دشن نشطاء مصريون حملات متنوعة ضد مرشحي الانتخابات الرئاسية المصرية المحسوبين على النظام السابق، وتهدف هذه الحملات بحسب القائمين عليها إلى حث المواطنين على عدم التصويت لهؤلاء وعزلهم شعبياً.


القاهرة:مع تزايد التوقعات بفوز أحد المرشحين عمرو موسى أو أحمد شفيق من الجولة الأولى بإنتخابات الرئاسة المصرية أو دخول أحدهما مرحلة الإعادة مع مرشح إسلامي، دشن نشطاء مصريون حملات متنوعة ضد مرشحي الإنتخابات الرئاسية المحسوبين على النظام السابق، أو من يعرفون بـquot;الفلولquot;، وتأتي تلك الحملات في ظل إرتفاع شعبية المرشحين عمرو موسى الأمين العام السابق للجامعة العربية، وزير خارجية الرئيس السابق حسني مبارك، والفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء أثناء الثورة، والذي حدثت في عهده موقعة الجمل.

وتهدف تلك الحملات إلى فضح هذين المرشحين، وكشف ولائهما للنظام السابق، في محاولة جادة من أجل عزلهما شعبياً، وحمل المصريين على عدم التصويت لهما، كما حدث في الإنتخابات البرلمانية السابقة، عندما أطلق نشطاء حملات تهدف إلى عزل المرشحين المنتمين إلى النظام السابق، ونجحت تلك الحملات وأسفرت عن عدم وصولهم إلى البرلمان.

لا للفلول

تقود حركة 6 أبريل حملات عزل الفلول، وأطلقت العديد من الفاعليات، منها عرض مقاطع فيديو تظهر مواقف هذين المرشحين من النظام السابق، وأنهما كانا أحد أهم أضلاعه، بالإضافة إلى معارض للصور، ولقاءات وندوات، ودشنت مجموعة الشهيد أحمد منصور في الحركة عدة سلاسل بشرية ضد الفلول في مدينة السادس من أكتوبر، وتعرض مشاهد تمثيلية تفضح ملفاتهم السوداء بداية من ميدان الحصرى وشارع كان في الحي 12 وميدان أسوان في الحي 10 و11، وفي مدينة قليوب، يجول المئات من أعضاء الحركة في الشوارع، للتواصل مع الناس والتحدث معهملتوضيح مخاطر اختيار عمرو موسي أو أحمد شفيق.

ووزعت الحركة أكثر من 6 آلاف منشور، وتم وضع خطة للوصول إلى أكبر عدد من الناس في القرى، وانضم إلى الحملة شباب من الجنسين. وفي مدينة الخانكة وغيرها من المدن نشر نشطاء الحركة مئات الرسوم الجرافيتي واللافتات التي تدعو المصريين إلى عدم انتخاب موسى أو شفيق، وتم توزيع 20 ألف منشور في مدن بنها وطوخ وشبين القناطر والقناطر الخيريه تحت شعار quot;لا للفلولquot;.

لن نختارك

تشارك حركة كفاية في الحملات، وأطلقت حملة ميدانية تحت شعار quot;أبداً لن نختاركquot;، وتهدف توعية المصريين بمخاطر ترشيح الفلول في انتخابات رئاسة الجمهورية، وشارك فيها الآلاف من الشباب الذين تجولوا في الشوارع وفي المقاهي، وعقدوا لقاءات مع المصريين، لإقناعهم بعدم التصويت للمرشحين عمرو موسى وأحمد شفيق، وطبعت الحركة مطويات تتضمن صور المرشحين المرفوض ترشيحهما وكتب اعلاها quot;لن نختارهماquot;، وتضمنت أيضاً أبرز مواقف هذين المرشحين قبل وبعد الثورة، والتي توضح مدى ولائهما للنظام السابق.

