شاؤول موفاز

اتهم يوفال ديسكين المستقيل مؤخرًا من جهاز الأمن الداخلي الاسرائيلي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه ايهود باراك بالتعامل مع التهديد النووي الايراني انطلاقًا من مشاعر يهودية، معتبراً موفاز اكثر اعتدالاً، ويعارض الانخراط في عمل عسكري.


القاهرة: قبل أقل من أسبوعين، شن يوفال ديسكين، المستقيل مؤخراً من رئاسة جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، هجوماً لفظياً حاداً على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه ايهود باراك، متسائلاً عن تقييمهما لطريقة التعامل مع ما يعتبرونه تهديداً نووياً إيرانياً، واتهمهما في الوقت ذاته باتخاذ قرارات مبنية على مشاعر يهودية.

وقد وقف يوم أمس نتنياهو جنباً إلى جنب مع شاؤول موفاز، وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان السابق والقائد الحالي لحزب كاديما الوسطي، ورحب به في الائتلاف الحكومي، وبدا وكأن رئيس الوزراء يقدم صورة من صور رد الفعل، خاصة للشعب الإسرائيلي المعارض عموماً لهجوم إسرائيلي أحادي الجانب على منشآت إيران النووية.

وفي الوقت الذي ينتهج فيه نتنياهو وايهود باراك نهجًا عدائياً تجاه إيران، أشارت في هذا الصدد اليوم صحيفة quot;النيويورك تايمزquot; الأميركية إلى أن موفاز يعتبر أكثر اعتدالاً، كما أنه يعارض أي اندفاع صوب الانخراط في عمل عسكري. وبعد أن أصبح رئيساً للمعارضة في آذار (مارس) الماضي، قال في حديث تلفزيوني إن شن هجوم مبكر على إيران قد يكون quot;كارثياًquot; وأنه سوف يتمخض عن quot;نتائج محدودةquot;.

وبعد إدانته لما اعتبره سياسة مركزية تنتهجها الحكومة الإسرائيلية تجاه إيران على حساب عملية السلام مع الفلسطينيين، سبق أيضاً لموفاز، إيراني المولد، أن قال في نيسان (أبريل) الماضي، إن التهديد الأكبر على دولة إسرائيل ليس النووي الإيراني.

ولدى سؤال في مؤتمر صحافي أقيم يوم أمس عن الخلافات الحاصلة بشأن الملف الإيراني، قال نتنياهو، متحدثاً بالعبرية، إن مناقشاتهم جادة، وستظل جادة ومسؤولة.

وأوضح كثير من المحللين والساسة أنه وبعيداً عن الإشارة لأي تغييرات في السياسة الإسرائيلية تجاه إيران، فإن إدراج موفاز وكاديما في الائتلاف سيعزز من موقف نتنياهو.

كما قال يسرائيل كاتس، وزير النقل، في تصريحات أدلى بها لإذاعة إسرائيل، إنه لو كان محل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، لكان سيشعر بالقلق اعتباراً من اليوم لأن دولة إسرائيل ستكون أكثر اتحاداً، في قدرتها على الردع، وكذلك إذا اقتضى الأمر، في قدرتها على التصرف واتخاذ القرارquot;. وأشار أيضاً عضو الكنيست عن حزب الليكود، أيوب كارا، إلى أن قوة الحكومة شيء ضروري للتعامل مع إيران، مضيفاً :quot;إذا كنا متوافقين في الرأي في إسرائيل، فإن ذلك سيمنحنا قدراً أكبر من القوةquot;.

وأضافت اينات ويلف، المنتمية إلى حزب quot;الاستقلالquot; الصغير، بزعامة وزير الدفاع ايهود باراك، أنه من الضروري الإبقاء على تهديد الخيار العسكري مطروحاً على مائدة الحوار، وأنه في حالة وجود توافق كبير في الآراء داخل إسرائيل، فإن المصداقية ستتزايد.

وبينما يصر المسؤولون الإيرانيون أن برنامجهم المتعلق بتخصيب اليورانيوم مخصص لأغراض سلمية، يشير مسؤولون إسرائيليون وأميركيون وأوروبيون إلى أنهم يعتقدون أن الإيرانيين يعملون من أجل امتلاك القدرة التي تتيح لهم تطوير أسلحة نووية.

وبعد أن أشارت إلى أن نتنياهو، وبنجاحه في توسيع نطاق ائتلافه الحكومي ومن ثم تجنب الدخول في معركة انتخابية مبكرة، قد منح نفسه المزيد من الوقت والإستقرار على الصعيد الحكومي، نقلت الصحيفة هاتفياً عن دافيد ماكوفسكي، مدير مشروع عملية السلام في الشرق الأوسط في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، قوله:quot;أعتقد أن تلك الخطوة مكنته من الإبقاء على إيران في صدارة أولوياتهquot;.

ورغم أن نتنياهو لم يفت أي فرصة تقريباً للتحذير مما يصفه بالأخطار التي تحدق بإسرائيل وعالم إيران النووي، إلا أنه لم يشر هو وموفاز بشكل مباشر يوم أمس إلى الموضوع، بينما كانا يقومان بطرح شراكتهما في مؤتمر صحافي داخل مقر البرلمان.

وفي تقرير آخر لها ضمن هذا السياق، اعتبرت quot;النيويورك تايمزquot; نجاح نتنياهو في إبرام اتفاق سري مع موفاز في ساعة مبكرة من صباح يوم أمس خطوة تصب في صالحه، وتزيد بشكل كبير من قوته، بعدما أنشأ بتلك الخطوة أكبر وأضخم ائتلاف حكومي خلال التاريخ الحديث، بما يعني أنه لا يمكن لأي من الأحزاب أن تنقلب عليه.

ثم مضت الصحيفة الأميركية تقول إن التساؤل الذي يفرض نفسه الآن هو: ما الذي يخطط نتنياهو أن يفعله بهذا الائتلاف؟وأردفت بعدها بالقول إن نتنياهو، الذي لطالما نُظِر إليه باعتباره شخصية براغماتية وتكتيكية سياسية بارزة، قد ركز على تقليل الأخطار على إسرائيل وعلى وضعيته. لكن ذلك الموقف ترك كثيرين يتساءلون بخصوص حقيقة أولوياته السياسية مستقبلاً، إذا تم تخليصه من مطالب الفصائل الأكثر أيديولوجية والموجودة في داخل ائتلافه طوال السنوات الثلاث الماضية.

وقال كثير من الأشخاص المقربين من رئيس الوزراء إن الائتلاف الجديد، الذي يعتبر حزب كاديما أكبر كتلة فيه بنصيب 28 مقعداً، أكثر توافقاً مع سياسة نتنياهو الشخصية من الكتلة اليمينية التي كان يقودها منذ أن تم انتخابه في العام 2009. في حين يرى آخرون أن الائتلاف خطوة سياسية فجة، هدفها الأساسي هو تعزيز قوة نتنياهو السياسية بدلاً من دفع أجندة أكثر اعتدالاً وميلاً للدخول في مساومات ومفاوضات.