لم ترض طريقة المشاورات حول تشكيل الحكومة المغربية قواعد عدد كبير من الاحزاب، مما سرّع عملية الاعداد لعقد مؤتمرات عامة، لكن الواضح أنّ quot;صقور الأحزابquot; مازالت تحلق في سماء المشهد السياسي،دون فتح المجال أمام الطاقات الشابة لتقول كلمتها، واختبار حظوظها في المنافسة على زعامة الاحزاب.

قياديون في حزب الاتحاد الاشتراكي المغربيّ

الرباط: تستعد أحزاب في المغرب إلى عقد مؤتمراتها استعدادًا لانتخاب أمناء عامين جدد، بعد تسجيل نتائج متفاوتة في الانتخابات التشريعية المبكرة، التي أفرزت فوز العدالة والتنمية، ذي المرجعية الإسلامية، بالمرتبة الأولى.

ولم تكن النتائج وحدها السبب في ارتفاع الأصوات داخل بعض المكونات السياسية من أجل تغيير القيادات، بل حتى الطريقة التي دبرت بها المشاورات قصد تشكيل الحكومة، التي تضم حاليًا أربعة أحزاب، كان لها دور كبير في التسريع للتحضير للمؤتمر، كما هو الحال بالنسبة للاستقلال (الائتلاف الحاكم)، الذي نال أمينه العام نصيبًا وافرًا من الانتقادات بسبب quot;المنهجية التي اعتمدها في التفاوض من أجل تشكيل الحكومة، وكذلك أيضًا انفراده باقتراح الأسماء الاستقلالية المرشحة للاستوزارquot;.

وكانت المشاورات حول تشكل الحكومة رافقتها موجة من الغضب داخل الاستقلال، بعد استغلال عباس الفاسي التفويض الذي منحته له اللجنة التنفيذية للحزب، وتقديمه لائحة بأسماء المرشحين للاستوزار quot;على المقاس العائليquot;، حسب ما تناقلته وسائل الإعلام آنذاك.

ومنذ أن بدأت اللجنة التحضيرية لتنظيم المؤتمر 16 لحزب الاستقلال أشغالها، برزت ثلاثة أسماء ضمن لائحة المرشحين لخلافة عباس الفاسي، ويتعلق الأمر بأعضاء اللجنة التنفيذية سعد العلمي، وامحمد خليفة، وعبد الواحد الفاسي، في وقت طرحت الكثير من علامات الاستفهام حول استمرار quot;صقور الأحزابquot; في التحليق فوق سماء المشهد السياسي، دون فتح المجال أمام الطاقات الشابة لتقول كلمتها، واختبار حظوظها في المنافسة على كرسي الرئاسة.

وفي هذا الإطار، قال عبد القادر الكيحل، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال والكاتب العام للشبيبة الاستقلالية، إن quot;من لديه رغبة هو من سيتقدم للترشيحquot;، مشيرًا إلى أن quot;هناك ثلاثة أسماء مرشحة بشكل رسمي للمنافسة على هذا المنصب، ويتعلق الأمر بامحمد خليفة، وعبد الواحد الفاسي، وسعد العلميquot;.

أما بخصوص الوجوه الشابة، يضيف عبد القادر الكيحل في تصريح لـ quot;إيلافquot;، quot;فهناك مجرد نقاشات، وليس أي شيء رسمي لحد الآنquot;، وزاد مفسرًا: quot;يفصلنا عن المؤتمر حوالي شهرين، لكن في نهاية هذا الشهر ستتضح الصورةquot;.

وأكد القيادي الاستقلالي أن quot;قوانين الحزب تحدد 20 في المئة كحد أدنى لتمثيلية الشباب، الأقل من 40 سنة، في جميع المؤسسات القاعدية والقيادية في الاستقلالquot;.

الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (المعارضة)، يعيش بدوره هذه الأيام على إيقاع نقاش داخلي حول من يخلف عبد الواحد الراضي، الكاتب الأول للحزب، في منصبه، بعد أن أعلن هذا الأخير عن عدم ترشحه لولاية جديدة.

ورغم أن عضو المكتب السياسي الحبيب المالكي، وحده من أعلن ترشحه للكتابة الأولى عبر جريدة الحزب، إلا أن أصواتاً داخل الحزب تتخوف من استمرار احتكار الوجوه القديمة للمناصب القيادية داخل الاتحاد.

وأوضح محمد الطالبي، عضو المجلس الوطني للاتحاد، كما أنه الوجه الشبابي الوحيد الذي أعلن ترشحه للكتابة الأولى، أن quot;بعض الترشيحات التي أعلن عنها مباشرة أو تلك التي ما زالت حبيسة النقاشات يتبين بأنها كلها من الوجوه القديمةquot;، مشددًا على ضرورة محاربة العقلية المحافظة داخل الحزب.

وأضاف محمد الطالبي، في تصريح لـquot;إيلافquot;، quot;نحن نقول اليوم إن المؤتمر المقبل يمكن أن يكون فرصة للتشبيب، ويمنح الاتحاد الاشتراكي قوة وطاقات جديدة يمكنها أن تشتغل في ظل الوضع الذي يعيشه المغرب من حيث المتغيّرات، ويكون قادرًا على قيادة الصراع الذي يوجد حاليًا في الساحة السياسية في المملكةquot;.

وأشار عضو المجلس الوطني إلى أن quot;هناك بعض الوجوه الشابة والجديدة يمكن أن تستمر في المكتب السياسي، لكن الوجوه القديمة إذا عادت فإن هذا يمكن اعتباره بمثابة احتكار للترشيحquot;.

وترشح في المؤتمر السابق للاتحاد الاشتراكي 5 أعضاء للكتابة الأولى هم عبد الواحد الراضي، وفتح الله ولعلو، والحبيب المالكي، وإدريس لشكر، وناصر حجي، قبل أن يجري انتخاب الراضي كاتبًا أول للحزب.

وما زال الاتحاد الاشتراكي لم يحدد لحد الآن موعد عقد مؤتمره الوطني، في حين جرى التوافق داخل حزب الاستقلال على تاريخ 29و30 حزيران (يونيو) وفاتح تموز (يوليو) المقبلين كموعد لعقد المؤتمر السادس عشر.