بعد يوم من إعلان رئيس مجلس النواب العراقي القيادي في العراقية أسامة النجيفي عن تقديم القادة المجتمعين في النجف بطلب إلى الائتلاف الشيعي بتسمية بديل من رئيس الوزراء نوري المالكي خلال أسبوع فقد ردّ أنصار الأخير بجمع توقيعات للنواب لتقديم مشروع بسحب الثقة من النجيفي بذريعة عدم كفاءته وعرقلته لعمل الحكومة.


أعلن النائب كمال الساعدي القيادي في ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي عن جمع تواقيع 163 نائباً من مجموع 325 نائبا هم أعضاء مجلس النواب لإقالة رئيس المجلس أسامة النجيفي من منصبه بذريعة عدم كفاءته في إدارة جلسات البرلمان وعرقلته عمل الحكومة.

والأسبوع الماضي حذر مساعدون للمالكي من ان سحب الثقة منه سيعني ايضا اقالة رئيسي الجمهورية جلال طالباني والبرلمان النجيفي لان الرؤساء الثلاثة هؤلاء قد تسلموا مناصبهم بصفقة واحدة تمت بين الكتل السياسية اواخر عام 2010.

واستطرد الساعدي قائلا إن quot;ائتلاف دولة القانون جمع 163 توقيعاً لإقالة رئيس البرلمان من منصبه مبيّناً أن quot;الأخير يعطل إقرار الكثير من القوانين ولم يظهر كفاءة في إدارة جلسات البرلمان كما يعرقل عمل الحكومة. ولفت الساعدي في تصريح لوكالة quot;السومرية نيوزquot; اليوم إلى أن quot;العديد من الكتل السياسية يؤيد الخطوةquot;، مؤكداً أن التصويت على إقالة النجيفي سيكون في أول جلسة للبرلمان بعد انتهاء عطلة الفصل التشريعي في الرابع عشر من الشهر المقبل.

ويأتي هذا التطور بعد 24 ساعة من إعلان النجيفي عن تقديم القادة المجتمعين في النجف السبت الماضي طلبا الى التحالف الوطني quot;ألشيعيquot; لايجاد بديل من رئيس الوزراء نوري المالكي خلال مدة لا تتجاوز أسبوعا بدأت الاحد الماضي.

وقال إن هناك طلباً واضحاً الآن للتحالف الوطني الذي ينتمي اليه المالكي زعيم ائتلاف دولة القانون ضمن التحالف بايجاد بديل من رئيس الوزراء الحالي وهذا الامر حدد في مدة لا تتجاوز أسبوعًا بدأت منذ الاحد.. موضحا أن القادة الذين شاركوا في الاجتماع قد وقعوا هذا الطلب إضافة الى امور اخرى ستظهر في حينها. وأضاف ان هذا الامر منوط بالتحالف الوطني بايجاد بديل من المالكي لأن القناعة ترسخت بانه من الصعب التعامل مع هذه السياسة سياسة التفرد ومحاولة إرغام الآخرين بالسكوت عن مصالح الناس وعن الانتهاكات والفساد والانحراف في مسار الدولة الديمقراطي التي هي غير منحصرة في يد شخص او مجموعة اشخاص وانما هي خيار للناس وللسلطات التي لها الصلاحيات والقوانين المهمة.

وشدد النجيفي على ان الوقت قد حان لان quot;نبدأ صفحة جديدة ونعدل المسار ونحاسب من اساء الى البلد وفي الوقت نفسه نجد الشخص القادر على ادارة البلد في هذه الفترة الصعبة والتي لانخفي ان هناك ضغوطًا دولية حادة جداً علينا جميعنا ولكن إنني أؤكد ان القوى المؤتلفة الآن هي قوى عراقية مصرة على المضي الى آخر الشوط quot;.

وعلمت quot;إيلافquot; أن رئيس المؤتمر الوطني احمد الجلبي حمل رسالتين من اجتماع النجف الأولى موجهة إلى رئيس التحالف الوطني إبراهيم الجعفري تطالبه بإيجاد بديل من المالكي خلال أسبوع والثانية لرئيس الجمهورية لتقديم طلب رسمي للبرلمان بسحب الثقة من رئيس الوزراء.

