بالتزامن مع التطورات الميدانية والدبلوماسية، اعلن نشطاء عن تأسيسهم لفصيل سوري معارض جديد باسم quot;المنبر الديموقراطي السوريquot;.
تظاهرة مناوئة للاسد |
الرياض: أعلن المنبر الديموقراطي السوري اليوم (28 آذار/مارس) عن وثيقة سياسية تحدد موقعه في خريطة المعارضة السورية، والتي جاء فيها أنه ينظر إلى نفسه كرافدٍ للعمل الوطني السوري بمختلف مكوناته، وسيلعب دورا وطنيّا توحيديّا يريده المنتمون إليه. وقال المنبر في وثيقته أنه ليس له quot;أيّ طموح أو رغبة في الحلول محلّ أحد أو في تقييد دور أحد، بل سيكون الأمر على العكس من ذلك تماماً، لأنّه سيمدّ يده إلى الجميع، وسيتفاعل إيجابياً مع الجميعquot;.
مضيفاً أنه سيعمل على سدّ ثغرات العمل الوطني، ويعزّز نقاط قوّته التي مكّنت السوريين ممن الصمود لأكثر من عام في وجه آلة القتلٍ المنظم، التي استخدمت سلاحا فتّاكا ضد مواطنات ومواطنين عزّل، إلاً من إرادة الحرية quot;التي لا ولم يتمكّن سلاح من قهرها على مرّ التاريخ، ولن يقوى سلاح مجرمي النظام على قهرها، ولا شكّ لدينا في أنها زلزلت ركائزه وستهدمها تماماً وإن بعد حين. quot;
مؤكداً أنه سيركز أنظاره وجهوده على الداخل ونضالاته ومصاعبه ونجاحاته وأهدافه، وسيرى كلّ شيء في ضوء حاجاته وتضحياته وبدلالتها، لذلك لن يشغله شيء عن الداخل، أي عن الشعب، وسيقوّي حراكه ويحاول إقناع من يقفون جانباً على الانخراط الفاعل فيه، وسيكون هدفه الدائم هو إضعاف النظام وإرباكه وشقّ صفوفه وإسقاطهquot;.
كما أقرت لجنة الاتصال في المنبر الديموقراطي السوري موعد الاجتماع القادم في القاهرة في الفترة من 12 - 16 نيسان/ أبريل القادم.
الوثيقة:
يعلن المنبر الديموقراطي السوري عن نفسه في لحظة مهمة من تاريخ نضلنا الشعبي ضد نظام الطغيان والفساد الأسدي؛ لحظة تحمل سمات متناقضة يمكن أن تؤدّي إلى نتائج متعارضة، فإمّا أن ينتصر شعبنا أو أن تنخرط بلادنا في أزمة مستعصية سيكون من الصعب خروجها منها في مدى قصير.
ولعلّه ليس سرّاً أن المعارضة السورية منقسمة على نفسها، وأنّ لها رهانات سياسية متعارضة، وكذلك علاقات وصلات داخلية وعربية ودولية مختلفة، وخطوط تكتيكية متضاربة، ممّا يحول دون وحدتها حول موقفٍ أو رؤية أو سياسات متقاربة أو متشابهة. بل إن خلافات المعارضة تتعاظم بمرور الوقت بدل أن تتناقص، وتأخذها إلى مواقع تزداد تباعداً بدل أن تقرّبها بعضها إلى بعض، لا سيّما وأن شعبنا المضحّي يناضل في سبيل أهداف واحدة أو موحّدة هي إسقاط النظام وبلوغ الحريّة وبناء الدولة المدنية والنظام الديموقراطي، دولة المواطنة والحريّات. يجري هذا رغم الآثار السلبية التي يتركها على النضال الشعبي ما في المعارضة من تباينات وتعارضات تكاد تشمل كلّ شيء: من المنطلقات إلى الوسائل وصولاً إلى الأهداف.
