أكدت سوزان رايس، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى الأمم المتحدة، أنه من السابق لأوانه، على أقل تقدير، مناقشة إمكانية إنشاء ممرات إغاثة في سوريا لحماية المدنيين من بطش القوات الحكومية أو مهاجمة قوات الرئيس السوري بشار الأسد.

وأضافت رايس أن الحلول التي تثار في كثير من الأحيان، وتنطوي على استخدام القوة، يتم طرحها وكأنها بسيطة ولا تشتمل علي أية مخاطر أو تعقيدات. وأكملت حديثها بالقول :quot; أعتقد أن هناك تحديات حقيقية فيما يتعلق بالممرات الإنسانية، ليس أقلها أنها تتضمن على وجود قوات على الأرض فيما لا توجد طريقة للالتفاف على ذلكquot;.

وقد تصاعدت حدة المواجهة المستمرة منذ 14 شهراً بين نظام الأسد وقوى المعارضة هذا الأسبوع، ليتم التأكيد بذلك على إخفاق خطة وقف إطلاق النار وعجز مراقبي الأمم المتحدة عن وقف العنف. هذا وقد بات السناتور جون كيري، الذي يترأس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، آخر الداعمين لمسألة إنشاء quot;مناطق آمنةquot;، حيث صرح مؤخراً لمجلة فورين بوليسي الأميركية قائلاً :quot; الممرات الإنسانية، التي يجب الدفاع عنها بقوة الجيش، هي حقيقة وتستحق النقاشquot;.

وفي مقابلة أجرتها معه وكالة بلومبيرغ الإخبارية عبر الهاتف، قال ريتشارد غوان، المدير المساعد لدبلوماسية الأزمات وعمليات حفظ السلام في مركز التعاون الدولي بجامعة نيويورك :quot; تاريخ الممرات الإنسانية، والبوسنة آخر مثال على ذلك، قاتم للغاية. والحقيقة هي أنه يتوجب عليك إما أن تستعين بقدر كبير من القوة في تلك المعركة القائمة بحكم الواقع أو أن ترسل قوة محدودة ستتعرض للمخاطر بطبيعة الحالquot;.

وعاودت رايس لتقول :quot; وارد أن يؤول الصراع السوري لمزيد من العنف، وهو ما يجعل آخر لعبة سلمية في المدينة تستحق المتابعة، حتى وإن كانت لعبة منخفضة الاحتمالاتquot;.
ومضت رايس تقول إنه وعلى عكس الوضع الذي كان حاصلاً في ليبيا، تمتلك الولايات المتحدة وحلفاؤها مجموعة من الأدوات الأكثر محدودية لمواجهة العنف المتصاعد في سوريا.

وتابعت رايس بلفتها إلى أن القوة الجوية تعد واحدة من الأمور التي تثير بالغ قلقهم، خاصة في ظل عدم وجود جبهة معارضة متماسكة موحدة تفرض هيمنتها على الأرض. وبررت ذلك بأن خصوم الأسد عبارة عن مجموعات من قوى المعارضة المحلية التي لا تتعاون مع بعضها البعض، ولا تتعاون مع مؤيديها بالخارج، ولا تفرض هيمنتها على أي منطقة. فضلاً عن أن الدفاع الجوي السوري مكثف ومتطور للغاية، وهو ما يجعل الوضع هناك مختلف كليةً عن الوضع في ليبيا أو البلقان.

وحذرت رايس في السياق ذاته من خطر أن يمتد الصراع الذي تشهده سوريا إلى خارج الحدود، كما بدأ يحدث الآن، أو أن يتم التوصل لشكل من أشكال التسوية السياسية، مع أنها قد تكون هشة وناقصة ومحفوفة بالمخاطر. وقد عبرت إدارة أوباما عن قلقها إزاء تصاعد العنف في ذلك الصراع الذي أسفر عن مقتل أكثر من 9000 شخص. وقالت يوم أمس فيكتوريا نولاند، متحدثة باسم الخارجية الأميركية، إن إخفاق نظام الأسد في الالتزام بخطة وقف إطلاق النار التي أطلقها كوفي أنان قد تسبب في تعميق الانقسامات بداخل المجتمع السوري وسمح للمخربين بالتسلل.

وأكدت نولاند كذلك أن جماعات المعارضة التي تدعمها الولايات المتحدة بطريقة غير رسمية، مثل المجلس الوطني السوري، تبعد أنفسها عن بعض الأحداث كتلك الواقعة التي شهدت تفجيرين في العاصمة دمشق مؤخراً، منوهةً إلى أن وجود المراقبين في سوريا أدى بالفعل إلى تصاعد في حدة أعمال العنف التي تشهدها البلاد.