مناصرو عمر سليمان يطالبون بترشحه للرئاسة

رفضت القوى الثورية، والإسلامية، والليبرالية إعلان اللواء عمر سليمان الترشيح في الانتخابات الرئاسية واعتبرت أنّ ذلك عودة إلى نظام الرئيس السابق حسني مبارك، ودعت في حالة نجاحه إلى ثورة جديدة في مصر، كما أعلنت تلك القوى السعي إلى سقوط سليمان.


تدور تساؤلات عديدة في الشارع المصري عقب دخول اللواء عمر سليمان - رئيس جهاز المخابرات السابق- سباق الانتخابات الرئاسية حول مدى قدرة سليمان على تحقيق النجاح في الوصول إلى كرسي الرئاسة وسط رفض القوى الليبرالية، والثورية، والإسلامية لترشيحه؛ لكونه يعيد نظام مبارك، ما اعتبر بأنه فشل ثورة 25 يناير في التغيير، والتخلص من النظام السابق.

إيلاف استصرحت خبراء سياسيين وطرحت عليهم تساؤلات عدة فرضها ترشح سليمان ومنها: هل من مصلحة الولايات المتحدة وإسرائيل وصول سليمان إلى الحكم؟ وهل كان ترشيح الشاطر سببًا في رد المجلس العسكري بورقة عمر سليمان من أجل تغيير خريطة المنافسة؟ هذا وقد اختلفت التفسيرات حول أسباب ترشيح عمر سليمان.

اعتبر معتز السعيد، عضو مجلس الشعب ورئيس حزب الحرية، أن ترشيح عمر سليمان عودة إلى الخلف ونظام مبارك، حيث أن الوضع السياسي قد تغيّر بعد الثورة عما كان موجودًا قبلها ، فعمر سليمان عليه التعامل مع برلمان، وحكومة إسلامية ، ويعرف جيدًا أن عدم تلبية مطالب الشعب واتباع النظام السابق يعني النزول إلى ميدان التحرير، ودعا المصريين إلى تقييم مرشحي الرئاسة والحكم عليهم من دون الحديث عن كون المرشح يعيد نظام مبارك من عدمه، ولنترك الناخب يحدد رئيس مصر القادم من دون الوصاية عليه.

وقال السعيد لـ quot;إيلافquot; إن عمر سليمان في مأزق، لكونه دخل السباق متأخرًا، وبالتالي فهو بحاجة ماسة إلى الحوار مع الناخبين بعد أكثر من عام من الصمت عقب تركه منصب نائب الرئيس، مشيرًا إلى أن فرصة نجاح عمر سليمان بكرسي الرئاسة كبيرة، حيث أن الشعب المصري يتشوق في عودة الأمان، والاستقرار، والقادر على تحقيق هذا الأمر شخصية عمر سليمان الذي يعتبر رجل الفترة القادمة.

وأضاف أن عمر سليمان الوحيد من بين المرشحين للرئاسة الذي لديه خبرة، وحنكة سياسية في التعامل مع الملفات الخارجية لمصر بحكم عمله في جهاز المخابرات العامة، وتوليه ملفات خطيرة، وخاصة القضية الفلسطينية ؛ ولذلك فمن مصلحة الولايات المتحدة، وإسرائيل تواجد عمر سليمان على رأس الحكم في مصر، حيث يعني ذلك حفاظه على الاستقرار بالمنطقة.

وقال عماد جاد، عضو مجلس الشعب والخبير السياسي لـ quot;إيلافquot;، إن ترشيح عمر سليمان سوف يقلب خريطة صراع الانتخابات الرئاسية، حيث أنه يتمتع بأرضية كبيرة في المجتمع، وهناك مؤيدوه من الكارهين للإسلاميين، إلى جانب تأييد أعضاء الحزب الوطني المنحل، ورجال الأعمال، وبالتالي فاللواء عمر سليمان له فرصة كبيرة للفوز بالرئاسة، ولكن يبقى تمسك الشعب بضرورة نجاح الثورة، وأن عودة عمر سليمان إلى السلطة يعني عدم وجود تغيير، وأن مبارك ما زال موجودًا.

وأشار إلى أن سعي الولايات المتحدة الأميركية، وإسرائيل، ودول عربية إلى الحفاظ على نظام مبارك، ووجود عمر سليمان يحقق لهم هذا التوجه، مما يشير إلى سعي هذه الدول إلى دعم عمر سليمان بشكل مباشر أو غير مباشر من أجل نجاحه، حيث أن هناك تخوفات من وصول رئيس إسلامي إلى السلطة قد يعمل ضد مصلحة هذه الدول.

في حين يرى أبو العز الحريري، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية لـ quot;إيلافquot;، أن عمر سليمان سوف يخرج بفضيحة كبيرة بتحقيق نتائج مخيبة في الانتخابات الرئاسية وسقوطه، حيث يوجد رفض تام لترشيحه؛ لكونه رمزًا لنظام مبارك، وسجناء طرة.

ولفت إلى أن الشعب لن يسمح للمجلس العسكري، ولا للأميركيين وإسرائيل في تحديد الرئيس القادم لمصر، وسوف يسقط صفقة العسكري؛ لترشيح عمر سليمان.

وطالب القوى الليبرالية، وشباب الثورة بالعودة إلى الميدان لو نجح سليمان في الانتخابات القادمة، حيث أن الثورة لم تقم بعد، كما أن القوى الليبرالية تطالب أيضًا بالاتفاق حول مرشح ليبرالي يحمي مصر من الإسلاميين والفلول، متوقعًا تفتيت أصوات الإسلاميين بعد ترشيح السلفيين، والجماعة الإسلامية مرشحين لهم، في حين أن هناك تفتيتاً آخر لمرشحي الفلول، وبالتالي من الصعب التنبؤ بمصير تلك الانتخابات ومن سيدخل الإعادة.

وقال محمد الأشقر، مؤسس حركة كفاية لـ quot;إيلافquot;، إن ترشيح عمر سليمان جاء ردًا على ترشيح خيرت الشاطر، فمصير مصر أصبح لعبة في يد العسكري والإخوان من دون الانتباه لوجود شعب له إرادة، ورأي قام بثورة على فساد، وظلم دام لمدة ثلاثين عامًا، مؤكدًا أن الشعب سوف يثبت رفضه لوصاية المجلس العسكري، والإخوان، وسيعلن من خلال صناديق الانتخابات رفضه لعمر سليمان، وخيرت الشاطر أو محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة، وتأييده لرئيس خرج من رحم الثورة.

مؤكدًاعلى أن تاريخ عمر سليمان الأسود في دوره بالقضية الفلسطينية، وكونه سببًا في الخلاف بين الفصائل الفلسطينية باعترافهم، سوف يجعل إسرائيل، وأميركا تبارك ترشيح عمر سليمان، والعمل على وصوله إلى حكم البلاد، ولكن الشعب واعٍ لذلك، ولن يعطِ الفرصة لعودة نظام مبارك كي يحكمنا من جديد.