في ظرفٍ كهذا، تصل فيه خلافات المعارضة إلى درجة تحدّ من فاعلية النضال الشعبي ضد النظام، يرى quot;المنبر الديموقراطي السوري quot; أنّ دوره يجب أن يتركّز على تقريب مواقفها وتوجهّاتها ووسائلها وأهدافها، على أن يشمل ذلك وحدة مواقف قوى وتنسيقيّات النضال الميداني على الأرض، وتعزيز وتقوية أواصر التقارب والوحدة بين المعارضة الحزبيّة والسياسيّة والقوى الميدانية المناضلة، التي تجد نفسها اليوم في وضعٍ تحتاج إليه أشدّ الحاجة إلى دعمٍ يساعدها على بلوغ موقفٍ وطني يوحّدها حول برنامجٍ سياسيّ عام، يؤطّر نضالها ويوحّده ويجعله يبلغ أعلى درجة من الفاعليّة من جهة، ويرسم ملامح البديل المنشود، الذي يجب أن تتّحد حوله إرادة الجماعة الوطنية السورية بجميع مكوّناتها من جهة أخرى.
ليس للمنبر ولن يكون له أيّ طموح أو رغبة في الحلول محلّ أحد أو في تقييد دور أحد، بل سيكون الأمر على العكس من ذلك تماماً، لأنّه سيمدّ يده إلى الجميع، وسيتفاعل إيجابياً مع الجميع، ولن يحاول تحت أيّ ظرف الدخول في مواجهة مع أيّة تنظيمٍ من تنظيمات المعارضة، علماً بأنّه لن يبخل برأيه على أيّ طرفٍ يطلبه، وسيتعاون مع الجميع لما يعتقد أنّ فيه خير للنضال الوطني والشعبي السوري. كما سيتمسّك بلا كلل برهاناته الأصلية: المواطنة والحرية والدولة المدنية والنظام الديموقراطي، وسيتمسّك بوحدة المجتمعين المدني والأهلي، وسيعيد ما وهن من لحمة كانت بينهما عند بداية ثورة الشعب السوري، وسيقدّم كل ما يطلب إليه من نصحٍ ومشورة ومعلومات ومعرفة إلى من يريدها من أهل التنسيقيات والنضال الميداني، ليكون بوتقة تتفاعل فيها إرادة السوريين الواحدة على مختلف تعبيراتها، ومكاناً تلتقي فيه وتنطلق منه مبادرات ومشاريع تحسّن أداء أطياف العمل الوطني عبر تقريبها بعضها من بعض وإرسائها على وحدة القاعدة الشعبية المناضلة، تقصيراً لفترة بقاء النظام، وحقناً لدماء الشهداء، وتخفيفاً لآلام المواطنات والمواطنين، الذين يتعرّضون لوحشيّة غير مسبوقة في تاريخ العرب والعالم الحديث.
من هذا المنطلق ، سيعمل المنبر على سدّ ثغرات العمل الوطني، حيثما توجد، وسيعزّز نقاط قوّته الكثيرة، التي مكّنت شعبنا من الصمود نيفاً وعام كامل في وجه آلة قتلٍ منظم، استخدمت ضدّه كل ما بين يديها من سلاح فتّاك ضد مواطنات ومواطنين عزّل، إلاً من إرادة الحرية التي لا ولم يتمكّن سلاح من قهرها على مرّ التاريخ، ولن يقوى سلاح مجرمي النظام على قهرها، ولا شكّ لدينا في أنها زلزلت ركائزه وستهدمها تماماً وإن بعد حين.
لن يمكن المنبر النظام من فتح أيّة ثغرة إضافية في الصف الوطني المعارض، وسيعمل وسعه لردم ما هو قائم من ثغرات، ولإزالة ما هو موجود من عيوب ونواقص، ولن ينجرّ إلى مهاترات أو منافسات مع أحد، لأنّه سيعطي الأولوية للتناقض المطلق بين الشعب وبين النظام. ولن ينجرّ إلى الانخراط في أيّة تناقضات ثانوية وفي ما قد يترتّب عليها من خلافات، غالباً ما تكون مؤذية، لا فائدة منها ولا لزوم لها. على أنّه سيبقي نصب عينيه الحرية: هدف الشعب السوري العظيم الذي يريد إعادة بناء حياته العامة والخاصة انطلاقاً منه، ضحّى ويضحّي بالغالي والرخيص من أجل بلوغه.
