دمشق: ارتفعت حصيلة القتلى في سوريا اليوم الى 40 شخصًا، بينهم ستة أطفال وامرأة مسنة، سقطوا برصاص قوات النظام في مناطق ادلب ودرعا وحماه ودمشق وريفها.
وذكرت لجان التنسيق المحلية في حصيلة جديدة انه تم العثور في حي دير بعلبة في حمص على أربع جثث مجهولة الهوية قد ألقيت على الطريق من مدرعة عسكرية، فيما قتل في قرية الحميدية في القصير أربعة أشخاص بينهم طفلان، وجرح آخرون جراء القصف الذي تعرّضت له من قبل جيش النظام.
وفي حماه اقتحم جيش النظام بلدة كرناز والقرى المحيطة بها، ما ادى الى حدوث اشتباكات عنيفة في البلدة بين الجيشين الحر والنظامي بعد وقوع انشقاقات في صفوف جيش النظام. واشارت اللجان الى ان عمليات اطلاق النار العشوائي لا تزال مستمرة في معرة النعمان في ادلب وفي حرستا في ريف دمشق لتفريق التظاهرات الاحتجاجية التي تطالب بإسقاط النظام، وذلك في وقت تدور فيه حاليًا اشتباكات عنيفة في خان شيخون في ادلب بين الجيش الحر وجيش النظام.
على صعيد متصل، سقط العديد من الجرحى في بلدة الكرك الشرقي في درعا جراء استمرار القصف على البلدة، فيما قامت قوات النظام في خربة غزالة بإعدام اربعة أشخاص مجهولي الهوية، وذلك بعد تمشيط السهول في المنطقة. كما شنت قوات النظام في بلدة الشجرة جنوب البلاد وفي عدد من المدن في دير الزور حملة مداهمات للمنازل واعتقالات طالت العشرات رافقها اطلاق نار عشوائي.
وفي السويداء قالت كتائب الجيش الحر إنها صدت اليوم هجومًا لقوات جيش النظام المعززة بالدبابات وحافلات الأمن والشبيحة في منطقة اللجاة حيث دارت مواجهات استمرت لأكثر من اربع ساعات، وأسفرت عن عشرات القتلى والجرحى في صفوف جيش النظام وتدمير خمس دبابات وانسحاب القوات المتبقية، فيما قتل أحد عناصر الجيش الحر.
من جهتها ذكرت وكالة الانباء السورية ان الجهات المختصة القت اليوم القبض على عدد من المسلحين المطلوبين بجرائم مختلفة في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وذلك بالتعاون مع الاهالي وبحوزتهم كمية من الالغام والعبوات الناسفة.
واضافت ان الجهات المختصة احبطت ايضًا محاولة تسلل مجموعة quot;إرهابيةquot; من لبنان الى سوريا في ريف تلكلخ، ومحاولة تسلل اخرى بالقرب من قرية بعيون الحدودية التابعة لريف تلكلخ في حمص.
وقالت ان quot;الاشتباك مع المجموعة الارهابية أدى الى قتل وجرح عدد من أفرادها وفرار آخرين الى الاراضى اللبنانيةquot;، اضافة الى مصادرة أسلحة متنوعة.
كلينتون تريد دعمًا quot;غير هدامquot; للسوريين
من جانبها دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في الرياض السبت الى توفير quot;دعم غير هدامquot; للمعارضة السورية وطالبت مع نظرائها الخليجيين الموفد الدولي والعربي كوفي انان بـquot;تحضير خطواته التالية اذا استمر القتلquot; في سوريا.
واوضحت كلينتون بحسب الترجمة العربية خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في ختام الاجتماع الاول للمنتدى الاستراتيجي الاميركي الخليجي quot;نتحدث بشكل جاد حول توفير الدعم غير الهدام، وسنناقش ذلك في اسطنبولquot; في اشارة الى مؤتمر quot;اصدقاء سورياquot; الذي يعقد الأحد بحضور عشرات الدول.
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اتفقا في سيول الأحد الماضي على ضرورة ارسال مساعدات quot;غير عسكريةquot; الى المعارضة السورية بما في ذلك معدات اتصالات وامدادات طبية. واضافت كلينتون quot;توافقنا هنا على ضرورة وقف القتل في سوريا فورا، ونحن موحدون على هذا الهدف (..) ونهاية النظامquot;، لكنها اكدت على ضرورة ان quot;تكون المعارضة موحدة ايضاquot;.
وتابعت quot;سنبحث اربع نقاط في مؤتمر اسطنبول: تكثيف الضغوط، وايصال المساعدات الانسانية، ورؤية ديموقراطية للمعارضة، وكيفية مساعدة الشعب لاخضاع (محاكمة) المسؤولين عن العنفquot;. وحضّ بيان صادر من الاجتماع الموفد الدولي والعربي الى سوريا كوفي انان على quot;وضع جدول زمني لخطواته التالية اذا استمرت اعمال القتلquot;.
وعبّرت كلينتون خلال المؤتمر الصحافي عن quot;الاسف لأن سوريا وافقت على خطة انان، لكنها ترفض تنفيذها (...) واليوم تواصل قوات النظام قصف المدنيين ومحاصرة الأحياء، كما انها تستهدف اماكن العبادةquot;. وقالت ان مؤتمر اسطنبول سيناقش خطوات اخرى لتوفير المساعدات الانسانية والعمل على انتقال quot;شامل وديموقراطيquot; للسلطة.
