وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري مستقبلا نظيره الكويتي في مطار بغداد اليوم

انتهى وزراء الخارجية العرب المجتمعون في بغداد اليوم من صياغة quot;إعلان بغدادquot; لتقديمه إلى القمة التي تنعقد غدًا كما وافقوا على قرار يدعو النظام السوري إلى وقف سفك الدماء مؤكدين رفضهم أي تدخل عسكري في سوريا ودعمهم خطة المبعوث الدولي العربي كوفي أنان لإنهاء الأزمة السورية.


علمت quot;إيلافquot; أن الوزراء قد أنهوا في ختام جلستهم الصباحية على مضمون quot;إعلان بغدادquot; الذي سيقدم الى القادة العرب لإصداره في ختام قمتهم غدا وهو يتضمن رؤيتهم لمختلف القضايا العربية والاخرى الدولية التي لها علاقة بالعرب.

وأبلغ مصدر إعلامي quot;إيلافquot; أن الوزراء اتفقوا ايضا على قرار يدعو السلطات السورية الى وقف سفك الدماء ويطالب بمحاسبة المسؤولين في الأجهزة الأمنية والعسكرية السورية عن ارتكاب انتهاكات لحقوق المدنيين ترقى الى الجرائم الانسانية. وأكد الوزراء حرصهم على الحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها وسلامتها الاقليمية وتجنيبها اي تدخل عسكري.

وشدد الوزراء على ضرورة وقف العنف في سوريا من اي مصدر كان ووضع آلية مراقبة محايدة وعدم التدخل الاجنبي واتاحة وصول المساعدات الانسانية لجميع السوريين من دون اعاقة والدعم القوي لمهمة المبعوث الاممي العربي المشترك الخاص بسوريا كوفي أنان الذي اقترح خطة من ست نقاط لإنهاء الأزمة السياسية في سوريا حيث وافقت عليها الحكومة السورية. ومن المنتظر ان يعقد الوزراء اجتماعا ثانيا في وقت لاحق للاتفاق على جدول اعمال القمة الذي ستناقشه القمة المنعقدة غدًا.

وفي وقت سابق اليوم، دشن وزراء الخارجية العرب اعمال اجتماعهم لإعداد جدول اعمال القمة العربية التي تعقد غدا حيث أكد العراق دعم تطلع الشعب السوري للحرية ورسم مستقبله واختيار حكومته بالتداول السلمي للسلطة وشدد على ضرورة قيام عمل عربي مشترك لمكافحة الارهاب وتجفيف منابعه فيما أشار الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي إلى أنّ جدول اعمال الوزراء يتضمن مناقشة تسع قضايا في مقدمها الاوضاع في سوريا واليمن والصومال ومواجهة الارهاب والصراع العربي الاسرائيلي وإخلاء المنطقة من السلاح النووي.

المشاركة السورية غابت عن قمة بغداد

انتقال الرئاسة من ليبيا الى العراق

وفي بداية الاجتماع، قال رئيس الجلسة وزير الخارجية الليبي عاشور بن خيال باعتبار بلاده رئيسة للقمة العربية السابقة التي عقدت في مدينة سرت الليبية عام 2010 ان العام الماضي شهد تطورات سياسية مهمة في المنطقة حيث كان لليبيا نصيب منها في التخلص من نظامها الدكتاتوري وبناء ليبيا ديمقراطية.

وأشار إلى أنّ الشعب السوري يواجه نظاما استبداديا تعسفيا فيما يقف المجتمع الدولي عاجزًا بسبب مواقف بعض الأطراف الدولية التي تتبنى المواقف الرسمية للسلطات السورية لكن الحقيقة ان هناك شعبا يواجه آلة قتل دموية بحيث يجب مواجهة النظام لوقف سفك الدم وإعانة الشعب على تحقيق آماله.

ودعا إلى دعم القضية الفلسطينية واشاد بجهود المصالحة الوطنية هناك.. وتطرق الى التطورات السياسية في السودان والصومال واليمن.

