خلافات علنية بين المسؤولين الإسرائيليين حول ضربة عسكرية لايران |
انتقلت الخلافات في اسرائيل بشأن الهجوم العسكري على ايران إلى العلن، إذ تقف حكومة بنيامين نتنياهو على جهة، ويعارضها عدد من مسؤولي الأمن الاسرائيليين من جهة أخرى. وتتجه إسرائيل نحو انتخابات من المرجح أن تجري بحلول نهاية العام المقبل.
بيروت: عندما قال الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الاركان المشتركة، في شباط (فبراير) الماضي إن هجوم إسرائيل على ايران لن يكون خطوة quot;حكيمةquot;، واعتبر أن quot;النظام الايراني هو لاعب عقلاني يمكن التفاوض معهquot;، تلقى موجة من الهجوم الشديد من اليمين الأميركي المتشدد وحكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وذكرت صحيفة quot;هآرتسquot; الاسرائيلية أن نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك اعتبرا خلال لقاء سري مع مسؤولين أميركيين، أن التعليقات العلنية التي أدلى بها ديمبسي quot;تخدم مصالح ايرانquot;.
أما الآن، لم يعد ديمبسي وحيداً، فقد انضم اليه عدد من الخبراء الأمنيين الذين يشاطرونه وجهة نظره بشأن هجوم إسرائيلي على ايران من جانب واحد.
وأشارت صحيفة الـ quot;كريستيان ساينس مونيتورquot; إلى أن الخبراء الذين انضموا إلى صف ديمبسي هم: الرئيس السابق للموساد مائير داغان، رئيس الشاباك السابق يوفال ديسكين، الرئيس السابق لأركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكينازي، ورئيس اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال بيني غانتس.
وتحدث رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت من نيويورك عن توجيه ضربة لايران، فعكس مدى التناقض في إسرائيل تجاه هذه المسألة.
حذّر أولمرت من شنّ حرب مع ايران، معتبراً ان نتنياهو غير راغب في تقديم التنازلات اللازمة لتحقيق السلام مع الفلسطينيين، وحذر اسرائيل من إثارة غضب إدارة أوباما أو عزلها عن هكذا قرار.
تتجه إسرائيل نحو انتخابات من المرجح أن تجري بحلول نهاية العام المقبل، لكن تشير التكهنات إلى أنها ستجري بحلول خريف هذا العام، قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية. وفي هذه اللحظة، يبدو أن ائتلاف نتنياهو في وضع جيد للاحتفاظ بالحكومة، لكن الشجار العام لا يساعد في ذلك.
من المعروف أن السياسيين الإسرائيليين يعبرون عن خلافاتهم بشكل علني، لكن الخلافات بين مسؤولين أمنيين على مواضيع حرجة مثل هذه، أمر نادر الحدوث، ويدل على أن الثقافة السياسية في اسرائيل آخذة في التغير.
تحول النظام السياسي في اسرائيل في العقود الأخيرة، فوجهات نظر السياسيين مثل نتنياهو كانت في السابق تميل إلى اليمين المتطرف من الرأي العام الإسرائيلي. أما الآن، اصبح هؤلاء في الوسط، بينما انتقلت آراء الوسط، التي تضم العديد من كبار السن من كوادر كبار الضباط، إلى ما يمكن أن يسمى الآن باليسار.
واعتبرت الـ quot;ساينس مونيتورquot; أن تصريحات يوفال ديسكين الرئيس السابق للشين بيت (جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي)، كانت الأكثر إثارة للدهشة، حتى انها شكلت صدمة. quot;فالرجل الذي ترقى في رتبته من خلال التعامل مع الهجمات الإرهابية التي تنطلق من الضفة الغربية، أعلن أن كلا من نتنياهو وباراك غير مؤهلين لقيادة اسرائيل، متهما اياهما quot;بتضليل الرأي العام بشأن قضية ايرانquot;.
ونقلت صحيفة هآرتس والاذاعة العسكرية عن ديسكين قوله: quot;صدقوني، راقبت عن كثب هذين الرجلين نتنياهو وباراك، واعتقد انهما ليسا على مستوى كاف للتعامل مع حدث من هذا النوع أي الحرب مع ايران والذهاب فيها حتى النهاية لا أثق بهماquot;.
أضاف: quot;انهما يخدعان البلاد حول مسألة ايران. وهما يؤكدان انه اذا ما قامت اسرائيل بخطوة ما، لن تحصل ايران على القنبلة النووية. لكنني لا اؤمن بقيادة تتخذ قرارات مبنية على مشاعر غيبية، وأعتقد أن الهجوم العسكري على ايران سيسرع وتيرة حصولها على القنبلة النوويةquot;.
وأشار ديسكين إلى أن quot;عدداً كبيراً جداً من الخبراء يقولون منذ سنوات طويلة إن إحدى نتائج هجوم إسرائيلي في إيران قد تكون تسريعا دراماتيكيا للبرنامج النووي الإيراني، أي أن ما يفضل الإيرانيون تنفيذه اليوم ببطء وهدوء، ستكون لديهم الشرعية لتنفيذه بسرعة وخلال فترة زمنية أقصرquot;.
وقال الجنرال غانتز الاسبوع الماضي ان ايران التي يراها عقلانية، وعلى الرغم من انه يشعر بقلق عميق إزاء تقدمها في مجال الحصول على قنبلة نووية، إلا أنه لا يرى التزامها باتخاذ الخطوة النهائية حتى الآن.
وأضاف quot;إذا أراد المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي التقدم لحيازة قنبلة نووية، فهذا الأمر سيحصل، لكن يجب اتخاذ القرار أولاً. كما أن هذا سيحدث إذا قال خامنئي إن قراره غير خاضع للنقاش، وأعتقد أن هذا سيكون خطأ كبيراً، ولا أظن أنه سيقدم على هكذا خطوةquot;.
وأضاف: quot;أعتقد أن القيادة الإيرانية تتألف من ناس عقلانيين، لكني أوافق على أن مثل هذه القدرة، في أيدي الأصوليين الإسلاميين في لحظات معينة، يمكن أن تؤدي إلى حسابات أخرى مختلفة، وهذا أمر خطيرquot;.
يشار إلى أن هذا الموقف مختلف تماماً عن رأي نتنياهو وباراك، اللذين أصرّا مراراً وتكراراً أن وقت الضربة العسكرية أصبح في متناول اليد، وأن المفاوضات لن تؤدي إلى نتيجة.
وختمت الصحيفة بالقول: quot;ببساطة، هناك انشقاقات كبيرة داخل إسرائيل والخلافات خرجت إلى العلن، على الرغم من أن النتيجة لا تزال غامضة وغير واضحةquot;.
التعليقات