بعض فتيات المدرسة على الأرض بعد تسميمهن

أثبتت مسألة تعليم المرأة الأفغانية أنها ساحة حرب أخرى تضاف الى الحرب العسكرية. فتأتي الأخبار بأن laquo;جهة أصوليةraquo; سمّمت مياه الشرب في مدرسة للبنات في شمال البلاد عقابا على جرم طلب العلم. ورغم أن هذا امتداد طبيعي لموقف laquo;طالبانraquo;، فقد امتنعت الحكومة عن تسميتها laquo;خشية استعدائهاraquo;.


لندن: وجّهت السلطات الأفغانية إصبع الاتهام الى جماعة أصولية في التلاعب بمياه الشرب في مدرسة للبنات في شمال البلاد بما أدى إلى وقوع 150 فتاة فريسة للتسمم الحاد.

وعانت تلميذات المدرسة الواقعة في قندوز من الغثيان والاستفراغ والدوار وصار حال بعضهن خطيرا وفقا لما نقلته الصحف البريطانية عن محمد نبي زادة، وهو مسؤول في وزارة التعليم الأفغانية. ورغم أن بعضهن عدن الى منازلهن بعد العلاج في المستشفى، فقد بقي فيه العدد الأكبر لتلقي مزيد من العناية الطبية.

وقال نبي زادة إنهم يرجحون وقوف بعض أقارب البنات الأصوليين ومعارفهم، الذين يرون في تعليمهن تصادما مع تعاليم الإسلام، وراء هذا العمل. ومن جهته قال حفيظ الله صافي، المدير الصحي، إن المسؤولين تمكنوا من تحديد مصدر المرض الفجائي وهو ماء الشرب وتيقنوا من أنه خضع لتلاعب متعمد من أجل تسميم البنات لمعاقبتهن وإخافة غيرهن ممن يذهبن الى المدارس.

ومعلوم ربما أن حركة laquo;طالبانraquo; الأصولية قررت منع تعليم البنات والنساء طوال الفترة التي حكمت فيها البلاد (1996 - 2001). وبعد سقوطها بدأت الفتيات يعدن الى المدارس في العاصمة كابول بشكل خاص، لكن المناطق الريفية ظلت على حالها بسبب سطوة الأصوليين. ومع ذلك فيُقدّر أن عدد الطالبات المنتظمات في الدراسة يصل الى نحو 2.7 مليون فتاة في الوقت الحالي.

وحتى بعد سقوط طالبان، صارت مدارس البنات عرضة للهجمات خاصة في جنوب البلاد وشرقها حيث يجد الأصوليون دعمهم من المجتمعات المغالية في المحافظة. لكن حكومة كابول امتنعت عن تحديد أي جهة تقف وراء تسميم المياه الأخير بالاسم خشية استعدائها.

ويذكر أن هذه الحادثة جاءت متلازمة مع اجتماع لوزراء الدفاع في حلف شمال الأطلسي laquo;الناتوraquo; في بروكسل أمسية الأربعاء. وعقد هذا الاجتماع بحضور ممثلين عسكريين عن سائر الجهات الاخرى المشاركة في العمليات في أفغانستان. وبحث الحاضرون كيفية وضع اللمسات الأخيرة على تسليم مقاليد الأمن لحكومة كابول وقواتها بحلول العام 2014، والسعي لحشد الدعم الدولي لها بالنظر الى الشكوك في قدرتها على الصمود بعد سحب القوات الأجنبية.

وكانت حكومة الرئيس حميد كرزاي قد قالت العام الماضي إن طالبان - في سعيها الى تركها الانطباع بميولها الى الاعتدال - أوحت باستعدادها للتنازل عن معارضتها تعليم البنات. لكن الحركة لم تقل هذا صراحة وامتنعت عن توجيه الأصوليين بالتوقف عن التعرض للفتيات والنساء الساعيات للتعليم. ويذكر أن هذا شمل مهاجمة عدد منهن في الطريق الى المدارس وإلقاء الحامض على وجوههن بغرض أن يبقين مشوهات الى الأبد، وأن يصبحن أيضا عبرة لغيرهن.