القدس: واصلت السلطات الإسرائيلية مخططاتها لنقل مقراتها الأمنية والعسكرية وتركيزها في قلب الأحياء الفلسطينية بالقدس، حيث تنوي بناء مقر للكلية العسكرية وقيادة هيئة الأركان على سفح جبل المشارف من الناحية الجنوبية المطلة على المسجد الأقصى، وإقامة حديقة quot;وطنية توراتيةquot; على أراضي العيسوية.

وتشرف على المخططين quot;سلطة تطوير القدسquot; التي تقول إن نقل المقرات العسكرية والأمنية من تل أبيب وحتى من غرب القدس، ينسجم مع قرارات سابقة للحكومة الإسرائيلية بجعل القدس quot;مركزا للسلطة وتدعيما لمكانتها كعاصمة للشعب اليهوديquot;.

وتتذرع بأن الحديقة الجديدة الممتدة على مساحة 740 دونما quot;تهدف إلى خدمة المواطنين والسياحquot; في المدينة المقدسة.

وستمتد مقرات الكلية العسكرية الملاصقة لمخطط quot;الحديقة الوطنيةquot; المذكور على مساحة 14 دونما، وتصل مساحة المباني قرابة 40 ألف متر مربع، وتضم مقرات quot;للكلية العسكرية القُطريةquot; وكلية الأمن القومي وقاعات دراسية ومساكن لإيواء نحو 500 عسكري، إلى جانب مقر القيادة العامة لهيئة أركان الجيش الإسرائيلي.

وحركت الفعاليات الفلسطينية في القدس نضالا جماهيريا ضد المخططات، يساندها نشطاء من quot;حركة التضامنquot; التابعة لليسار الإسرائيلي المناهضة لسياسة الاحتلال. وكثف المقدسيون اعتصامهم فوق الأراضي المستهدفة، وأطلقوا مسيرات دورية داخل الأحياء وقبالة البؤر الاستيطانية والعسكرية.

ويأتي هذا الحراك الشعبي -بحسب عضو لجنة المتابعة بالفعاليات الشعبية في القدس محمد أبو الحمص- عشية بت لجنة التنظيم والبناء التابعة لبلدية الاحتلال في الاعتراضات والطعون التي قدمت ضد المخطط.

وأشار أبو الحمص خلال حديثه لـquot;الجزيرةquot; إلى أن الاحتلال يوظف كافة الوسائل الأكاديمية والسياحية والاستيطانية التهويدية من أجل تضييق الحيز على المقدسيين وسلخهم عن مدينتهم عبر جدار الفصل العنصري الذي أقصى نحو 100 ألف مقدسي عن المدينة.

وحذر من تسارع وتيرة هذه المخططات تحت مسميات الحدائق الوطنية، حيث إن التجارب السابقة أكدت أن الحدائق العامة في تخوم الأقصى وسلوان والبلدة القديمة حولت إلى مشاريع تهويدية واستيطانية ومقرات عسكرية ومتاحف للتراث اليهودي.

وسبق لسلطات الاحتلال -وفق أبو الحمص- أن نقلت مركز قيادة الشرطة القُطرية إلى حي الشيخ جراح، كما أقامت مركزا عسكريا داخل quot;الجامعة العبريةquot; المقامة على أراضي العيسوية والطور، وفعّلت مركزا للاستخبارات العسكرية في المنطقة، عدا عن عشرات البؤر العسكرية والاستيطانية الأخرى.