أشاد الوفد المصري الذي زار السعودية للحفاظ على حيوية العلاقات بين البلدين، بحفاوة الإستقبال من جانب الملك عبد الله بن عبد العزيز، والمسؤولين السعوديين،وأكدوا أن الملك أخبرهم أن إغلاق السفارة في القاهرة وسحب السفير، لم يكن قراراً يستهدف قطعية في العلاقات بين البلدين، لكنه قرار لأسباب أمنية، من أجل حماية منسوبيها، لاسيما أن المظاهرات كانت قد وصلت إلى حد غير مسبوق.


رئيس مجلس الشعب المصري مع الملك السعودي

صبري حسنين من القاهرة: وفقاً للدكتور أيمن نور، عضو الوفد الذي إلتقى العاهل السعودي، فإن الرحلة إلى المملكة كانت موفقة للغاية. وقال لـquot;إيلافquot; إن الزيارة التي ضمت مختلف التيارات السياسية ومسؤولين رفيعي المستوى برّدت الأجواء الساخنة بين البلدين، مشيراً إلى أن الوفد حظيّ باستقبال جيد جداً.

ولفت إلى أن أعضاء الوفد لمسوا أن الجانب السعودي كان يعاني إحتقانًا مكتومًا، نتيجة الإساءات التي تعرّض لها كبار مسؤولي المملكةأثناء المظاهرات أمام السفارة في القاهرة. وأضاف نور أن أعضاءالوفد إلتقوا بالعاهل السعودي،وأكدواعلى عمق العلاقة بين مصر والسعودية، وأنها لا يمكن أن تتأثر بأية عوارض، منوهاً بأن الملكأخبرهم أن إغلاق السفارة وسحب السفير لم يكن نتيجة أزمة حقيقية بين البلدين، لكنه قرار من أجل حقن الدماء المصرية والسعودية، وللحفاظ على سلامة منسوبي السفارة من المصريين والسعوديين، لاسيما في ظل وجود محاولات لإقتحام مقر السفارة.

وأكد نور أن السعودية سوف تلتزم بكل ما سبق ووعدت به مصر من قروض أو مساعدات، إضافة إلى الإلتزام بحماية العاملين المصريين في المملكة، لافتاً إلى أن المسؤولين السعوديين أكدوا أن المصريين يحظون بمعاملة جيدة، بإعتبارهم أصحاب وطن، وليسوا ضيوفًا أو عاملين في السعودية.

قوة العلاقات
ضم الوفد نحو 102 شخصية رسمية وعامة، وكان على رأسهم رئيس مجلسي الشعب والشورى، إضافة إلى 37 نائباً في البرلمان، و26 إعلامياً، إلى جانب 38 من الشخصيات العامة والفنانين، ومنهم: أشرف عبد الغفور نقيب الممثلين، وهاني شاكر ومحمد صبحي.

وكان النائب سعد عبود، عضو مجلس الشعب ضمن هذا الوفد، وقال لـquot;إيلافquot; إن الزيارة كانت جيدة، وأظهرت حرص الجانبين على إستمرار العلاقات على الدرجة نفسها من القوة والمتانة إلى الأبد. وأضاف أن السعودية، ملكاً وحكومة وشعباً، حريصةكما مصر على العلاقات القديمة على الدرجة نفسها من القوة والمتانة.

ولفت إلى أن المسؤولين السعوديين أعربوا عن حزنهم بسبب إصابة العلاقات مع مصر بمثل تلك السحابة العابرة، مشيرًا إلى أنهم أكدوا أنهم يكنّون لمصر وشعبها كل الود والحب والإحترام، وأنهم يساندون الشعب في ثورته، ويقفون إلى جواره في المرحلة الإنتقالية حتى يعبرها بسلام ويحقق ما يصبو إليه من إستقرار.

أعضاء الوفد المصري مع خادم الحرمين

وأوضح عبود أن العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز وعد بعودة السفير إلى القاهرة، وإعادة فتح السفارة وقنصليتي الإسكندرية والسويس خلال يومين على الأكثر، أي بحلول يوم غد الأحد.

وحول ما أثير بشأن تقديم مساعدات بقيمة 600 مليون جنيه خلال شهر يونيو/ حزيران المقبل، قال عبود إن الزيارة لم تتطرق إلى مثل هذه الأمور، وكانت تنصب بالأساس على إعادة العلاقات بين البلدين إلى سيرتها الأولى، معتبراً أن الزيارة نجحت في أداء مهمتها على الوجه الأكمل، وتوقع عبود أن تفي السعودية بكل إلتزاماتها حيال مصر في المرحلة الإنتقالية، لاسيما أن المسؤولين السعوديين يؤمنون بأن إستقرار مصر جزء من إستقرار المملكةوإستقرار المنطقة العربية كلها.

لا تهزها الرياح
من جهته، أشاد النائب أبو العز الحريري المرشح لإنتخابات رئاسة الجمهورية بحسن الإستقبال من الجانب السعودي. وقال لـquot;إيلافquot; إن الوفد المصري لمس مدى الحب والإحترام الذي يكنّه السعوديون لمصر، ولفت إلى أن خادم الحرمين الشريفين أكد على أن العلاقات بين البلدين عميقة وعريقة، ولا يمكن أن تهزّها أية رياح، مشيراً إلى أنه وعدهم بعودة السفير إلى القاهرة خلال 48 ساعة. وأكد أن للمصريين دورًا واضحًا في بناء المملكة العربية السعودية، إضافة إلى الترابط القوي بين البلدين.

وكان الملك عبد الله بن عبد العزيز أصدر مرسوماً ملكياً، في 29 أبريل/ نيسان الماضي، يقضي بإغلاق السفارة السعودية في القاهرة، وإغلاق قنصليتي الإسكندرية والسويس، وإستدعاء السفير عبد العزيز القطان إلى الرياض، وذلك في أعقاب سلسلة من الإحتجاجات أمام السفارة ومحاولات إقتحامها، على خليفة إلقاء القبض على المحامي المصري أحمد الجيزاوي في السعودية، بتهمة حيازة عقاقير مخدرة، بينما أشيع في مصر أنه قبض عليه أثناء رحلة عمرة، بتهمة إهانة الذات الملكية، ما أثار حفيظة بعض المصريين، والقوى السياسية، ودعاهم إلى التظاهر أمام السفارة أيامًا عدة، رددوا خلالها الهتافات ضد المملكة، والمسؤولين السعوديين.