جاكرتا: حذرت المجموعة الدولية للازمات في تقرير لها الخميس من ان تهاون السلطات تجاه من يقومون بفرض الشريعة الاسلامية بأيديهم في الشوارع شجع على نشوء جيل جديد من الارهابيين في اندونيسيا.

وانتقد التقرير الحكومة والشرطة لعدم تصديها بحزم للمتشددين الذين يتبنون عادة المسؤولية عن هجمات عنيفة ضد ما يعتبرونه منكرا فضلا عن مهاجمة الاقليات الدينية ومع ذلك يفلتون من العقاب.

ووصف التقرير الذي جاء بعنوان quot;اندونيسيا: من التغيير باليد الى الارهاب في سيربونquot; كيف ان مجموعة من الرجال الفقراء غير المتعلمين في البلدة الواقعة بغرب جاوا تحولوا من استخدام العصي والحجارة لفرض quot;الاخلاقquot; الى استخدام القنابل والرشاشات.

وقالت المحللة سيدني جونز من المنظمة لفرانس برس quot;ما شهدناه في سيربون هو ان مجموعة من نحو عشرة رجال بدءوا يخطون الخطوات الاولى على طريق الارهاب بالانخراط في حملات الامر بالمعروف والنهي عن المنكرquot;.

واضافت quot;حينما انتهجوا العنف خلال حملاتهم تلك كانوا يخرقون القانون بشكل واضح ولم يعاقبواquot;.

وقال التقرير ان الجماعة تحولت من هجماتها على محطات تلفزيونية ومحال تبيع الكحول، الى تنظيم هجمات انتحارية استهدفت كنيسة في جزيرة جاوا فضلا عن مسجد تابع للشرطة.

واشار الى ان تلك الهجمات اسفرت العام الماضي عن قتل المفجرين انفسهم فقط، ولكنها جرحت العشرات جراء المسامير والقطع المعدنية التي صنعوا بها القنابل لايقاع العدد الاكبر من الاصابات.

وقالت جونز quot;ان ما يوفر فرصة للحكومة لاحتواء الامر، هو ان تلك المجموعات التي سارت على هذا الدرب ما زالت غير مدربة وقدراتها محدودة جدا، غير ان الامر لن يبقى كذلك، فاحدى تلك الجماعات ستتمكن من توسيع نطاق هجماتهاquot;.

واشار التقرير الى ان تحول جماعة سيربون الى التشدد جاء نتيجة الخطب الاسبوعية التي تحث على اهدار دم اعداء الاسلام الذين تقول ان من بينهم الحكومة الاندونيسية واجهزة شرطتها.

ويأتي هذا الخطر الجديد بعد حملة فاعلة استمرت عشر سنوات على الشبكات الارهابية الاسوأ سمعة في البلاد وعلى رأسها الجماعة الاسلامية المرتبطة بالقاعدة.

فقد تمكنت الوحدة 88 التابعة لشرطة مكافحة الارهاب خلال السنوات الاخيرة من قتل بعض اكثر المتشددين المطلوبين للعدالة وبينهم نور الدين توب الذي يعتقد انه انخرط في كافة الهجمات الارهابية الابرز التي شهدتها اندونيسيا خلال الاعوام الاخيرة.

كما قتلت الوحدة متشدد اخر يدعى ذو المتن وقد تورط في تفجيرات بالي 2002 التي قتلت 202 شخصا بينهم 88 أستراليا.