رغم أن السعودية أنهت أزمتها مع مصر بقرار عاهلها الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعودة العلاقات بين البلدين، إلا أن قراء إيلاف يرون أنها أنجزت رسالة أرادت إيصالها لأطراف خارجية.


السعودية قطعت الطريق أمام من حاول الاستفادة من أزمتها مع مصر

الرياض: رغم أن السعودية أنهت أزمتها مع مصر بقرار عاهلها الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعودة العلاقات بين البلدين، إلا أن قراء إيلاف يرون أنها أنجزت رسالة أرادت إيصالها لأطراف خارجية. إذ توقع القسم الأكبر من قراءquot;إيلافquot; أن الدفء الذي أعاد العلاقات بين الدولتين سبقته عاصفة من الرأي العام المصري ارتأت السعودية خلاله ضرورة قطع الطريق أمام من يحاول الاستفادة من الأزمة من خلال إيصالها رداً واضحاً وقوياً عكس مدى التفاهم الذي يربط الدولتين في ظل وجود أطراف خارجية تلعب على وتر إثارة المشاكل والفتن لتكريس القطيعة.

وبلغت نسبة الذين توقعوا هذا الخيار 50.44% ، وعددهم 1883 قارئاً، فيما توقع 28.77% من المصوتين أنها خطوة استباقية قبل فوز الإخوان المسلمين في الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها قريباً، وذهبت النسبة الأقل وهي 20،79% توقعوا أن ما جرى من تفاقم للأزمة بين الدولتين كان نتيجة رد فعل على أحداث السفارة التي سببها الجيزاوي خلال الفترة الماضية، الخيار الأخير أيّده 776 مصوتاً.

وبلغ عدد من صوّت في استفتاء إيلاف الاسبوعي 3733 قارئاً من مختلف المناطق في العالم طرحوا توقعاتهم حول أسباب تصاعد الأزمة بين السعودية ومصر.

وشهدت الايام الماضية سلسلة تظاهرات امام السفارة السعودية في القاهرة تطالب بالافراج عن الناشط المصري احمد الجيزاوي الذي اعتقله الأمن السعودي بتهمة حيازة أقراص مخدرة بينما يقول نشطاء مصريون إن توقيفه تم بسبب حكم غيابي صدر بحقه في السعودية ويقضي بحبسه لمدة عام و20 جلدة بتهمة العيب في الذات الملكية، وهي التهمة التي ثبت أنها كانت غير صحيحة، ما يعني أن الاحتجاجات التي رافقت اعتقال الجيزاوي بنيت على شائعة ومعلومة غير صحيحة؟

تطورات الأزمة، دفعت السعودية إلى سحب سفيرها وإغلاق سفارتها في القاهرة، وإغلاق قنصلياتها في الاسكندرية والسويس بعد ردود فعل قوية من الرأي العام المصري والتظاهرات التي عبرت عن سخط واستهجان أمام السفارة السعودية، سحب قابلته تصريحات وأصوات صدرت من مسؤولين مصريين أكدت قوة العلاقات مع المملكة، رافضة في الوقت ذاته قطع العلاقات.

ومن هذا المنطلق، أكد المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية الحاكم في بيان خصوصية العلاقات مع السعودية وأبدى حرصه على استمرارها وتفويت الفرصة على أي مغرض لبث الفرقة وزعزعة العلاقات الأبدية التاريخية التي تربط البلدين. معرباً عن أمله في تجاوز الأزمة، إذ شدد على أنquot;مقار البعثات الدبلوماسية السعودية في مصر محل اهتمام كامل لدى الجهات الأمنية المسؤولة والعناصر الفاعلة في الدولةquot;. فيما أجرى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي اتصالات مع وزيري خارجية السعودية ومصر لنزع فتيل الأزمة بين البلدينquot; التي لايمكن أن تتأثر بحادث عارض سوف يعالج في إطاره المعتادquot;.

كل هذا دفع بوفد مصري رفيع المستوى إلى زيارة السعودية ولقاء عاهلها الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إذ قال رئيس مجلس الشعب المصري محمد سعيد الكتاتني أنهم لن يتدخلوا بقضية المتهم المصري أحمد الجيزاوي المتهم بمحاولة إدخال مواد طبية ممنوعة إلى السعودية ووصف القضاء فيها بأنه quot;عادلquot;.

في حين، لم يستبعد الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، أبداً أن quot;وقوف أصابع خارجية، لا تريد الخير للسعودية ولا لمصر ولا للأمة جمعاء، وراء أي تعكير في صفو العلاقات الراسخة والمتينة والمتنامية بين السعودية ومصرquot;.

وهو الأمر الذي، دعا العاهل السعودي لإعادة سفير السعودية في القاهرة ومندوبها لدى الجامعة العربية السفير أحمد عبدالعزيز قطان امس، إذ أكد أن الأزمة العابرة بين مصر والسعودية انتهت مؤكدا زيارة وفد سعودي لمصر نافياً وجود تراجع أو انسحاب للاستثمارات السعودية في مصر مؤكدا ان التبادل التجاري زاد من 800 مليون دولار إلى 1.2 مليار دولار مشيرا الى أنه سيكون هناك دفعة مساعدات مالية لمصر في شهر مايو الجاري.

وأشار الى قول العاهل السعودي خلال لقائه الوفد المصري ان التاريخ ليس صفحة عابرة يمكن أن يعبث بها أحد فالعلاقة مع مصر لا يمكن أن تقبل جدلا أو مساومة لافتا إلى أن quot;الخلاف بين الأشقاء هو من باب العتب وليس على أساس الخصومة وباب العتاب باب واسع تحكمه العقلانيةquot;.

وفي ما يتعلق بالسجناء المصريين في السعودية، قال قطان إن السجناء في السعودية نوعان الأول الذين تم إصدار أحكام قضائية بشأن ما اقترفوه من جرائم وهناك قناعة تامة بعدالة القضاء السعودي laquo;مثلما يوجد مساجين سعوديون في مصر ولم نعترض على عدالة القضاء المصري الذي نثق فيهraquo;.

وأوضح ان النوع الآخر هم السجناء الذين لم يقدموا للمحاكمة وهم متهمون في قضايا إرهابية نتيجة محاولة إدخال أسلحة ومرتبطون بالقاعدة والجهاد مشددا على أن أمن السعودية خط أحمر مذكرا بأن laquo;متهمي قضية حزب الله في مصر لم يقدموا للمحاكمة إلى يومناraquo;.