ونددت بمواصلة النظام عمليات القمع التي اوقعت، بحسب الامم المتحدة، ما لا يقل عن تسعة الاف قتيل منذ بدء حركة الاحتجاجات قبل اكثر من عام. من جهته، قال الفيصل إن quot;مذابح النظام السوري جرائم ضد الانسانية لا يمكن للمجتمع الدولي السكوت عنها تحت أي مبرر كانquot;.
واضاف quot;جميعنا متفقون على ان الوقف الفوري للقتل الممنهج يجب ان يشكل اولوية للجهود ضمن خطة الجامعة العربية (...) ما يحدث هناك له عواقب وخيمةquot;. واجاب الفيصل ردا على سؤال quot;لا يوجد خلاف مع الاميركيين حول سوريا، والأولوية هي لوقف نزيف الدم وسحب القوات من المدن واطلاق سراح المسجونين وبدء مفاوضات تحت اشراف الجامعة العربية لنقل السلطةquot;. واكد quot;نحن نسير على الطريق نفسه وناقشنا اليوم آليات ذلك واتفقنا عليهاquot;.
وقال ردا على سؤال اخر quot;ندعم تسليح المعارضة (....) ولو كانت قادرة على الدفاع عن نفسها لكان بشار الاسد انتهى منذ زمنquot;، مضيفا quot;اعتقد ان تسليح المعارضة واجب لانها لا تستطيع ان تدافع عن نفسها الا بالاسلحة للاسفquot;. واشار الى ان quot;الامن الاقليمي يحظى باهتمام القوى الدولية وخصوصا في ظل التطورات المتسارعةquot;. وحول ايران، قالت ان طهران quot;تستمر في تهديد جيرانها وتقويض الامن الاقليمي من خلال دعمها للقمع في سوريا والتدخل في اليمنquot;.
واضافت quot;نحن عازمون على منع ايران من امتلاك سلاح نووي (...) المحادثات المرتقبة في اسطنبول يومي 13 و 14 نيسان/ابريل المقبل تشكل نافذة امام ايران، لكنها لن تبقى مفتوحة الى الابدquot;. واكدت ان quot;سياستنا حيال ايران تتضمن التلافي والوقاية وليس الاحتواء (...) ناقشنا ما ننوي تقديمه في الاجتماع المقبل، والامر منوط بايران، لكي تظهر بانها تنوي خيراquot;.
وتخشى الدول الغربية والخليجية ان يسمح برنامج تخصيب اليورانيوم لايران بامتلاك قنبلة نووية، لكن ايران تنفي ذلك وتصر على ان برنامجها مدني. وقد بحثت كلينتون خلال الاجتماع مع الدول الخليجية منظومة دفاع صاروخية لحمايتها من ايران. وشددت على التزام واشنطن quot;الصلب كالصخر ومن دون مهاودةquot; حيال دول مجلس التعاون الخليجي الست.
وبطرحها مسألة الدفاع الصاروخي الخليجي، نقلت كلينتون مسألة العلاقات الامنية من المستوى الثنائي الى المستوى المتعدد الاطراف، ممهدة لارضية تفاهم جديدة بمشاركتها في المنتدى.
ويؤكد مسؤولون اميركيون quot;اولويةquot; مساعدة دول الخليج على بناء quot;منظومة دفاع صاروخية اقليميةquot; لمواجهة ما يرونه تهديدا ايرانيا وشيكًا بصواريخ بالستية. وكان مسؤول رفيع يرافق كلينتون قال للصحافيين طالبا عدم كشف هويته quot;نسعى الى تطوير بنية دفاعية صاروخية اقليميةquot;.
واضاف quot;لا يمكن لامة بمفردها حماية نفسها. عليها الاعتماد على شركائها لتمتلك نظاما دفاعيا صاروخيا فعالاquot;.
وتابع ان ايران quot;هي بشكل واضح من اكبر التهديدات التي تواجهها المنطقةquot;، مؤكدا ان النظام الدفاعي الصاروخي quot;اولوية في شراكتنا مع دول مجلس التعاون الخليجيquot;. واكدت كلينتون انها quot;تتطلع قدمًا لبحث مسائل عدة، مثل الاهتمامات الاستراتيجية المشتركة، وضمنها منع ايران من الحصول على سلاح نووي والحد من تدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول المجاورةquot;. وتشتبه واشنطن في ان ايران تقدم اسلحة الى الرئيس السوري بشار الاسد وتقدم اموالاً واسلحة الى المتمردين الشيعة في اليمن.
وكان مسؤول آخر في وزارة الخارجية الاميركية قال ان محادثات كلينتون مع الملك عبد الله والفيصل الجمعة تطرقت الى سبل تشديد العقوبات على ايران.
واوضح البيان ان الوزراء ناقشوا quot;التحديات الاقليميةquot; في الخليج، وquot;تم الاتفاق على اهمية تعزيز التعاون الاستراتيجي والامنيquot; بين الطرفين، كما بحثوا quot;سبل تعزيز التعاون (...) العسكري والامن البحري، وحماية البنى الاساسية الاستراتيجية، ومكافحة القرصنة والارهاب واسلحة الدمار الشاملquot;.
التعليقات