بلغراد: تشكل العلاقات مع كوسوفو عقبة رئيسية في مسيرة صربيا للتقارب من الاتحاد الاوروبي كما ستكون من التحديات الكبرى امام الائتلاف الحكومي المقبل الذي سيجري التفاوض بشأن تشكيله بعد الانتخابات التشريعية الاحد.

فقد حصل ائتلاف الرئيس المنتهية ولايته بوريس تاديتش في اذار/مارس الماضي لصربيا على وضع المرشح للانضمام الى الاتحاد الاوروبي، لكن من دون تحديد موعد لبدء مفاوضات في هذا الصدد.

وتأمل بروكسل ان تواصل بلغراد المفاوضات لتطبيع العلاقات مع كوسوفو الذي اعلن استقلاله من جانب واحد في 2008.

غير ان صربيا ترفض بشدة هذا الاستقلال الذي اعترفت به 90 دولة بينها الولايات المتحدة و22 من الدول ال27 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي، ولا تزال تعتبر كوسوفو اقليما تابعا لها.

وقال المحلل السياسي فلاديمير تودوريتش quot;ان الحكومة الجديدة ستتمتع بموقع افضل للانطلاق مع وضع المرشح في الجيب، لكن ذلك لا يعني ان المهمة ستكون اكثر سهولةquot;.

وبالرغم من وضع مسالة كوسوفو في المرتبة الثانية اثناء الحملة الانتخابية التي طغت عليها الازمة الاقتصادية، فان بوريس تاديتش المؤيد للانضمام لاوروبا وتوميسلاف نيكوليتش القومي الشعبوي اللذين سيتواجهان في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية في 20 ايار/مايو، سيضطران للتركيز على اولوية الملف الكوسوفي، بمعزل عمن سيكون الفائز.

واضاف تودوريتش ان اجراء quot;حوار حول تطبيع العلاقات مع كوسوفو، بدون الاعتراف (باستقلاله) سيشكل اولوية بالنسبة للحكومة الجديدةquot;.

وقد بدأت بلغراد وبريشتينا في اذار/مارس حوارا تحت رعاية بروكسل. وابرمت اتفاقات عدة منذ ذلك الحين يتناول اهمها مشاركة كوسوفو في اجتماعات اقليمية حيث سيكون بامكان بريشتينا التحدث باسمها، بدون ان تعترف بلغراد مع ذلك باستقلال كوسوفو.

لكن المحادثات علقت في انتظار نتائج الانتخابات العامة في صربيا.

وقال بريدراغ سيميتش استاذ العلوم السياسية في جامعة بلغراد quot;من الضروري قطعا مواصلة المفاوضات واقامة علاقات عملية مع بريشتيناquot;.

وشدد على quot;ان ذلك سيكون شرطا يجب توفيره كي تحصل صربيا على موعد لبدء مفاوضات مع بروكسلquot;.

وتعهد تاديتش بمواصلة الحوار مع بريشتينا في حال فوزه في الانتخابات، في حين يثير احتمال تشكيل حكومة من حزب نيكوليتش تخوفا من التخلي عن الموقف المعتدل الذي انتهجته بلغراد حتى الان.

اما نيكوليتش الذي كان قوميا متشددا يعارض التقارب الاوروبي لبلاده، فقد غير نهجه وبات يؤكد رغبته في ابقاء صربيا على طريقها الاوروبي، لكن مع جعل الاعتراف باستقلال كوسوفو خطا احمر يجب عدم تجاوزه.

واكد اثناء الحملة الانتخابية quot;اذا قالوا اننا نستطيع الدخول الى الاتحاد الاوروبي لكن كوسوفو ليس لنا، سنقول لهم شكرا، مع السلامة، لدينا طريقنا الخاصquot;.

الا انه لم يلوح بتهديد التخلي عن المحادثات مع بريشتينا حرصا منه على صون صورته الجديدة كقومي محافظ معتدل.

وبالرغم من مسالة كوسوفو المعقدة والشائكة فان اقتراع الاحد اكد توجه صربيا الواضح نحو اوروبا كما لفت المحلل السياسي انين بربيسيفتيش.

ولفت الاخير الى انه quot;للمرة الاولى تعبر غالبية الاحزاب التي دخلت الى البرلمان عن الخطاب نفسه المؤيد لاوروبا. انه خبر سار بالنسبة للاستقرار في المنطقة وبالنسبة لصربيا لجهة الاندماج الاوروبيquot;.