سيركز المنبر أنظاره وجهوده على الداخل ونضالاته ومصاعبه ونجاحاته وأهدافه، وسيرى كلّ شيء في ضوء حاجاته وتضحياته وبدلالتها، لذلك لن يشغله شيء عن الداخل، أي عن الشعب، الذي سيفعل كلّ ما يلزم من أجل تنظيف طريقه النضالي من العقبات والعوائق، وسيوحد كلمته وإرادته، ويقوّي حراكه ويحاول إقناع من يقفون جانباً على الانخراط الفاعل فيه، وسيكون هدفه الدائم هو إضعاف النظام وإرباكه وشقّ صفوفه وإسقاطه، ولن يقصّر المنبر في مد يد الغوث إلى الشعب، ووضع جميع قدراته وما سيتوفّر له من ممكّنات ماديّة ومعنوية تحت تصرّفه، بكلّ طريقة من الطرق الممكنة، إيماناً منه بأنّ مقومات النصر متوفّرة ، وأنّ الخلاص بات في متناول يد السوريين، وأنّ الفوز صار صبر ساعة، وأنّ راية الحرية بدأت تخفق في سماء سوريا، التي لو لم يكن شعبها حرّاً لما طلب الشهادة في سبيل نصرتها، وجعلها معيار حياته السياسية وحاضنة وجوده الوطني والتاريخي.
سيكون المنبر رافداً للعمل الوطني السوري بمختلف مكوناته، وسيلعب الدور الوطنيّ التوحيديّ التوفيقيّ الذي يريده المنتمون إليه.
عاشت ثورة شعب سورية من أجل الحرية والكرامة والعدالة، لتحقيق دولة المواطنة والحريّات.
ويشار الى ان المنبر الديموقراطي السوري انطلق من اجتماع عقده في القاهرة شباب من الحراك الثوري والمدني وشخصيات سورية سياسية وثقافية وفكرية ودينية بتاريخ ١٦ من شهر شباط /فبراير وحتى ١٨ من الشهر نفسه. وقد تداول المجتمعون وضع الثورة السورية ومايساهم في تعزيز الحراك الداخلي والوصول بالثورة الي تحقيق اهدافها في الحرية والكرامة وتوصلوا الى تأسيس ماأسموه quot;المنبر الديموقراطي السوري quot; الذي اقروا في بيان هويته أنه (( منبر سياسي مدني ديموقراطي محل نشاط ميداني ومعرفي نقدي منفتح على جميع الأفراد و الجماعات و القوى المنخرطة في الثورة السورية، وتلك التي يًنتظر أن تحسم أمرها في نشدان التغيير الجذري في سوريا لبناء الدولة المدنية الديموقراطية، دولة المواطنة والحريات.)) يهدف الى تمكين الشعب السوري من إسقاط النظام القائم بكل رموزه، بجميع وسائل المقاومة المدنية. والتأكيد على أن الثورة السورية هي ثورة شعب ضد نظام مستبد فاسد وليست أرضية لتصفية حسابات بين دول إقليمية وخارجية.
وقد أسفر اللقاء عن إنتخاب لجنة اتصال تدعو الى مؤتمر عام للمنبر خلال شهر من تاريخه ويكون من مهامه الإتصال بكافة التيارات والشخصيات السياسية والمدنية والثقافية والدينية ودعوتها لهذا المؤتمر الذي سيقر الوثيقه السياسيه للمنبر. وتشكلت لجنة الإتصال من ١٣ شخصا ٧ منهم من الشخصيات المعارضه و٦ من شباب الحراك الثوري وأسماؤهم كالاتي: ميشيل كيلو ،و عارف دليلة، وفايز ساره، وحازم نهار، وخلف علي الخلف، وناصر الغزالي، وسمير عيطه، وأحمد المحاميد، وأحمد المصري، ورشا القس يوسف، وميسا صالح، ومعتصم السيوفي، ومحمود الكن.
التعليقات