القدس: بات الصوت العربي في انتخابات حزب كاديما التمهيدية التي تجري الثلاثاء بمثابة بيضة القبان التي ستحدد المصير السياسي لهذا الحزب الاسرائيلي الصهيوني، وما اذا كان سينضم الى الائتلاف الحكومي مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو او انه سيتجه نحو الانشقاق.

وقال عضو الكنيست العربي النائب مجلي وهبي الذي يؤيد رئيسة الحزب تيسبي ليفني quot;هناك اقبال كبير على هذه الانتخابات في الوسط العربي، ونفس النسبة من العرب التي صوتت لرئيسة الحزب ليفني المرة السابقة ستصوت لها هذه المرةquot;.

واضاف مجلي لوكالة فرانس برس quot;لكل من ليفني وموفاز معسكره، والفوز سيكون حليف ليفنيquot;. واعتبر مجلي quot;ان لاصوات العرب تأثيرا كبيرا لا يستهان به، واذا صبت اصواتهم بكثافة عالية في جهة معينة فسترجح كفة الفائزquot;. وبدأت صباح الثلاثاء انتخابات حزب كاديما الداخلية لانتخاب رئيس الحزب ومرشحه لرئاسة قائمة الحزب في الانتخابات البرلمانية القادمة.

ويبلغ عدد المنتسبين الى حزب كاديما 95 الفا بينهم 24 الف عربي. ويتنافس على رئاسة كاديما الذي اسسه رئيس الوزراء الاسبق ارييل شارون في تشرين الثاني/نوفمبر 2005، رئيسة الحزب الحالية ووزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني، ووزير الدفاع السابق ورئيس لجنة الخارجية والامن البرلمانية شاوول موفاز. ويدعم موفاز وزير الامن الداخلي السابق آفي ديشتر.

وتكافح ليفني للبقاء في رئاسة الحزب، ووصفها الاعلام بانها كانت quot;نائمةquot; مقابل موفاز الذي قام بنشاط واسع لجمع المؤيدين. وتحذر ليفني ناخبي كاديما بان موفاز يشكل نسخة ثانية من حزب الليكود اليميني. وكان موفاز اعلن في وقت سابق انه في حال فوزه برئاسة الحزب سينضم لحكومة نتانياهو.

وقالت صحيفة معاريف quot;ايا كانت النتيجة في انتخابات كاديما فان السؤال المحوري والمصيري هو هل سيحافظ كاديما على وحدته بعد ظهور النتائج ام لا؟quot;. واشارت الصحيفة الى معلومات تفيد باحتمال انسحاب ليفني من الحزب وتشكيل حزب جديد، في حال خسرت الانتخابات التمهيدية امام موفاز.

وركز العديد من الصحف الاسرائيلية على اصوات العرب لحسم نتيجة هذه الانتخابات. وردا على سؤال حول احتمال انشقاق ليفني عن الحزب في حال فوز موفاز قال وهبي quot;غدا صباحا نجيب على هذا السؤالquot;.

من جهته قال عضو المجلس المركزي لحزب كاديما احمد دباح لوكالة فرانس برس والذي دعم ليفني في انتخابات عام 2008 quot;سادعم هذه المرة شاوول موفاز لان ليفني لم تنصف العرب في قائمة الكنيست، ولم تعط العرب سوى مقعد واحد من اصل 28 مقعدا، مع اننا كنا نمثل ما نسبته 20% من منتسبي الحزبquot;.

وفي الانتخابات التشريعية الاخيرة في شباط/فبراير 2009 حصل الحزب على 28 مقعدا في الكنيست مقابل 27 مقعدا لحزب الليكود اليميني الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. ولم تنجح ليفني في تشكيل غالبية وقتها بعد ان رفض حزب شاس الديني دعمها ما سمح لنتانياهو بتشكيل الائتلاف الحكومي الموجود على راس السلطة حاليا في اسرائيل.

وشدد احمد دباح على quot;ان الصوت العربي مثلما كان في السابق حاسما سيكون هذه المرة ايضا حاسما، ويستطيع ان يقرر من سيفوز برئاسة الحزبquot;. وتابع دباج quot;نسبتنا الان نحو 25% من منتسبي الحزب، وسنطالب موفاز بان نمثل في الكنيست على قائمة كاديما على قدر ما هي نسبتنا في الحزب، وهناك اقبال كبير على الاقتراع بين العرب تبلغ نسبته نحو 60%quot;.

وردا على سؤال حول ما اذا كان موفاز سينضم الى الائتلاف الحكومي برئاسة نتانياهو في حال فوزه مع العلم ان حكومة نتانياهو لا تولي عملية السلام اولوياتها، قال دباح quot;نحن جربنا ليفني ولم تهتم بالسلام هي ايضا، واذا راينا ان موفاز لا يحرك العملية السلمية فسنغيره، ولنا خياراتنا في الانتخاباتquot;.

وتشير استطلاعات للراي اجريت بين منتسبي كاديما الى ان ليفني تتقدم على منافسها موفاز، غير ان المحللين يرون ان موفاز سيصبح الاوفر حظا في حال كانت نسبة الاقبال منخفضة. من جهته قال المحلل السياسي ومحرر صحيفة الصنارة الاسبوعية حسين سويطي لوكالة فرانس برس quot;ان النتائج بين فوز موفاز وليفني ستكون قريبة من التعادل والاصوات العربية هي التي ستحسم النتائجquot;.

واضاف سويطي quot;ان العرب يصوتون بناء على ارتباطات اقتصادية وعائلية وليس بناء على انتماء سياسيquot;.

وقال سويطي quot;السؤال الحقيقي هو : هل سيعطي اعضاء حزب كاديما ومعظمهم من اليهود الاشكناز (الغربيين) اصواتهم ليهودي شرقي فارسي (موفاز) كي يكون زعيمهم؟ لااعتقد ذلكquot;. واشار الى ان موفاز قام قبل شهرين في الكنيست اثناء ترؤسة لجنة الخارجية والامن البرلمانية باتهام رئيس الحكومة نتانياهو (اكرر نتانياهو) بالكذب، quot;فكيف سيتحالف مستقبلا مع من اتهمه بالكذب؟quot;.

ولفت الى quot;ان هذا التناقض سيحسب عليه سلبا في العملية الانتخابية في اوساط اليهودquot;. ويناهز عدد عرب اسرائيل 1.1 مليون نسمة من اصل نحو سبعة ملايين اسرائيلي. ويتحدر هؤلاء من نحو 160 الف فلسطيني ظلوا في اراضيهم بعد اعلان قيام دولة اسرائيل العام 1948.