وصل الى بغداد اليوم الخميس الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي لاجراء مباحثات مع كبار المسؤولين العراقيين تتعلق بأستضافة بلدهم للقمة العربية المقبلة في آذار (مارس) المقبل والموقف العراقي المعارض لقرارات الجامعة بفرض عقوبات على سوريا .

ومن المنتظر ان يجتمع العربي مع رؤساء الجمهورية جلال طالباني والحكومة نوري المالكي ومجلس النواب أسامة النجيفي ووزير الخارجية هوشيار زيباري اضافة الى قادة الكتل السياسية للتشاور حول الترتيبات الخاصة بالقمة العربية المقبلة المقرر عقدها في بغداد خلال أذار المقبل كما قال .
وأستضاف العراق القمة العربية لمرتين الاولى بدورتها التاسعة عام 1978 والتي تقرر خلالها مقاطعة الشركات والمؤسسات العاملة في مصر التي تتعامل مباشرة مع إسرائيل وعدم الموافقة على اتفاقية كامب ديفيد .. والثانية بدورتها الـثانية عشر عام 1990 والتي شهدت خلافات كبيرة بين العراق ودولتي الكويت والإمارات العربية المتحدة وتبعها احتلال العراق للكويت واندلاع حرب الخليج الثانية عام 1991 .. فيما ستكون هذه القمة العربية الثالثة والعشرين في حال انعقادها.

وتهدف الحكومة العراقية من خلال اصرارها على استضافة القمة في اذار المقبل بعد ان تأجل انعقادها ببغداد في أيار (مايو) الماضي بسبب الاوضاع العربية الى أيصال رسالة تؤكد انتماء العراق للأمة العربية . وأكد المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ إن بلاده متمسكة بعقد القمة العربية في بغداد quot;ولن تتنازل عنها كجزء من حقنا في التواصل مع محيطنا العربي وأشقائنا العربquot;. ودعا جميع الدول العربية إلى تحمل المسؤولية والمشاركة في القمة المقبلة لنقل رسالة للشعب العراقي تؤكد أنه جزء من الأمة العربية.
ومن جهته قال مصدر رسمي عراقي ان اللجان المشرفة على تحضيرات القمة العربية قطعت أشواطا متقدمة في مهماتها واشار الى ان هذه اللجان الثلاث المنبثقة عن اللجنة العليا وهي الامنية والخدمية والاعمارية قد حققت نتائج متقدمة وأنجزت الكثير من الأعمال المناطة بها كما ابلغ quot;أيلافquot; . وأشار الى ان الحكومة قد خصصت مبلغ 300 مليون دولار لإعادة تأهيل أكبر ستة فنادق في بغداد استعدادا للقمة .

واللجنة الأمنية العليا التي شكلها مجلس الوزراء العراقي والمنبثقة عن قيادة عمليات بغداد والمكلفة بوضع ومتابعة التدابيرالامنية التي سيجري تنفيذها خلال انعقاد القمة في بغداد انجزت لحد الان تنفبذ خطط امنية واسعة. واوضح ان وزارة الداخلية تقوم حاليا بنصب 200 كاميرا مراقبة للحيلولة دون وقوع أي اعمال تخريبية من شأنها أن تعكر أجواء انعقاد القمة.

وكان مندوب العراق في الجامعة العربية السفير قيس العزاوي قد اكد في حديث مع quot;أيلافquot; مؤخرا ان بلاده متمسكة بحقها في استضافة القمة التي قال انها تشكل تحدٍ للعراق واعلان جديد بان هذا البلد quot;يقف على قدميهquot; .

ومن جهته قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في وقت سابق ان العراق مصمم على استضافة القمة واشار الى ان بلاده بدأت استعدادات مبكرة في جميع المجالات لاستضافة قمة عربية ناجحة .
وكانت القمة العربية الاخيرة التي انعقدت في ليبيا في اذار عام 2010 قد أتخذت قرارا بعقد القمة التالية في العراق على الرغم من ان البروتوكول المعمول به في الجامعة العربية يقر باستضافة مؤتمرات القمة بحسب الترتيب الابجدي حيث كان من المفترض عقد تلك القمة في بغداد طبقا لهذه القاعدة الا انها عقدت في مدينة سرت الليبية بسبب المخاوف الامنية في العراق الذي تنازل عن استضافتها لليبيا .

ومن المنتظر ان تتناول مباحثات نبيل العربي مع المسؤولين العراقيين ايضا تطورات الاوضاع في سوريا على ضوء الانتفاضة الشعبية التي تشهدها منذ آذار الماضي وموقف العراق الرافض لقرارات الجامعة بفرض عقوبات أقتصادية وسياسية على النظام السوري. ودخلت العقوبات الإقتصادية العربية على سوريا حيز التنفيذ اعتباراً من الإثنين الماضي وأشار الى أن المقاطعة الاقتصادية تقرَّرت بقرار من الإجتماع الوزاري العربي وهي سارية ولم تتوقفquot;.
وتأتي هذه الزيارة أثر تحذيرات اطلقها المالكي الاحد الماضي من أن مقتل الرئيس السوري بشار الأسد قد يتسبب في حرب أهلية وأبدى استعدادَه للوساطة بين المعارضة والنظام. وقال إن quot;الوضع في سوريا شديد الخطورة ما يستدعي التعامل معه بوسائل مناسبة بما لا يسمح بتحول ربيع سوريا إلى شتاءquot;.

ومن جانبه أعتبر الرئيس العراقي جلال طالباني الاسبوع الماضي ان اي تدخل اجنبي في سوريا سيكون امرا مرعبا واكد تخوف بلاده من بديل متطرف يخلف نظام الرئيس بشار الاسد واشار الى ان مبادرة الجامعة العربية يمكن ان تكون حلا مناسبا للاوضاع هناك .
وينتظر ان يبلغ المالكي وطالباني مواقفهما هذه الى نبيل العربي خلال اجتماعه بهما اليوم في زيارته الاولى هذه للعراق منذ تسلمه لمنصبه أمينا عاما للجامعة العربية في السادس عشر من ايار (مايو) الماضي.