لا يكتسب الاسلاميونفي الجزائرشعبية حتى في المناطق التي توصف بانها معاقلهم.
الجزائر: quot;لا تستمعوا للذين يريدون اخافتكم من اكتساح التيار الاسلامي الساحة السياسيةquot;. بهذه العبارة توجه احد قادة التحالف الاسلامي في تجمع بالبليدة (50 كلم غرب الجزائر) امام حضور لا يرقى الى الجماهير التي كانت تحشدها الجبهة الاسلامية للانقاذ المحظورة في التسعينات.
واكد حملاوي عكوشي رئيس حركة الاصلاح الوطني ان الاسلاميين quot;بريئون من كافة الاتهامات التي توجه إليهم سيما منها ما يتعلق بالخوف من اكتساح التيار الإسلامي للساحة السياسيةquot;
وقال عكوشي امام حوالي الف متعاطف تجمعوا في ساحة الحرية بوسط مدينة البليدة ان هذه quot;الاشاعات تريد احباط هذا التكتل الاسلاميquot; الذي نشأ في بداية اذار/مارس ويجمع بالاضافة الى الاصلاح حركتي مجتمع السلم والنهضة تحت قائمة quot;الجزائر الخضراءquot; بمناسبة الانتخابات التشريعية المقررة في العاشر من ايار/مايو.
وتقود الاحزاب الاسلامية الثلاثة حملة انتخابية موحدة، حطت بمدينة البليدة التي كان ينتظر ان يحشد فيها الاسلاميون عشرات آلاف المناصرين كما كانت تفعل الجبهة الاسلامية للانقاذ المحظورة خلال الحملة الانتخابية لاول اقتراع تشريعي تعددي في الجزائر سنة 1991.
وقد ادى الغاء الجولة الثانية من هذه الانتخابات التي حصدت فيها الجبهة الاسلامية اغلبية الاصوات، الى اندلاع حرب اهلية اسفرت عن سقوط نحو مئتي الف قتيل، عدد كبير منهم سقطوا في البليدة المعروفة بثكناتها العسكرية الكثيرة والمحاطة بجبال الشريعة التي اتخذها الاسلاميون المسلحون معقلا لهم.
كما كان مؤسس حركة مجتمع السلم (حماس سابقا) الشيخ محفوظ نحناح(توفى في 2003) المقرب من حركة الاخوان المسلمين، يحشد الجماهير في البليدة باعتباره احد ابنائها، وفيها اسس حزبه.
واشار رئيس حركة مجتمع السلم ابو جرة سلطاني الى ذلك عندما قال ان quot;البليدة بالنسبة لنا ليست كاي منطقة اخرى لان تاسيس الحزب كان من هنا والذي زرع بذرة هذا التاسيس الشيخ محفوظ نحناح هو ابن هذه المدينةquot;.
وفي محيط ساحة الحرية التي احتضنت التجمع لم يكن يبدو على الناس اي اهتمام بقادة ثلاثة احزاب اسلامية جاؤوا لحث الناخبين على التصويت لهم.
كما ان الحاضرين لم يتجاوبوا مع كلام الخطباء المغلف بالايات القرآنية، فلا تهليلات ولا تكبيرات ولا حتى تصفيق.
ولم يبد الباعة المتجولون في محيط ساحة الحرية اي اهتمام بالصخب من حولهم وظلوا منشغلين بتجارتهم.
وقال سمير (32 سنة) صاحب طاولة لبيع لعب الاطفال على بعد امتار من المنصة التي كان يقف عليها زعماء التحالف الاسلامي quot;لا تهمني هذه الانتخابات لا من بعيد ولا من قريب فهي لن توفر لي عملا مستقرا يخرجني من التشرد الذي انا فيهquot;.
واضاف quot;احمد الله ان الشرطة لم تطردني من البيع في الشارع بسبب هذا التجمع والباقي لا يهمنيquot;.
وكان يجلس بجانبه محمد (25 سنة) يحتسي قهوة ويدخن سيجارة، فتدخل قائلا quot;انا ساصوت لكن الاكيد اني لن ساصوت لهؤلاءquot;. وعند سؤاله عن السبب قال ان quot;حماس انتهت مع وفاة الشيخ نحناح رحمة الله عليهquot;.
وفي مقر المكتب التنفيذي لحركة مجتمع السلم الذي مر به قادة التحالف قبل بداية التجمع امتزجت الاغاني الدينية باغاني الراي الصادرة من محل غير بعيد لبيع الاشرطة.
وعندما دخل ابو جرة سلطاني مقهى انترنت بوسط المدينة لم يقم احدا من الشباب لمصافحته وبقي الجميع ملتصقا بشاشته غير مستمع للكلمات التي قالها quot;الشيخquot;.
وبعد وفاة الشيخ محفوظ نحناح برزت خلافات كثيرة في الحركة التي اسسها.
ورغم محاولات كثير للحفاظ quot;على وحدة الصفquot; الا ان الخلافات انتهت بالانقسام بعد ان قرر وزير الصناعة الاسبق عبد المجيد مناصرة انشاء حزب جديد تحت اسم quot;جبهة التغييرquot;.
كما ان حركتي الاصلاح الوطني والنهضة لرئيسها فاتح ربيعي كانا اصلا حزبا واحدا قبل ان ينقسما، وكلاهما اسسهما عبد جاب الله رئيس جبهة العدالة والتنمية حاليا وهو الاكثر تشددا.
وبالاضافة الى الاحزاب الخمسة يتقاسم اصوات الناخبين الاسلاميين حزبين اخرين هما حزب الحرية والعدالة لمحمد السعيد وجبهة الجزائر الجديدة لاحمد بن عبد السلام المنشق عن حركة الاصلاح.
واعتبر سلطاني ان تشتت الاسلاميين وانقسامهم لا ينقص من حظوظهم في الفوز بالانتخابات كما فعل الاسلاميون في تونس ومصر والمغرب.
وقال لوكالة فرانس برس في البليدة ان quot;التعدد يخدم التيار الاسلامي وسيساهم في فوزه في الانتخاباتquot;.
وتابع ان quot;التعدد موجود في جميع التيارات السياسية فلماذا نعيبه على الاسلاميين؟quot;.
وسبق مرور زعماء التكتل الاسلامي الى البليدة، منافسهم القوي عبد الله جاب الله الذي رفض الدخول معهم في تحالف.
وحرص جاب الله خلال تجمع حضره حوالى 400 شخص في قاعة مسرح محمد التوري على الابتعاد عن الخطاب الديني المتشدد ونفى ان quot;يكون حزبه يسعى الى اقامة دولة تيوقراطية (بل) لديه حلول واضحة للآفات التي تعاني منها البلادquot;.
وفاز الإسلاميون في آخر انتخابات تشريعية جرت في 2007 ب59 مقعدا من بين 389، ويأملون بالفوز بالانتخابات القادمة التي يتنافس فيه 44 حزبا بأغلبية المقاعد التي ارتفع عددها إلى 462 بفعل تزايد عدد السكان خلال الخمس سنوات الماضية.
التعليقات