضاض اجتماعات القمة العربية في بغداد. ودعا اللجنة التحضيريةللاجتماع الوطني المزمع عقده قريباً الى إتمام عملها بأسرع وقت. وأكد ان هناك حاجة ملحة لمراجعة كل القضايا والامور المتعلقة ببناء الدولة العراقية ما بعد انسحاب القوات الاميركية.

وكان رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني قال الثلاثاء الماضي quot;إن العراق يتجه نحو الهاوية وأن فئة قليلة على وشك جرّ العراق بإتجاه الدكتاتورية. فالعراق يشهد أزمة جدية، وإن دوام وضع كهذا غير مقبول بالنسبة إلينا على الإطلاق ولهذا أدعو جميع قيادات الأحزاب والآطراف السياسية العراقية الى مداركة الوضع والجلوس معاً في وقت عاجل، وذلك لوضع الآليات والإسراع في إيجاد حل لهذا الوضع ومعالجته في فترة قصيرة جداً وإلاّ فإننا سنلجأ الى شعبنا وآنذاك سيتخذ شعبنا قراره النهائي وهذا كي لا تلقوا علينا باللائمة بعد الآنquot;.

ومن المقرر أن تشارك في المؤتمر المنتظر الكتل السياسية الرئيسية الثلاث التي تشكل الحكومة الائتلافية (التحالف الوطني وائتلاف العراقية والتحالف الكردستاني) في محاولة لحل الأزمة السياسية الناشبة في ما بينها حول مجموعة من القضايا الخلافية أهمها عدم اكتمال تطبيق اتفاقية أربيل التي تشكلت بموجبها الحكومة، فضلاً عن موضوعات استجدت كمشكلة التعامل مع مطالب بعض المحافظات بتشكيل أقاليم، وكذلك اتهام نائب رئيس الجمهورية والقيادي في ائتلاف العراقية طارق الهاشمي بارتكاب quot;أعمال إرهابيةquot; وإصدار مذكرة اعتقال بحقه وانتقاله اواخر العام الماضي للإقامة في إقليم كردستان الذي رفض تسليمه للسلطات الاتحادية ثم طلب رئيس الوزراء سحب الثقة عن نائبه صالح المطلك القيادي الآخر في العراقية بالإضافة إلى المشكلات بين حكومة الإقليم والحكومة الإتحادية ومنها عدم إصدار قانون للنفط والغاز ينظم صلاحيات الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم وتأخر تنفيذ المادة 140 الدستورية التي تعالج مصير كركوك والمناطق المتنازع على تبعيتها بين بغداد واربيل. يذكر أن ائتلاف العراقية والتحالف الكردستاني يطالبان بعقد هذا الاجتماع قبل القمة العربية المقرر عقدها الخميس المقبل.

وكانت اجتماعات اللجنة التحضيرية للمؤتمر قد توقفت الاسبوع الماضي بعد خمسة اجتماعات فشلت خلالها اللجنةمن تحديد موعد نهائي لانعقاد مؤتمر الازمة أو الاتفاق على جدول اعماله بسبب الخلافات بين القوى السياسية. وكل ما انجزته الاجتماعات أنها تسلمت اوراق عمل مقترحة للمؤتمر قدمتها الكتل السياسية الكبرى المشاركة، وهي الائتلاف الوطني والقائمة العراقية والتحالف الكردستاني.

وتضم اللجنة التحضيرية في عضويتها النواب عن التحالف الوطني حسن السنيد وبهاء الاعرجي وحميد معلة ومحمد الهاشمي وخالد العطية وعمار طعمة، وعن العراقية سلمان الجميلي واحمد المساري وحسين الشعلان وارشد الصالحين وعن التحالف الكردستاني فؤاد معصوم ونائب رئيس الوزراء روز نوري شاويس، إضافة الى نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي الذي يرعى الاجتماعات.

يذكر أن العراق يعيش أزمة سياسية كبيرة هي الأولى بعد الانسحاب الأميركي في أواخر كانون الأول (ديسمبر) الماضي على خلفية إصدار مذكرة قبض ضد نائب رئيس الجمهورية القيادي في القائمة العراقية طارق الهاشمي، بعد اتهامه بدعم الإرهاب، وذلك في 19 من الشهر نفسه، وتقديم رئيس الوزراء نوري المالكي طلباً إلى مجلس النواب بسحب الثقة عن نائبه صالح المطلك القيادي في القائمة العراقية أيضاً بعد وصف الأخير للمالكي بأنه quot;ديكتاتور لا يبنيquot;، الأمر الذي دفع العراقية إلى تعليق عضويتها في مجلسي الوزراء والنواب، وإلى أن تقدم طلباً إلى البرلمان بحجب الثقة عن المالكي، قبل أن تقرر في 29 من كانون الثاني (يناير) الماضي العودة إلى جلسات مجلس النواب، ثم لتعود في السادس من شباط (فبراير) الماضي وتقرر إنهاء مقاطعة مجلس الوزراء، وعودة جميع وزرائها إلى حضور جلسات المجلس.