ثم قام الوزير الليبي بتسليم رئاسة الجلسة لوزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الذي أكد في كلمة له أن احتضان بغداد للقمة العربية يؤشر إلى تاريخ جديد في المنطقة التي تشهد تطورات سياسية غير مسبوقة تؤثرفي مستقبل اجيالها حيث ستبحث القمة هذه التطورات.

وشدد على ضرورة الالتزام بالتضامن العربي وامن الدول العربية وسيادتها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وتسوية الخلافات في ما بينها بالحوار البناء إضافة الى العمل على الحفاظ على المصالح القومية وتطوير وإصلاح منظومة العمل العربي المشترك لمواجهة تحديات المرحلة التي تشهد تطورات سياسية مصيرية.

وأكد زيباري حرص العراق على تطوير عمل الجامعة العربية لتكون قادرة على مواجهة التحديات التي تواجهها معتبرا القمة العربية اعادة قوية للعراق الى محيطه العربي والاقليمي بعد عزلة فرضت عليه منذ عام 1990 حين غزو الكويت وحيث ما زال العراق يدفع ثمن سياسات النظام السابق.

وأكد ضرورة التوصل الى برنامج شامل للإصلاح سياسيا واقتصاديا واجتماعيا يعيد للمواطن العربي حقوقه وكرامته. وحيّا شعوب الربيع العربي التي حققت التغيير وأرست أسس الديمقراطية والقانون والعدالة الاجتماعية.

وحول الوضع في سوريا، شدد زيباري على دعم تطلع الشعب السوري في الحرية ورسم مستقبله واختيار حكومته بالتداول السلمي للسلطة وإدانته لإراقة الدماء وضرورة التمسك بالحوار الوطني ورفض التدخل في شؤونها الداخلية حفاظا على وحدتها والتزامه بقرارات الجامعة ومهمة مبعوث مجلس الامن والجامعة العربية كوفي انان في ما يخص أوضاع سوريا.

وحيّا نضال الشعب الفلسطيني ومواجهته الاعتداءات الاسرائيلية ودعم جهوده لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وأدان الارهاب بكل اشكاله ومصادره ودوافعه وأكد ضرورة مكافحته وتجفيف منابعه بجميع السبل والكف عن الفتاوى المحرضة على الطائفية ومواجهة الإعلام المحرض على الكراهية والعنف والطائفية.

ودعا الى إخلاء المنطقة من السلاح النووي. وأشار الى تطلع العراق الى علاقات متطورة مع دول الجوار العربي قائمة على أساس الاحترام وعدم التدخل في الشؤون الداخلية بما يحفظ الامن القومي العربي وامن الخليج العربي.

زيباري مستقبلا وزير الخارجية الإماراتي أنور محمد قراقش في بغداد اليوم

العربي يعلن القضايا التي يناقشها الاجتماع

ومن جهته، تحدث الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي عن عمل الجامعة والمستجدات التي حصلت خلال الفترة الماضية وخاصة ما يتعلق بالربيع العربي. وقال إن انعقاد القمة في بغداد يؤكد عودة العراق الى البيت العربي.

وأشار إلى أنّ جدول أعمال الاجتماع يتضمن بحث تسع قضايا هي: تقرير الامين العام للجامعة عن العمل العربي المشترك.. والقضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي ومستجداته.. وتطورات الاوضاع في سوريا.. وتطورات الاوضاع في اليمن.. وكذلك في الصومال.. وجعل الشرق الاوسط منطقة خالية من السلاح النووي وجميع اسلحة الدمار الشامل.. والارهاب الدولي وسبل مكافحته.. ثم النظام الاساس للبرلمان العربي.

المالكي يدعو لعمل مشترك لمكافحة الارهاب

وفي كلمته امام الاجتماع أشار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى أنّ الشعوب العربية غير راضية عن أداء حكوماتها وأداء الجامعة العربية التي يجب أن يكون لها حضور دولي وشعبي اكبر. وأضاف ان الشعوب العربية حققت إرادتها في نيل حقوقها في الحرية والعدالة.

