ريبال الأسد ابن عمّ الرئيس السوري بشار الأسد

قال ريبال الأسد، ابن عم الرئيس السوري، ونجل رفعت الأسد، إن نظام الأسد القائم في سوريا هو من أسوأ الأنظمة الدكتاتورية، موضحا أنه لا يمكن تسميته بالنظام البعثي، كما انتقد المجلس الوطني السوري معتبرا أنه ليس أفضل من النظام.


بيروت: ريبال الأسد، ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد، ونجل نائب الرئيس السابق وقائد قوات الأمن رفعت الأسد، يحاول الحفاظ على ماء وجه العائلة، ويعتبر أن quot;حمل اسم آل الأسد ليس أفضل وسيلة لكسب أصدقاء اليومquot;، ويحاول نجل نائب الرئيس السابق ورئيس جهاز الأمن السابق من منفاه تنظيف سمعة العائلة.
في مقابلة مع صحيفة quot;هآرتسquot;، يقول ريبال الأسد:quot;فقط اثنان من أفراد عائلة الأسد في النظام. أما ما تبقى من 99 في المئة منهم، فيجلسون في منازلهم من دون عملquot;، مشيراً إلى أن العملاء التابعين للرئيس السوري بشار الأسد اضطهدوا والده وأبناء عمومه.

لم يسبق له أن وصف الحكومة في دمشق بـ quot;نظام الأسدquot;، لكنه يعتبره quot;نظاما فاسدا، نظاما من القتلة، وأسوأ ديكتاتورية، لكننا لا نسميه نظام الأسد، أو النظام البعثي أو العلوي. هناك نحو مليوني عضو في حزب البعث، معظمهم انضموا إلى الحزب لأن ذلك هو السبيل الوحيد الذي يمكنهم الحصول على وظيفة، وليس لأنهم قتلةquot;.
يعيش ريبال الأسد حالياً في لندن، بعد أن نفي منذ تسع سنوات، عندما ترك سوريا هو ووالده رفعت الأسد بعد محاولة انقلاب فاشلة. ومنذ ذلك الحين، زار بلاده مرات قليلة، يزعم خلال واحدة منها انه كان هدفاً لمحاولة اغتيال. لكنه يشعر بأن تاريخ أسرته يجبره على المشاركة في الأحداث التي تمرّ بها بلاده، ويستخدم كل منصة ممكنة للترويج لحملته التي تدعو إلى مستقبل ديمقراطي لسوريا.

ورداً على سؤال حول تصوّره لصيغة من أجل إخراج سوريا من موجة سفك الدماء الحالية، وما إذا كان يمكن الوثوق بالأسد للوصول إلى حل موثوق به، أجاب: quot;جدول أعمالي ليس بسيطاً مثل المطالبة بإسقاط نظام الأسد الفاسد أو دعم العناصر الأكثر صخباً وعنفاً من المعارضة. جدول أعمالي يدعو إلى تحقيق الديمقراطية الحقيقيةquot;.
وعلى الرغم من انتقاده الواضح لتصرفات ابن عمه بشار الأسد، يعتبر ريبال أن عدوه الحقيقي هو في الواقع المجلس الوطني السوري، واحد من أبرز جماعات المعارضة السورية.

وأضاف: quot;الغرب في خطر لأنه يدعم ويساند المجموعة الخطأ من المعارضة. لماذا تم اختيار المجلس الوطني السوري لتمثيل الشعب السوري؟ كيف وصل هذا المجلس إلى مركزه القوي؟quot;.
ويلقي باللائمة على المجلس الوطني بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، معتبراً أنه أسوأ من نظام ابن عمه، مشيراً إلى أن المجلس الوطني السوري quot;قام بتحويل المتظاهرين المسالمين الذين كانوا يهتفون (سلمية سلمية) إلى مقاتلينquot;.

