اعتقلت الشرطة الماليزية نحو 222 شخص من المتظاهرين اليوم السبت، عقب ان استخدمت الغازات المسيلة للدموع وخراطيم المياه لتفرقتهم، إذ حاولوا كسر قرار صادر بعدم التظاهر في ساحة الاستقلال، بعد استصدار الشرطة قرارا يقضي يمنع التظاهر في الساحة من جهة، وموافقة الحكومة للمعارضة بالتظاهر السلمي في الأماكن الأخرى من جهة أخرى.
 |
ولم تستخدم قوات الشرطة أساليب التفريق إلا عندما حاول بعض المتظاهرين تحطيم الأسلاك الشائكة والحواجز التي تقود تجاه ساحة الاستقلال، وعندما تكررت محاولات الاختراق بدأت الشرطة في استخدام المياه والغازات المسيلة للدموع.
وشرع المتظاهرون في مغادرة أماكنهم منذ الساعة السادسة، لكن بعض نقاط التجمع دفعت السلطات إلى رش المياه صوب بعض المتظاهرين الذين كانوا يبحثون عن طريق للعودة إلى منازلهم. وتم إغلاق ثلاث محطات للقطار مؤقتا، ما دفع البعض إلى الترقب حتى يجدوا طريقا للخروج.
في المقابل، نشرت شرطة كوالالمبور صور ومقاطع فيديو توضح اختراق المتظاهرين إلى حاجز أمني بشري من دون التعرض لهم وكان في وقت مبكر، كما نشرت صور متعددة كان أبرزها تحطيم بعض المتظاهرين إحدى السيارات. فيما نشرت الشرطة أيضا عن فقدان أحد عساكر قوات مكافحة الشغب لمسدسه، وحذرت من استخدامه.
إلى ذلك قال هشام الدين حسين وزير الداخلية إن 20 فرد من الشرطة و3 أشخاص من المتظاهرين يتلقون العلاج على خلفية إصابات.
وتفاوت عدد المتظاهرين بحسب ما نشرته وسائل الإعلام المحلية والعالمية، بيد أنه من المؤكد أنهم تجاوزوا 20 ألف متظاهر، ولم يتجاوزوا 25 ألفا، خرجوا منذ الصباح الباكر مطالبين بإصلاحات سياسة تتركز في تغيير طريقة التصويت للانتخابات القادمة المزمع تقديمها بحسب إعلان الحكومة منتصف العام الجاري.
من جانبه صرح رئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق الذي كان في زيارة لولاية صباح، بأن الحكومة لا تمنع أحدا من التظاهر، quot;مادام يتبع الشروط القانونية... لقد منحنا المتظاهرين ملعب (بوكت جليل) للتظاهر فيه، ومستعدون لإعطائهم ملعب (ميرديكا) ايضاquot;.
وكان نجيب رزاق أجرى عملية إصلاح سياسي العام المنصرم أبرزها إلغاء قانون الطوارئ والسماح بالتظاهر السلمي وفق ضوابط وشروط أهمها هو عدم التعرض للمصالح العامة والخاصة إلى جانب عدم تشويه صورة الدولة المصنفة الاولى اسلاميا وضمن العشر بلدان سياحية عالميا.
وتعد هذه المظاهرات الثالثة من نوعها لائتلاف المعارضة quot;بيرسيهquot; ، عقب تظاهرتين عامي 2007، 2011. لكن هذه الأولى المصرحة رسميا من الدولة، والتي شهدت بدورها تطورا وصفه مراقبون بـquot;المرنquot; في التعامل مع المتظاهرين، إذ أن عدد المعتقلين في المظاهرات الماضية بلغ نحو 1600، أما المظاهرات الحالية لم يعتقل أكثر من 222 شخص.
ورغم إقرار البرلمان الماليزي خلال شهر إبريل الجاري جملة إصلاحات تتعلق بالانتخابات، إلا ان المعارضة شددت على أنها لم تعالج القضية الأساسية وهي quot;تزوير الانتخاباتquot; على حد قولهم.
وأتاحت السلطات الماليزية التظاهر ليوم السبت 28 إبريل من بشروط قانون التجمع السلمي الذي أًصدر في العام الماضي، ولكنها حظرت السلطات جميع المداخل المؤدية إلى ساحة الاستقلال، عقب أن استصدرت الشرطةقرارا من المحكمة يقضي بعدم التظاهر في الساحة.
وقال قائد شرطة كوالالمبور محمد صالح إن هناك حكم قضائي قرر بمنع التجمع اليوم بساحة الاستقلال وسط العاصمة كوالالمبور.
وجاء في بيان نشرته وسائل إعلام محلية quot;إن الحكم يمنع منظمي التجمع وعموم المواطنين من التجمهر بساحة الاستقلال حتى غرة مايو المقبلquot;، وأكد أن أي خرق يعد جريمة بموجب المادة 188 من المدونة الجنائية. لافتا إلى أن الحظر لا يشمل فقط جمعية المعارضة، وإنما يمتد إلى السياح المحليين والأجانب وعموم المواطنين ورجال الإعلام. وذلك بحسب وكالة الأنباء الماليزية quot;برناماquot;.
وكانت الشرطة ومجلس مدينة كوالالمبور حظرتا جميع المنافذ المتجهة صوب ساحة الاستقلال، منذ فجر الثامن والعشرين من إبريل.
وفي سياق ذي صلة، أكد الدكتور يوسف الصقعبي وهو مدير شؤون المواطنين السعودية في سفارة المملكة بماليزيا عدم تعرض أي من الرعايا السعوديين إلى أي مكروه، وذلك على خلفية احتجاجات شهدتها العاصمة الماليزية كوالالمبور اليوم السبت الثامن والشرين من إبريل. مضيفا أن السفارة حذرت المواطنين السعوديين بعدم التواجد في أماكن التجمعات وهي محددة ويقع غالبيتها بالقرب من ساحة الاستقلال quot;ميرداكاquot;.
وأشار الدكتور الصقعبي إلى أن السفارة تستقبل جميع اتصالات المواطنين السعوديين في أي وقت،. وقال إن هواتف الطوارئ تعمل على مدار الساعة وتستقبل اتصالات المواطنين السعوديين. إلى جانب مواطني مملكة البحرينquot;. إذ تعد السفارة السعودية مرجع مواطني مملكة البحرين لعدم توفر سفارة لها في ماليزيا.
التعليقات