وشدد على ضرورة العمل من اجل تكامل عربي مشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية ثم في المجال الامني الذي قال انه يجب ان يعطي اهمية اكبر لأنه اساس الاستقرار والبناء. وأكد ضرورة التخلي عن سياسات التدخل في الشؤون الداخلية للدول او التفكير بالنيابة عنها والذي أوضح أن هذا الامر قاد الى حروب بالنيابة.

ودعا المالكي العرب الى التفاعل مع المتغيرات العربية والدولية من أجل حماية الساحة العربية من التحول الى مجال للصراع الدولي او الاقليمي. وشدد على أهمية مواجهة الإرهاب الذي قال انه لادين ولا قومية ولا مذهب له والذي استهدف مرتكزات اكثر من دولة كان في مقدمها العراق. وأضاف انه لذلك يجب ان يكون هناك تعاون عربي مشترك لمواجهة الإرهاب من خلال منظومات عمل ضمن مؤسسة الجامعة العربية.

ودعا المالكي الى التفاعل مع الثورات العربية وسد أي فراغ يسيء إلى هذه الشعوب لان العالم الان يرفض السيطرة والتحكم بمصائر الشعوب مشددا على ضرورة استثمار العرب لثرواتهم الوطنية من أجل تحقيق أمنها ورخائها. وأشار إلى أهمية ايجاد اتحاد عربي لتحقيق هذه الاهداف والعودة بالتضامن العربي الى قوته بعد ان اهتز بغزو الكويت.

وزراء الخارجية المشاركون

وقد تمثلت 14 دولة عربية في الاجتماع من خلال وزراء خارجيتها فيما مثل الاخرى مسؤولون مساعدون او مندوبوها في الجامعة العربية. والوزراء هم: وزراء خارجية الامارات أنور قرقاش والبحرين خالد بن احمد ال خليفة والكويت صباح خالد حمد ألصباح وفلسطين رياض المالكي و جيبوتي محمود علي يوسف والسودان احمد كرتي والجزائر مراد مدلسي ولبنان عدنان منصور واليمن ابو بكر القربي إضافة الى وزيري خارجية موريتانيا حمادي ولد باب حمادي و ليبيا عاشور بن خيال ثم وزير خارجية المغرب سعد الدين العثماني وكذلك وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري.

قضايا مهمة يبحثها وزراء الخارجية

ومن اهم القضايا المثيرة للجدل في اجتماع الوزراء الذي سيعكف على التوصل الى توصيات بشأنها ترفع الى القادة العرب في قمتهم التي تعقد غدا الخميس، الوضع في سوريا حيث تطغى الاحداث الدموية هناك على اعمال القمة العربية التي تستضيفها بغداد غدا الخميس للمرة الاولى منذ 22 عاما وسط تباين في وجهات النظر بين الدول العربية حيال كيفية التعامل مع الأزمة السورية.

ويدعو مشروع القرار المتعلق بسوريا الذي سيعرض على قادة الدول العربية في قمة بغداد الحكومة السورية الى quot;الوقف الفوري لكافة اعمال العنف والقتلquot; ويدعو الى حوار بين الحكومة والمعارضة للخروج من الأزمة في سوريا.

ويطالب مشروع القرار الذي تبناه مندوبو الدول الاعضاء في الجامعة العربية quot;المعارضة السورية بكل اطيافها الى توحيد صفوفها واعداد مرئياتها من اجل الدخول في حوار جدي يقود الى تحقيق الحياة الديمقراطيةquot;.

كما يطالب مشروع القرار quot;الحكومة السورية بالوقف الفوري لكافة اعمال العنف والقتل وحماية المدنيين السوريين وضمان حرية التظاهرات السلمية لتحقيق مطالب الشعب السوري في الاصلاح والتغيير المنشودquot;. ويدعو quot;الحكومة السورية وكافة اطياف المعارضة الى التعامل الايجابي مع المبعوث المشترك ببدء حوار وطني جاد يقوم إلى خطة الحل التي طرحتها الجامعة وقرار الجمعية العامة للامم المتحدةquot;.