ورأى ريبال الأسد ان تركيا تحاول quot;إعادة تاريخها الامبراطوري، بجدول أعمال خارجية جديدquot;، مشيراً إلى أن تركيا quot;هي التي اختارت المجلس الوطني الأعلى الذي هو في الحقيقة جماعة الاخوان المسلمين، وعندما عقد في أنقرة اجتماع للمعارضة، تمت دعوة الاسلاميين فقط، تجاهل كل المجموعات الأخرىquot;.
quot;لا أحد في سوريا يصدقهم، إذا كنت تريد أن تعقد لقاء حقيقياً، تعقده في لندن أو برلين، وليس في أنقرةquot; يشدد ريبال الأسد.

ويصر على أن والده رفعت الأسد لم يكن مسؤولاً عن تنفيذ مجزرة حماة الشهيرة في عام 1982، عندما كانت القوات السورية تخمد تمرد الإخوان المسلمين، ما أدى إلى تدمير أجزاء كاملة من المدينة الشمالية، وأسفر عن مقتل ما يقدر بنحو 20 إلى 30 ألف مدني.
كان ريبال حينها في الثامنة من عمره، لكنه يقول إنه يذكر تفاصيل معينة: quot;والدي لم يشارك في مجزرة حماة. تم تعيين لجنة من قبل الرئيس بشار الأسد للإشراف على حماة، ووالدي لم يكن واحداً منهم. كان والدي مسؤولاً عن وحدة الحرس الجمهوري وكانت وظيفتهم حماية العاصمة، وليس الذهاب إلى مدينة حماةquot;.

ويعتقد أن الحل الوحيد للوضع الحالي في سوريا يجب أن يكون بالطريقة السلمية، فالتدخل الدولي quot;يعني عمليات شدّ وجذب بين ايران من جهة وتركيا وقطر من الجهة الأخرى. فايران ستبذل كل ما في وسعها لدعم النظام وسوف تستخدم قوة القدس وحزب الله والميليشيات التابعة لها في العراق، لأنهم لن يسمحوا بسقوط نظام الأسد. كما ان القوى العظمى (روسيا والصين) تستعد منذ الآن لجعل سوريا ملعباً بالوكالة لهاquot;.
أما الحل الوحيد للأزمة السورية، فهو أن تقوم الدول الغربية بدعم جماعات المعارضة الديمقراطية، وتصرّ على المفاوضات مع النظام. فيقول: quot;إذا جرت انتخابات حرة في سوريا، لن تتمكن جماعة الاخوان المسلمين من السيطرة على سوريا، كما هو الحال في مصر وتونسquot;.

ويتوقع الأسد ان الطائفة العلوية، التي ينتمي اليها، وغيرها من الأقليات سوف تنضم إلى الثورة quot;لأنهم يريدون التغيير والديمقراطية والحرية، لكن الأقليات لا ترغب في استبدال الديكتاتور بالثيوقراطية. وهذا هو السبب في أن سوريا لم تتحرك إلى الأمام وينبغي على المجتمع الدولي أن يسأل نفسه لماذاquot;.
وكان ريبال الأسد أكثر حذراً عند الحديث عن علاقات سوريا المستقبلية مع إسرائيل، ولا سيما أن والده اتُهم في الماضي بالتواصل مع العدو الصهيوني.

وأشارت الصحيفة إلى أن ريبال حرص على عدم التحدث الى وسائل الإعلام الإسرائيلية لكنه يصرّ على أن عمه (حافظ الأسد، الرئيس السابق لسوريا) لم يكن مهتماً بالحصول على مرتفعات الجولان في إطار اتفاق سلام.
وأضاف:quot;الجولان كان مجرد عذر لإعلان حالة الطوارئquot;، لكنه يرى أن على إسرائيل إعادة الجولان إلى سوريا، لأن quot;هذه الأرض ضرورية من أجل احترامنا لذاتنا. لكن أنا متأكد من أن الجميع يريد فقط أن يعيش بسلامquot;.