ومن جانبه أكد عضو اللجنة القانونية النائب لطيف مصطفى امتلاك الكتل السياسية المعارضة للمالكي أصواتا برلمانية تؤهلهم لسحب الثقة منه. وقال إن مطالب الكتل السياسية : التحالف الكردستاني، والتيار الصدري، والقائمة العراقية، هي مطالب حقيقية ولا يجوز تهميشها. وأشار إلى أنّه quot;وفق أرقام المقاعد البرلمانية فان هذه الكتل تمتلك أكثر من 163 صوتا وتستطيع سحب الثقة من رئيس الوزراء.

وكان عدد من كبار القادة العراقيين عقدوا اجتماعا في منزل الصدر في النجف السبت لبحث الازمة السياسية في البلاد بمشاركة رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي عن القائمة العراقية ونائب رئيس الوزراء روز نوري شاويس ووزير الخارجية هوشيار زيباري عن الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني وبرهم صالح وفؤاد معصوم القياديين في الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني إضافة الى مشاركة الجلبي ونواب عن الكتلة الصدرية.

وكشف الصدر الاحد عن تمسك القادة المجتمعين في مدينة النجف برفض الدكتاتورية والتفرد بالسلطة في إشارة الى قرارهم سحب الثقة من حكومة المالكي.. وقال في رد على سؤال وجهه احد اتباعه عن النتائج التي خرج بها القادة السياسيون الذين اجتمعوا بالنجف ولم يعلنوا عن موقف واضح من سحب الثقة من الحكومة والذي كانوا هددوا به في وقت سابق أن الاتفاق على رفض الدكتاتورية والتفرد بالسلطة كانت أفضل نتائج اجتماع ممثلي العراقية والتحالف الكردستاني والمؤتمر الوطني والتيار الصدري الذي عقد في النجف. وأكد الصدر أن quot;أفضل النتائج هي أن لا دكتاتورية ولا تفردquot;.. وأضاف ان quot;القول ما قالته قيادات العراق لأجل نصرة شعب العراقquot;. وقالquot;نحن إنما نرضي الله إذا توحدنا من اجل معاناة الشعب وإلا فنحن الخاسرونquot;.

وكان القادة الخمسة الذين اجتمعوا في أربيل في 28 من الشهر الماضي وهم الرئيس جلال طالباني وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني وزعيم القائمة العراقية اياد علاوي ورئيس مجلس النواب اسامة النجيفي قد وجهوا رسالة الى رئيس التحالف الوطني تمهل المالكي 15 يوما لتنفيذ الاصلاحات المطلوبة قبل سحب الثقة منه.. وقد رد التحالف على الرسالة لكن هذا الرد لم يتضمن اي موقف من تهديد القادة بسحب الثقة من الحكومة في حال عدم تنفيذ الاصلاحات التي طالبوا بها والمتعلقة بضرورة تنفيذ مقررات الاجتماع التي تضمنت التركيز على أهمية الاجتماع الوطني لحل الأزمة السياسية وضرورة الالتزام بمقرراته التي يخرج بها والالتزام بالدستور الذي يحدد شكل الدولة وعلاقة السلطات الثلاث واستقلالية القضاء وترشيح أسماء للوزارات الأمنية على أن يصادق عليها مجلس النواب خلال فترة أسبوع إن كانت هناك نية صادقة وجادة من قبل المالكي.

وكانت الأزمة بين ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي والقائمة العراقية بزعامة علاوي قد تصاعدت منذ اواخر العام الماضي عقب إصدار مذكرة قبض بحق القيادي في العراقية الهاشمي بتهمة quot;الإرهابquot; فضلاً عن تقديم المالكي طلباً إلى البرلمان بسحب الثقة من المطلك بعد وصفه المالكي بأنه quot;دكتاتور لا يبنيquot; الأمر الذي دفع العراقية إلى تعليق عضويتها في مجلسي الوزراء والنواب وتقديم طلب إلى البرلمان بحجب الثقة عن المالكي قبل أن تقرر في 29 كانون الثاني (يناير) الماضي العودة إلى جلسات مجلس النواب وفي السادس من شباط (فبراير) الماضي إنهاء مقاطعة جلسات مجلس الوزراء.