ويعتبر النص quot;مجزرة بابا عمرو المقترفة من الأجهزة الأمنية والعسكرية السورية ضد المدنيين جريمة ترقى الى الجرائم ضد الانسانيةquot;. ويدعو مجلس الأمن الدولي الى quot;التحرك لاستصدار قرار يستند الى المبادرة العربية وقرارات الجامعة يقضي بالوقف السريع والشامل لكافة اعمال العنف في سورياquot;.

ويتزامن بحث الوزراء العرب للقضية السورية مع إعلان موفد الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان موافقة دمشق على خطته للحل كما حصل على دعم موسكو وبكين لها. وسيجري خلال اجتماع وزراء الخارجية اليوم ايضا وضع اللمسات الاخيرة على جدول اعمال القمة ومشروع إعلان بغداد الذي سيصدر عن القادة العرب غدا الخميس.

وكان مندوبو الدول العربية في الجامعة العربية قد انتهوا الخميس الماضي من اعداد الصيغة المقترحة لإعلان بغداد الذي سيصدر عن القمة ويتضمن النتائج التي توصل اليها والتي سيناقشها وزراء الخارجية العرب اليوم لوضعها في صيغتها النهائية التي ستعرض على القادة في قمتهم المنتظرة والتي تتعلق بدعم دول الربيع العربي (تونس، مصر، ليبيا، اليمن) والقضية الفلسطينية وخاصة ما يتعلق منها بالمصالحة الوطنية هناك وقضية مكافحة الارهاب والعنف وملف الجزر الاماراتية التي تحتلها ايران والوضع في الصومال والسودان.

كما سيبحث القادة العرب مقترحا عراقيا لحل الأزمة السورية وكيفية ابعاد شبح الحرب الاهلية عن سوريا ويناقشون آليات تمتين التعاون العربي المشترك وتطوير واقع جامعة الدول العربية إضافة الى ملف مضيق هرمز ومسائل تتعلق بلبنان وموريتانيا والتعاون في محاربة التطرف. وستصدر القمة بيانا يتعلق بجميع القضايا التي تهم الدول العربية والاخرى الدولية التي لها علاقة بالدول العربية سيطلق عليه quot;إعلان بغدادquot;.

وكان اجتماع وزراء المال والاقتصاد العرب قد انتهى في بغداد امس بتبني ثلاث استراتيجيات تتعلق بالأمن المائي وتنشيط السياحة العربية ومواجهة مخاطر الكوارث واعتماد إعلان مراكش لحقوق الطفل. وبعد جلستين علنية وسرية في اليوم الاول من اعمال القمة العربية في بغداد، فقد اختتم وزراء المال والاقتصاد العرب اعمال المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي بالإعلان عن تبني ثلاث استراتيجيات الحد من مخاطر الكوارث بالتنسيق مع المنظمات العربية المختصة واستراتيجية الامن المائي لمواجهة متطلبات التنمية العربية واستراتيجية تنشيط وتوسيع السياحة العربية وآليات تنفيذها.

وهذه هي القمة العربية الثالثة التي يحتضنها العراق حيث سبق له وأن استضافها لمرتين الاولى بدورتها التاسعة عام 1978 والتي تقرر خلالها مقاطعة الشركات والمؤسسات العاملة في مصر التي تتعامل مباشرة مع إسرائيل وعدم الموافقة على اتفاقية كامب ديفيد.. والثانية بدورتها الـثانية عشرة عام 1990 والتي شهدت خلافات كبيرة بين العراق ودولتي الكويت والإمارات العربية المتحدة وتبعها احتلال العراق للكويت واندلاع حرب الخليج الثانية عام 1991.

وكانت القمة العربية الاخيرة التي انعقدت في ليبيا في اذار (مارس) عام 2010 قد اتخذت قرارا بعقد القمة المقبلة في العراق على الرغم من ان البروتوكول المعمول به في الجامعة العربية يقر باستضافة مؤتمرات القمة بحسب الترتيب الابجدي حيث كان من المفترض عقد القمة السابقة في بغداد طبقا لهذه القاعدة الا انها عقدت في مدينة سرت الليبية بسبب المخاوف الامنية في العراق الذي تنازل عن استضافة تلك القمة لليبيا.