إمسك فلول

غير أن حركة quot;إمسك فلولquot;، تعتبر الأبرز في مجال تنظيم الحملات المضادة لرموز النظام السابق، وانطلقت الحركة مع بداية شهر يونيو 2011، قبل الإنتخابات البرلمانية، ونجحت في توعية المصريين بخطر انتخاب الفلول في البرلمان، وتنظم الحركة العديد من الفاعليات المناهضة لإنتخاب المرشحين عمرو موسى وأحمد شفيق لمنصب الرئيس، وتعتمد الحركة على توزيع المنشورات بكميات كبيرة تقدر بعشرات الآلاف، بالإضافة إلى البوسترات التي تحمل صور المرشحين المحسوبين على النظام السابق، وتعرض الحركة مواد فيلمية للمرشحين، توضح موقفهما المعادي للثورة.

كما انطلقت حملة تحت شعار quot;اعزلوهمquot;، وحملة أخرى تحت شعار quot;الحملة الشعبية لعزل الفلولquot;، كما أطلقت حملة تحت شعار quot;يا تقطع يا تعلمquot;، وتدعو الشباب إلى حمل حقيبة فيها إسبراي أسود لكتابة كلمة فلول على الملصقات والدعاية الخاصة بمرشحي الرئاسة المحسوبين على النظام السابق، وكتبتا ذلك بلغة عامية مصرية: quot;كل واحد يشيل فى شنطته اسبراى أسود، وكل ما يشوف دعاية للفلول يقطعها أو يكتب عليها فلول أو يعمل عليهم إكس .. يا تقطع يا تعلمquot;.

توعية المصريين

وقال محمود عفيفي، عضو المكتب السياسي لحركة 6 أبريل، لـquot;إيلافquot;، إن جميع هذه الحملات تستهدف توعية المصريين بخطورة إنتخاب أي مرشح ينتمي إلى النظام السابق، مشيراً إلى أن إنتخاب أي من هؤلاء، لاسيما عمرو موسى أو أحمد شفيق، يعني مقتل الثورة، أو اندلاع ثورة جديدة.

ولفت إلى أن هذه الحملات تستهدف أيضاً حقن دماء المصريين للوصول بالبلاد إلى بر الأمان وتحقيق أهداف الثورة، وأوضح أن إنتخاب الفلول هو ضد الثورة. وأشار عفيفي إلى أن الحملات سوف تستمر حتى الإنتخابات الرئاسية في 23 و24 مايو/ آيار أو في الإعادة في نهاية يونيو/ حزيران المقبل، ولفت إلى أن هناك استجابة واضحة من المصريين، بعكس ما يشاع من أن مرشحي الفلول يحظيان بشعبية طاغية.

وأشار أحمد غمري، عضو حركة quot;إمسك فلولquot;، إلى أن النشطاء واثقون من نجاح حملاتهم ووعي المصريين، لاسيما أنهم نجحوا في عزل فلول الحزب الوطني المنحل شعبياً في الانتخابات البرلمانية.

وقال غمري لـquot;إيلافquot; إن مرشحي النظام السابق يهدفان إلى إجهاض الثورة، وتكرار سيناريو الثورة الرومانية، مشيراً إلى أنه في حال فوز أحدهما بالرئاسة فإن المعتقلات ستفتح أبوابها للثوار، وستصدر أحكام بالإعدام ضدهم، ويعود النظام السابق في شكل جديد وبإستبداد أشد.

حرب انتخابية

وفي المقابل، قال محمود علي الدين، عضو الحملة الإنتخابية للمرشح الفريق أحمد شفيق لـquot;إيلافquot; إن تلك الحملات غير مؤثرة في المصريين، مشيراً إلى أنها تعتبر نوعاً من الوصاية على الشعب الذي قام بثورة عظيمة، وأثبت للعالم أنه يتمتع بوعي سياسي عميق.

وأضاف علي الدين أن تلك الحملات تأتي في سياق الحرب الإنتخابية، وأكد أن العبرة بالبرنامج الإنتخابي الذي يقدمه كل مرشح، ومدى قدرته على تنفيذ برنامجه، معتبراً أن القول بأن فوز شفيق بالإنتخابات الرئاسية يعني مقتل الثورة واستمرار النظام السابق من قبيل quot;الهزيان السياسيquot;، وأوضح أن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء، ولن يستطيع أي حاكم قيادة البلاد بالإستبداد مرة أخرى، فقد طلق المصريون الخوف، وانتزعوا حريتهم ولن يفرطوا فيها أبداً.