باريس: يتعاظم الدور الفرنسي في الملف السوري متكئا على دعم اميركي وآملا بموقف روسي اكثر ليونة، وتدعو باريس في هذا السياق الى تعزيز مهمة بعثة المراقبين الدوليين التي ينبغي ان تضمن في رايها حق التظاهر.

ففي اجواء انتخابية صاخبة وعشية الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية الاحد المقبل، اكد وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الذي نظم اجتماعين دوليين في باريس هذا الاسبوع انه quot;سيقوم بعمله حتى النهايةquot;.

وياتي هذا التحرك الدبلوماسي الكثيف فيما اظهرت الصور الاولى للمراقبين الدوليين الذين وصلوا الى سوريا سيارات للامم المتحدة تفر على وقع اطلاق النار وموظفين دوليين تحاصرهم تظاهرات حاشدة.

وقد نظم الوزير الفرنسي اجتماعا خصص لمتابعة العقوبات السياسية والاقتصادية والفردية التي فرضت على دمشق، اتبعه باجتماع اخر في محاولة لتحديد ماهية التفويض المعطى لمراقبي الامم المتحدة في سوريا وشروط عملهم.

وتمت المبادرتان الفرنسيتان بالتوافق مع الولايات المتحدة. فكانت واشنطن حاضرة الثلاثاء في الاجتماع حول العقوبات ووصلت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الخميس الى باريس للمشاركة في اجتماع الوزراء الغربيين والعرب.

وتوعدت واشنطن باصدار قرار تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة، يلحظ اللجوء الى القوة لتنفيذ العقوبات، كما لم تستبعد دخول الحلف الاطلسي على خط الازمة في حال طلبت تركيا تفعيل المادة الرابعة من معاهدة الدفاع المشترك للحلف.

وتنص المادة الرابعة، ومضمونها اقل قوة من المادة الخامسة التي تدعو الى رد جماعي في حال تعرض احد اعضاء الحلف لهجوم، على اجراء مشاورات بين الحلفاء quot;في حال تعرضت سلامة اراضي احد الاعضاء او استقلاله السياسي او امنه لتهديدquot;.

وتأمل باريس عبر التزامها السياسي هذا بموقف روسي اكثر ليونة حيال الملف السوري. ولا تزال موسكو بدعم من بكين ترفض ان يتبنى مجلس الامن الدولي نهجا قويا في وجه احد اخر حلفائها في الشرق الاوسط.

وفي هذا الاطار، تحدث جوبيه وكلينتون في الايام الاخيرة عن اقرار الدبلوماسية الروسية بان الوضع يتدهور.

ومع استمرار رفضها اي تدخل عسكري اجنبي في سوريا من دون تفويض من الامم المتحدة، طرحت باريس شروطا قاسية تتصل بالمهمة المقبلة للمراقبين الدوليين مع اقتناعها بان النظام السوري الحالي آيل الى السقوط.

وقال جوبيه الجمعة لشبكة التلفزيون quot;بي اف ام-تي فيquot; انه quot;يجب نشر مراقبين على الارض لكن يجب ان يملك هؤلاء المراقبون الوسائل من تجهيزات ومروحيات للعمل على احترام حرية التظاهر. هذا امر بالغ الاهمية. واليوم الذي تضمن فيه هذه الحرية فعليا لن يستطيع النظام الصمودquot;.

واضاف الوزير الفرنسي quot;يجب اعطاء كل الفرص لخطة (كوفي) انان. وقف اطلاق النار لا يحترم لكن اذا تمكنا من نشر قوة مراقبين متينة من 500 عنصر على سبيل المثال فان الامور يمكن ان تنقلب الى الاتجاه الصحيحquot;.

وكان جوبيه تحدث الخميس عن quot;ما لا يقل عن 300 الى 400 مراقبquot;.

وراى ان روسيا يمكن ان تصوت على مشروع قرار ينص على تشكيل قوة مراقبين quot;صلبةquot;، لافتا الى ان quot;الروس كانوا دائما من انصار نشر قوة مراقبةquot; وquot;الموقف الروسي يتغير شيئا فشيئاquot;.

واكد جوبيه ايضا ان خطة موفد الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان لا تنص على quot;وقف اطلاق نار فقطquot;.

واضاف انها تقضي ايضا بquot;سحب القوات الى الثكنات وحرية التظاهر والاهم اطلاق عملية سياسية تتيح التوصل الى انتخابات حرةquot;.