يضاعف أبرز المرشحين الى انتخابات الرئاسة الفرنسية وعلى رأسهم نيكولا ساركوزي الجهود قبل ثلاثة ايام من الجولة الاولى من أجل جذب اصوات المترددين الذين يزيد عددهم عن المعتاد، والذين يمكن أن يصوتوا لمرشحي اليسار الراديكالي أو اليمين المتطرف.

للمرة الاولىفي تاريخ فرنسا، اعداد المترددين ضخمة.. والمرشحون يحثون على الحسم

باريس: تشير الاستطلاعات الى أنه نادرًا ما كان الناخبون في فرنسا يبدون بمثل هذا التردد.

واستنادًا الى دراسة لمعهد اوبينيون واي فيدوسيل، فإن ربع الناخبين لم يحددوا بعد خيارهم بالنسبة للجولة الاولى من الانتخابات التي ستجري الاحد المقبل وخصوصًا أن من بين الناخبين المحتملين لمرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون والوسطي فرنسوا بايرو والمدافعة عن البيئة ايفا جولي.

وفي حين يبدو أن الاشتراكي فرنسوا هولاند قد سجل تقدمًا طفيفًا في الايام الاخيرة على الرئيس المرشح، فإن الفارق بين الرجلين تقلّص في استطلاع الخميس اليومي لمعهد ال.اش2 الذي اعطى هولاند 27% من نوايا التصويت مقابل 26,5% لساركوزي.

ويبعث مخزون اصوات المترددين الامل لدى فريق حملة نيكولا ساركوزي قبل ثلاثة ايام من الجولة الاولى و17 يومًا من الجولة الثانية المقررة في السادس من ايار/مايو المقبل.

ورغم ادراك تأخره في استطلاعات الرأي في الجولة الثانية (بعشر نقاط في المتوسط) الا أن رئيس الدولة يأمل في أن يحتل الصدارة الاحد المقبل ليتمكن من قلب المعادلة من خلال حملة ثانية في فترة ما بين الجولتين.

وقال ساركوزي الخميس خلال زيارة ميدانية إلى مدينة سان موريس (شرق باريس): quot;لدي قناعة كبيرة بأن الفرنسيين يحضرون لنا مفاجآتquot;، مضيفًا أن quot;الشعب الفرنسي سيعطي لكل هؤلاء الاشخاص درسًا لم يتلقوه من قبلquot;.

الا أن نسبة الامتناع تشكل مصدر قلق آخر للمرشحين. واستنادًا الى اوبينيون واي فإنها قد تصل الى 26% في حين أنها كانت 16% في الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية للعام 2007. وكانت نسبة الامتناع سجلت رقمها القياسي العام 2002 مع 28,40%. وقد اثار اليمين المتطرف آنذاك مفاجأة بصعوده الى الجولة الثانية.

واعتبرت مرشحة اقصى اليمين مارين لو بن الخميس أن نسبة تقل عن تلك التي سجلها والدها العام 2002 (16,8%) quot;ستشكل تراجعًاquot; بالنسبة الى الجبهة الوطنية.

وتعطي استطلاعات الرأي حاليًا مارين لو بن 15% وهي نسبة تقل قليلاً عن نسبة جان لوك ميلانشون فيما تعطي الوسطي فرنسوا بايرو 10%.

واعتبرت صحيفة ليبراسيون أن مارين لو بن التي تولت رئاسة الجبهة الوطنية في كانون الثاني/يناير 2011 وquot;حسنت صورتهاquot; كثيرًا ما زالت تشكل quot;تهديدًاquot;.

وبعد أن لزم الصمت الى حد ما منذ بداية الحملة، عاد والدها جان ماري لوبن الى اطلاق التصريحات النارية حيث قارن مهرجانًا جماهيريًا في باريس لنيكولا ساركوزي بمؤتمرات الحزب النازي في نورمبرغ.

من جانبه، دعا ساركوزي انصار الجبهة الوطنية الى عدم الاستماع الى quot;الاكاذيبquot; والى التصويت لصالحه.

وقال مساء الاربعاء في آراس (شمال) إن quot;التصويت لمارين لو بن سيصب في صالح فرنسوا هولاندquot;، مضيفًا أن quot;مسؤوليتنا نحن كجمهوريين هي أن نعيد الينا الذين شعروا باليأس من الجمهوريين لاحساسهم بأننا قد تخلينا عنهمquot;.

من جانبه، وجه فرنسوا هولاند الدعوات الى ناخبي جان لوك ميلانشون.

ووعد المرشح الاشتراكي الخميس بتغيير الاسلوب اذا ما انتخب مع quot;رئاسة متواضعة لمن يمارسها طموحة للبلادquot;، وذلك في حديث الى فرانس برس.

وسيكون باستطاعة مراكز الاستطلاعات اعطاء التقديرات الاولية للانتخابات اعتبارًا من الساعة 18,30 (16,30 ت غ) من مساء الاحد، في حين ستبقى لجان الاقتراع مفتوحة حتى الساعة 20,00 (18,00 ت غ) في المدن الكبرى.

ويحظر القانون كشف التقديرات الاولية قبل اغلاق مكاتب الاقتراع وهددت نيابة باريس الخميس بملاحقة وسائل الاعلام التي ستخالف هذا الحظر قضائيًا.

واذا كان فرنسوا هولاند قد برر هذا القانون بالخوف من أن يؤدي الاعلان الى quot;ضعف اقبالquot; الناخبين، فإن ساركوزي اعتبر في المقابل أنه من المستحيل quot;وضع حدود رقمية بين فرنسا وباقي دول العالمquot;، التي لا يخضع اعلامها للقانون الفرنسي.