حميد مجيد موسى سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي

بغداد: طالب مواطن عراقي ينتمي للحزب الشيوعي العراقي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب بالتنحي عن منصبه وفسح المجال للآخرين من أعضاء الحزب، وقال ذلك في رسالة مفتوحة عنونها (إلى الرفيق حميد مجيد موسى - سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي)، عبر فيها عن انزعاجه وألمه، كما قال، لبقاء سكرتير الحزب في القيادة للدورة القادمة، وبالتالي ما يقارب ربع قرن في منصب - السكرتير ، موضحا أسباب ذلك بالقول (ومع إني أكن لكم كل الاحترام الشخصي والسياسي، واقدر كثيرا دوركم النضالي وتضحياتكم الكبيرة، وقيادتكم للحزب في العشرين السنة الماضية وفي وضع معقد وصعب جدا، ولكن ضرورة مبدأ التداولية والتجديد بعد تلك الفترة الطويلة من القيادة، و بجانب وضعكم الصحي الحساس والحرج، وعمركم المتقدم)، متسائلا عن رأيه اذا ما احتكر رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي المنصب لمدة 25 عاما ؟

وقد علق كريم ابو زهرة، شيوعي، على ذلك بالقول: ان هذا شيء ربما ينفرد ويتميز به الحزب عن سواه من الاحزاب والتيارات والحركات الأخرى كونه يطبق الديمقراطية بوجهها الحقيقي الامثل، وليس هنالك اي ضير من ان يعلن اي رفيق رأيه بصراحة حتى لو كان الامر يخص سكرتير اللجنة الذي نعتز به جميعا ونتمسك به كونه من مناضلي الحزب وتاريخه النضالي معروف، لكنني لست معه الاخ رزكار في مطالبته للاخ حميد بالتنحي لانه احد العناوين المهمة للحزب الشيوعي والرجل ما زال حريصا على الحزب لتحقيق الاهداف التي نسعى اليها جميعا .

وقال رزكار عقراوي وهو ماركسي مستقل ذلك في رسالة مفتوحة لحميد مجيد موسى سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي فيما يأتي نصها :

تحية شيوعية حارة أزفها إلى شخصكم الكريم، من رفيق يعتبر نفسه جزءا من الحزب، وفق مفهومي للعضوية المركبة في أكثر من فصيل يساري، وان كنت خارج صفوفه تنظيميا ومستقل سياسيا الآن.

واضاف : رفيقي العزيز .. أسمح لي أن أصارحكم ndash; صراحة الرفيق لرفيقه - أنه قد أزعجني والمني كثيرا، بقاؤكم في القيادة للدورة القادمة، وبالتالي ما يقارب ربع قرن في منصب - السكرتير -، ومع إني أكن لكم كل الاحترام الشخصي والسياسي، واقدر كثيرا دوركم النضالي وتضحياتكم الكبيرة، وقيادتكم للحزب في العشرين السنة الماضية وفي وضع معقد وصعب جدا، ولكن ضرورة مبدأ التداولية والتجديد بعد تلك الفترة الطويلة من القيادة، وبجانب وضعكم الصحي الحساس والحرج، وعمركم المتقدم، فكل تلك الظروف مجتمعة ستعيق بوضوح سياسيا وتنظيميا وشخصيا، أن تكون - سكرتيرا- ل 4-5 سنوات القادمة، وأخشى أن ينعكس ذلك على أنشطة الحزب المختلفة أيضا ، ومع ذلك احترم رأي الرفيقات والرفاق الذين انتخبوك، وان كنت اختلف معهم في قرارهم، حيث اعتقد إنهم بذلك قد اضعفوا إمكانيات التجديد والتطوير في الحزب، ولابد ان هو بأمس الحاجة لذلك، وفرضوا مهمات شاقة على رفيق عزيز لا طاقة كافية له لتواكب التحديات الجسيمة على الأرض، بل من المفترض أن يكرم ويتقاعد، ويرتاح صحيا، مع الاستفادة القصوى من خبرته السياسية والتنظيمية الكبيرة كأحد ابرز مستشاري قيادة الحزب الجديدة.

وتابع : سؤال بسيط، ماذا سيكون موقفكم، وموقف رفاقي ورفيقاتي في الحزب، إذا استمر- احتكر المالكي، أو أي شخص آخر في منصب رئيس الوزراء ل 25 سنة؟؟ هل سنقبل ذلك؟ الجواب كلا. وأوضح : من مواقع اليسار نطرح دوما أهمية وضرورة ممارسة مبادئ الحرية والديمقراطية، والتداول السلمي للسلطة والتجديد، واحترام حق الاختلاف في الرأي، إذ نعتبر هذه المبادئ وغيرها جزءاً أساسياً من أهداف نضالنا الديمقراطي بمفهوم اليسار، و لذلك وعلينا قبل كل شيء أن نسأل أنفسنا، هل هذه الأمور موجودة في الأحزاب والمنظمات التي ننتمي إليها أو نعمل معها، قبل النضال من اجلها على صعيد المجتمع، ومع أن أحزاب اليسار هي جزء من المجتمع وانعكاس لدرجة تطوره الديمقراطي والمعرفي ووعيه، ولكن ولابد من عملية تحديث ذاتية فعلية، ودمقرطة وشفافية على مختلف المستويات الفكرية والتنظيمية, و تغيير وتحديث الأنظمة الداخلية لأحزابنا اليسارية، بحيث توفر المزيد من الديمقراطية، وتحسن من فرص القيادة الجماعية وتضمن مبدأ التداولية، ومن الضروري جدا، أن يحدد تبوء المناصب القيادية بدورتين كحد أعلى، وحد أقصى 8 سنوات.

ومضى في حديثه : رفيقي العزيز أبو داود .. ومع هذا الخلل و التقصير التنظيمي المحدود! وهو عادي جدا فمن لا يعمل لا يخطأ، ويمكن دوما تصحيحه، الآن أو في المستقبل القريب، إلا إني سعيد جدا بأن مؤتمر الحزب قد أنهى أعماله بنجاح، وعزز ذلك من وحدة الحزب وانسجامه، ومن المفرح كثيرا انضمام عدد اكبر من النساء والشباب إلى القيادة، وان لم يكن بمستوى الطموح، وأقدم لهم تهاني خاصة، و أرى إن التطور مستمر ومتواصل وايجابي في آليات التنظيم والعمل الحزبي، كما أجد نفسي متلهفا للاطلاع على قرارات المؤتمر القيمة، خاصة البنود المتعلقة بالعمل والتنسيق والتحالف مع القوى اليسارية الأخرى في العراق، الذي أشرت إليه في خطابكم القيم في حفل افتتاح المؤتمر.