احتلت صورة وزيرة الخارجية الأميركية الصحف والمجلات يوم الإثنين بعدما ظهرت من دون أي تبرّج، وهي ترتدي نظارات طبية، وتضع القليل من أحمر الشفاه فقط. وكانت كلينتون تتحدث في مؤتمر صحافي في داكا- بنغلاديش خلال رحلة تهدف إلى تعزيز الديمقراطية والتنمية، وأعقب هذا الحدث رحلة معقدة ومثيرة جداً إلى الصين.


كلينتون خلال جولة لبضعة أيام للتشاور مع قادة الهند

لميس فرحات: بطبيعة الحال، إذا كانت الشخصية السياسية رجلاً، فإن القليل من الناس سيركزون على مظهره الخارجي، والصور لن تتصدر الصحف، إلا في حال ظهر نائب الرئيس الأميركي جو بايدن فجأة، وهو يضع كحلاً وأحمر الشفاه.

لكن نحن لسنا معتادين رؤية السياسيات والسياسيين من دون أن يجهزوا أنفسهم للكاميرا، سواء من خلال وضع الماكياج أو تصحيح الصور بوساطة quot;الفوتوشوبquot; قبل نشرها في الصحف والمجلات. لكن على الرغم من أنها لم تتبرّج، وأسدلت شعرها لتظهر تموجاته الطبيعية، كان من المنعش رؤية كلينتون بشكل جديد، ووصفها الكثيرون بأنها بدت مثل تلميذة المدرسة، تحديداً عندما كانت طالبة في كلية وليسلي.

ظهور كلينتون أدى إلى سؤال أساسي: quot;هل تستعد هيلاري للخروج من السلك الدبلوماسي والسياسي الرفيع، وتبرز صورتها كامرأة حقيقية؟ يبدو ذلك.

لكن البعض الآخر رأى أن وزيرة الخارجية الأميركية ظهرت من دون ماكياج لتعطي انطباعاً بأنها أكثر اهتماماً بوظيفتها من صورتها العامة. لكن في أميركا، تتوقع كثيرات من السيدات المهمات أن يكن مرادفاً للكمال - حتى لو كانوا عرضة للإنتقادات بسبب إنفاقهم وتبذيرهم على الملابس والتبرج وتصفيف الشعر.

في الشهر الماضي، وبعد حضورها محادثات القمة في قرطاجنة في كولومبيا، إذ اِجتمعت أكثر من 30 شخصية من قادة العالم معاً، هربت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ليلاً بعيداً عن الرسميات لتسهر وترقص حتى الصباح في ملهى ليلي. فقد قضت وزيرة الخارجية سهرتها في ملهى quot;هافانا كافيهquot;، حيث رقصت السالسا، واحتست الجعة.

التقطت لكلينتون أكثر من صورة ظهرت فيها وهي ترقص وفي يديها زجاجة جعة، بينما يحيط بها أصدقاؤها. وارتدت عضو مجلس الشيوخ السابقة عن نيويورك، والتي عادة ما تظهر في حلة رسمية مكونة من قطعتين، ثوبًا أسود اللون عصريًا مع مجوهرات رائعة.

وأظهرت كلينتون الجانب المرح من شخصيتها في تلك السهرة التي تصدرت أخبارها عناوين الصحف وسخر البعض الآخر من صورة المرأة الحديدية التي تحاول إظهارها.

يوم الاثنين في الهند قالت الوزيرة الأميركية: quot;لقد كنت ناشطة في المجال السياسي طوال السنوات العشرين الماضية. أشعر بأن الوقت قد حان بالنسبة إليّ لأخرج عن هذا المسار. أود أن أزور الصين، وأجول في شوارعها من دون أن تغلق الشوارع من أجلي، وأحاط بالكثير من الأمنquot;.

لكن الشائعات - أو على الأقل النقاد ndash; يقولون إن كلنتون تتحضر لتحلّ محل نائب الرئيس هذا العام. وقالت كلينتون مراراً إنها تريد أن ترى امرأة تحتل منصب الرئيس في الولايات المتحدة، معتبرة أنه من الصعب كسر هذا الحاجز. لكن حتى ذلك الوقت، قد تكون كلينتون أكثر المخولات لشغل هذا المنصب عندما يصبح ذلك ممكناً.